بين وزارة العمل وأكاديمية الابتكار الصناعي

برنامج تدريبي لتأهيل الكفاءات الوطنية في صناعة نماذج السفن التقليدية

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

وقّعت وزارة العمل صباح، الأربعاء، برنامجا تدريبيا متخصصا مع أكاديمية الابتكار الصناعي، وذلك بهدف تأهيل الحرفيين العمانيين في صناعة نماذج السفن التقليدية العُمانية، والذي سيجري تنفيذه في الكلية المهنية بصور، انطلاقا من كونها أحد المكونات التراثية الأصيلة التي ارتبطت بتاريخ عُمان البحري وحضارتها .

وقّع البرنامج من جانب الوزارة الدكتور خالد بن عبدالعزيز بن خالد أمبوسعيدي مدير عام المديرية العامة للكليات المهنية، فيما وقّعها من جانب الأكاديمية المهندس سليمان بن سالم الجابري مدير دائرة المشاريع وبناء القدرات.

ويهدف البرنامج إلى تأهيل الكفاءات الوطنية وصقل مهارات الشباب العُماني في مجال صناعة السفن التقليدية، بما يتيح لهم الجمع بين الحفاظ على الموروث الثقافي من جهة، وتطوير مهارات عملية مبتكرة تواكب متطلبات سوق العمل من جهة أخرى. كما يسعى البرنامج إلى فتح آفاق جديدة أمام الصناعات الحرفية والبحرية لتكون رافداً داعماً للاقتصاد الوطني، خاصة في قطاعات السياحة والصناعات الإبداعية، واستدامة الحرف التقليدية ونقلها للأجيال، من خلال توفير تدريب نوعي وشامل، يستمر لمدة تسعة أشهر.

ويتضمن البرنامج مرحلتين أساسيتين، الأولى تمتد لثلاثة أشهر، وتركز على أساسيات النجارة من خلال التدريب النظري والعملي في مجالات تقطيع الأخشاب والتسوية والدهانات، إضافة إلى اختبارات تقييمية لقياس مستوى المتدربين. أما المرحلة الثانية فتمتد إلى ستة أشهر، وتخصص لصناعة نماذج السفن التقليدية وفق الطرق المتوارثة، حيث ينقسم التدريب إلى مستويين: الأول للتعرف على أنواع السفن ومهاراتها الأساسية، والثاني يركز على الإنتاج العملي لمشاريع فردية وجماعية تصل إلى عشرين نموذجاً من السفن بأحجام مختلفة.

وسيحصل المتدربون عند إتمام البرنامج على شهادة معتمدة، إضافة إلى خبرة تؤهلهم لدخول سوق العمل في هذا المجال المتخصص، بما يسهم في دعم قطاع الحرف وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة رائدة في الحفاظ على التراث البحري.

وقال الدكتور خالد أمبوسعيدي: "إن توقيع هذا البرنامج يجسد توجه الوزارة نحو تنويع برامج التدريب والتأهيل وربطها بالهوية الوطنية العُمانية، فصناعة السفن التقليدية لم تكن مجرد مهنة في الماضي، بل كانت رمزاً للقدرة العُمانية على التواصل مع العالم وبناء حضارة بحرية عريقة، ومن خلال هذا البرنامج، نسعى إلى نقل هذا الإرث العظيم إلى الأجيال الجديدة بأسلوب حديث ومنظم، ليكون مصدراً للفخر، ورافداً للتوظيف وريادة الأعمال، وفرصة لتطوير صناعات مبتكرة ذات صلة بالتراث".

من جانبه، أشار المهندس سليمان بن سالم الجابري إلى أن التعاون مع وزارة العمل يشكل خطوة استراتيجية مهمة، موضحاً: الابتكار لا ينفصل عن الجذور الثقافية، بل ينطلق منها ليبني فرصاً جديدة، ومن هنا فإن برنامج صناعة نماذج السفن التقليدية العُمانية يأتي ليمزج بين المهارة الحرفية والإبداع الصناعي، وليفتح أمام الشباب العُماني مسارات جديدة للاستثمار والإنتاج، ونتوقع أن يسهم هذا البرنامج في بناء كفاءات متخصصة قادرة على تحويل هذا التراث البحري إلى قيمة اقتصادية مضافة، تعزز من حضور سلطنة عمان في مجالات الصناعات الثقافية والسياحية والإبداعي".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة