القدس المحتلة – وكالات
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نقص حاد في القوى البشرية يقدّر بنحو 12 ألف جندي، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة، فيما تتصاعد أزمة الانتحار داخل صفوف الجيش الإسرائيلي مع طول أمد الحرب وتزايد الضغوط النفسية.
وتشير دراسات متخصصة إلى أنّ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مثّل صدمة جماعية عميقة للمجتمع الإسرائيلي، خلّفت اضطرابًا نفسيًا واسع النطاق يُعرف بـ"اضطراب ما بعد الصدمة"، انعكس بوضوح على الجنود الذين يواجهون القتال في غزة.
وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي، فقد انتحر 28 جنديًا منذ اندلاع الحرب وحتى نهاية 2024، وهو الرقم الأعلى منذ 13 عامًا، مع تسجيل حالات إضافية "مشتبه بها" قيد التحقيق. وأكدت التقارير أنّ أكثر من نصف هذه الحالات كانت في صفوف جنود الاحتياط، نتيجة استدعاء أعداد كبيرة منهم، فيما توقفت آلاف الحالات الأخرى عن الخدمة القتالية بسبب أزمات نفسية حادة.
وتحتل إسرائيل المرتبة الأولى في معدلات الانتحار بين دول الشرق الأوسط وفق منظمة الصحة العالمية، بمعدل يتراوح بين 4.4 و6.8 حالة لكل 100 ألف نسمة، أي ما يعادل نحو 6 أضعاف المعدل الفلسطيني (0.78 فقط لكل 100 ألف). ويتركز الانتحار بشكل أكبر بين فئة الشباب الذكور العسكريين، ما يزيد من تفاقم الأزمة داخل المؤسسة العسكرية.
وفي محاولة لاحتواء الظاهرة، أعلن الجيش عن إجراءات وقائية جديدة تشمل تعزيز خدمات الصحة النفسية وافتتاح عيادات خاصة ومتابعة أوضاع الجنود المسرّحين، إلا أنّ خبراء نفسيين واجتماعيين يرون أنّ "الاختراق النفسي" الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية، واستمرار حالة الإحباط والاضطراب الداخلي في إسرائيل، يجعل الظاهرة مرشحة للتفاقم.
وبينما يشير باحثون إلى أن المجتمع الفلسطيني – رغم عقود الاحتلال والحصار – يسجّل أدنى معدلات انتحار في العالم، تؤكد المقارنات أنّ إسرائيل أكثر عرضة للانهيار النفسي والاجتماعي، خاصة مع استمرار الحرب واتساع الاحتجاجات الداخلية وتراجع الثقة بالجيش ومؤسساته.