الكفاح المُسلح.. عنوان المرحلة ووسيلة التحرير الوحيدة

 

 

أحمد بن محمد العامري

ahmedalameri@live.com

 

 

لم يعُد في الزمن متسع للشجب ولا للتنديد ولا لمؤتمرات السلام ولا للبيانات الختامية التي تُكتب على مقاس الهزيمة، اليوم لم يعد للكلام قيمة، فالعدو الصهيوني يُعلن بجرأةٍ أنه فوق الجميع، محاولته اغتيال قادة حماس في قطر، وقبل ذلك الاعتداءات المتكررة على اليمن وسوريا ولبنان وإيران.

لم تكن محاولة الاغتيال هذه سوى نتيجة طبيعية لتواطؤ عالمي مُريب، وصمت عربي وإسلامي بلغ ذروته بالتطبيع؛ حيث فتح بعض الحكام أبواب بلادهم للعدو وغابت المبادئ والقيم عن السياسات بعد أن أتموا الطواف بـ"البيت الأسود" في واشنطن!

صمت قادة العالم، وخاصة قادة العالم العربي والإسلامي، على المجازر اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين قد منح الاحتلال الجرأة على تجاوز كل الحدود، وهو ما نراه اليوم من انتهاك سافر للسيادة في قلب الدوحة والذي يُمثل انتهاكاً لسيادة العالم وسيادة القانون الدولي، فقد شاهدنا كيف أن التطبيع المفضوح والتواطؤ السياسي كانا مدخلاً مباشرًا لممارسة الإرهاب والاغتيال دون أي رادع، هذا التطبيع لم يكن مجرد خطوة سياسية فحسب، إنما خيانة واضحة للأمة جمعاء؛ إذ دفع بعض الحكام إلى فتح الطريق للعدو للاعتداء على العرب والمُسلمين بلا محاسبة ومكّن الاحتلال من التَّمدد دون خوف.

هل نرى "تحالفًا دوليًا" لإرغام العدو الإسرائيلي على التوقف كما حدث في العراق لإسقاط الرئيس الراحل صدام حسين؟ هل أكلت الأرضة نصوص اتفاقية الدفاع العربي المشترك؟ هل يتحرك درع الجزيرة؟ هل نرى "عاصفة الصحراء"؟ أم أنَّ الشجاعة لا تُستعرض إلا على أشلاء العرب والمسلمين بينما في علاقتهم مع العدو تنطبق مقولة "أسد عليَّ وفي الحروب نعامة"؟!

إن التغوّل الصهيوني لا يوقفه بيان بائس ولا قمة متخاذلة، وإنما يوقفه فقط رصاص الأحرار وعزيمة الشعوب التي رفضت أن تُهان.

لقد آن للأمة أن تُفتح لها أبواب الجهاد بلا قيود، وأن يصبح الكفاح المسلح ضد مصالح العدو في كل مكان عنوان المرحلة وخير بيان، فالعدو لا يفهم إلا لغة النار ولن يردعه سوى دماء تُراق على طريق التحرير ولن يفهم إلا قوة تُجبره على الاعتراف بالحق، وتجعل منه عدوًا يحسب ألف حساب قبل أن يمد يده.

أيها العرب، أيها المسلمون: لا تنتظروا تصريحات خجولة ولا مؤتمرات فارغة فالخيانة والتطبيع قد أفرغا أي نصرة من مضمونها، الكفاح المسلّح هو الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة ولإجبار العدو على دفع ثمن كل اعتداء. كل لحظة صمت أمام المجازر تزيد من جرأة المحتل وكل خطوة تجاه التطبيع تزيد من وطأة الخيانة على الأمة.

لقد أثبت التاريخ أن الكلام وحده لا يحرر الأرض ولا يردع الغاصب ولا يحقق الكرامة.

الحرية لا تُمنح؛ بل تُنتزع، والأرض لا تُسترد بالوعود؛ بل بالنضال والصمود والمقاومة المسلحة، هذه المعركة اليوم ليست فردية ولا محلية، بل هي معركة الأمة جمعاء ضد الاحتلال الذي يهدد الأرض والإنسانية، على كل حرّ أن يُشارك في المقاومة، وأن يلتف حول الأحرار الذين يرفعون راية الكفاح، فكل جهد وكل دعم وكل تضحية، جزء من المعركة الكبرى.

لنكتب بياننا الأخير بدماء الشهداء لا بأحبار الأقلام، ولنُعلن للعالم أن للأمة لسانًا جديدًا لا يعرف المساومة: لسان الرصاص وصوت المقاومة ونداء الجهاد. لن يتم التحرير إلا بتوحيد الصفوف حول المقاومة، وبالكفاح المسلح في كل بقعة تُهدد فيها الأمة.

الآن أكثر من أي وقت مضى، صار الكفاح المسلّح عنوان المرحلة ووسيلة التحرير الوحيدة، ولن تتوقف الحرب إلا عندما يفهم العدو أن لكل فعل عدواني ثمنًا لا يُمكن دفعه إلا بدمائه وثرواته ومصالحه، هذه هي المعركة الحقيقية، وبهذا وحده يُستعاد الحق وتُصان الكرامة.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة