أكد أن علاقات سلطنة عُمان وجمهورية العراق ترتكز على مشتركات تاريخية متينة

السوداني: تطوير الممر الاقتصادي بين عُمان والعراق وصولا إلى تركيا وأوروبا "فرصة استراتيجية"

 


مسقط - العُمانية

أكّد دولةُ محمد شياع السُّوداني رئيسُ مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيقة في لقاء لتلفزيون سلطنة عُمان على أنّ العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية العراق ترتكز على مشتركات تاريخية واجتماعية وثقافية واقتصادية متينة، تمتد عبر عقود من الزمن، وشهدت محطات مُشرقة من الدّعم والتّعاون وتطابق الرؤى والمواقف، وهذه الأسس الراسخة تدفع البلدين إلى المُضيّ قُدمًا في توسيع مجالات التّعاون وتعزيز الروابط المشتركة، بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين 

وقال رئيسُ الوزراء العراقي إنّ هناك رؤية متقاربة ومسارات عمل واحدة تجاه مختلف القضايا تستند إلى مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الدّاخلية والحفاظ على ثوابت الأمة العربية ومصالحنا التاريخية خصوصًا حق الشعوب في تقريب مصيرها وفي الحفاظ على ثوابتها ومصالحها.

وأضاف السُّوداني أنّ زيارته لسلطنة عُمان مثّلت انتقالًا من مرحلة حسن النوايا إلى مرحلة العمل والتنفيذ، حيث تمّ التوقيع على 24 مذكرة تفاهم واتفاقيتين، وهو ما يُعدُّ حدثًا بارزًا بهذا الحجم الكبير من الاتفاقيات، وتمثّل هذه الخطوة انطلاقة نحو تنفيذ برامج عملية تعزّز العلاقات الثنائية وتُحقق نقلة نوعيّة في مسارها.

وأشار السّوداني إلى أنّ العلاقات العُمانية–العراقية تمضي بثقة نحو شراكة استراتيجية، مستندةً إلى إرادة صادقة ورغبة جادة وفرص حقيقية يمتلكها البلدان، بما يمكّنهما من تحقيق طفرة في التعاون المشترك، وبما يخدم أهداف التنمية المستدامة في ظل تسارع الخطط والتنافس الاقتصادي على مستوى المنطقة والعالم. 

وذكر أنّ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمّ التوقيع عليها خلال الزيارة الرسمية إلى سلطنة عُمان لم تكن مجرد إجراء بروتوكولي، بل جاءت ثمرة دراسات معمّقة وزيارات ميدانية متبادلة على مستوى الوزراء والمسؤولين في البلدين، وتعكس رؤى مشتركة للقطاعات والمجالات المختلفة سيتمُّ العمل على تطويرها ابتداءً من هذه المرحلة.

وأكّد دولةُ رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق على توافر الرغبة الجادّة والإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين لتعزيز هذه الشراكة، غير أنّنا بحاجة إلى مزيد من العمل المشترك لاستثمار الفرص المتاحة، إذ يشهد العراق اليوم حركة تنموية غير مسبوقة في تاريخه، وأن تكون سلطنة عُمان شريكًا فاعلًا في مسيرة التنمية والاستثمار والإعمار والمشروعات المشتركة، حيث إنّ التنافس في منطقتنا والعالم بات تنافسًا اقتصاديًّا سريع الوتيرة، وما يحمله البلدان من فرص ومزايا يمنحنا القدرة على إيجاد هذه الشراكة 

وقال إنّ تطوير الممرّ الاقتصادي الذي يربط بين موانئ سلطنة عُمان بموقعها الجغرافي المتميّز وميناء الفاو الكبير وصولًا إلى تركيا وأوروبا، يُمثّل فرصة استراتيجية محورية لتعزيز هذا التعاون والشراكة وغيرها من المشروعات الأخرى الواعدة، منها تخزين النفط في سلطنة عُمان، وإنشاء المصافي وتنفيذ مشروعات في مجال البتروكيماويات، وهي جميعها فرص حقيقية تؤسّس لشراكة مستدامة تعود بالنفع على البلدين.

وأكد أن العلاقات العُمانية–العراقية تمضي بثقة نحو شراكة استراتيجية، مستندةً إلى إرادة صادقة ولفت السُّوداني إلى أنّ حجم التبادل التجاري الحالي بين البلدين، والذي يتجاوز 600 مليون دولار، دون مستوى الطموح المشترك لكلا الجانبين، وما نطمح إليه هو تحقيق شراكة اقتصادية أكبر وأعمق، لا سيما وأنّ السوق العراقية تُعدُّ سوقًا واعدًا بامتياز، بما تمتلكه من مقومات كبيرة أبرزها طاقة استهلاكية هائلة تصل إلى 45 مليون نسمة، واحتياجات متنامية في مختلف القطاعات، إضافة إلى فرص الاستثمار في المشروعات التنموية الضخمة. 

وأكّد رئيس الوزراء العراقي على دور القطاع الخاص في كلا البلدين كحجر أساس ومحور رئيس لدفع عجلة هذه الشراكة ونجاحها مع أن الهدف الاستراتيجي هو تمكين هذه القطاعات من إيجاد شراكات اقتصادية، بدعمٍ كاملٍ ومتبادلٍ من حكومتي البلدين الشقيقين. 

وأفاد بأنّ دور اللجنة العراقية العُمانية المشتركة كبير ومهم، كونها تُعدُّ الإطار المؤسسي الأساسي لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمّ التوقيع عليها بالإضافة إلى دورها في توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين. 

وحول مواقف سلطنة عُمان إزاء القضايا الإقليمية والدولية قال دولة محمد شياع السُّوداني رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيقة إنّ سلطنة عُمان تتبنى مواقف حكيمة ومتزنة في ترسيخ مبادئ الحوار وتقريب وجهات الحوار لحلّ المشكلات على المستويين الإقليمي والدّولي، وهناك تقارب في الرؤى بين البلدين، ونبذل جهدًا استثنائيًّا في سبيل اعتماد الحوار وإيقاف الحروب وإنهاء التجاوزات على الحقوق ومصادرتها، والدّفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها والحفاظ على سيادتها. 

وأضاف أنه في ظل التحدّيات الجسيمة التي تعصف بأمتنا، يتحتم علينا أن ندفع بقوّة نحو تعزيز التكامل العربي على المستويين السياسي والاقتصادي والحفاظ على مستوى عالٍ من التنمية والازدهار وبالوقت نفسه يؤسس لدور إقليمي فاعل ومؤثر، مشيرًا إلى أنّ القضية الفلسطينية تتطلب منّا وقفة موحدة وجريئة لمواجهة حجم الاعتداءات غير المسبوقة التي تجاوزت كل الحدود، وانتهكت صراحةً كل مواثيق القانون الدولي.
وذكر السُّوداني أنّ العلاقات التاريخيّة المتميزة بين البلدين الشقيقين، والدور الفاعل والمواقف المبدئية الواضحة جعلت من صوت سلطنة عُمان وجمهورية العراق مسموعًا ومؤثّرًا على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل التطوُّرات والتحدّيات التي تواجهها المنطقة، والتي لا تزال تستدعي مواقف مسؤولة وواضحة.

وأكّد على أنّ تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين بلدينا يصب في مصلحة الاستقرار ويعزّز جهودنا المشتركة، وهو ما عملنا عليه خلال الفترة الماضية، عبر إطلاق عدد من المبادرات وتكثيف التنسيق والتشاور في مختلف المحافل الإقليمية والدولية والمضي في هذا النهج البنّاء، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

وقال دولة محمد شياع السُّوداني رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيقة إنّ قناعتنا الراسخة إنّ الحوار هو السبيل الأمثل لمعالجة الخلافات، وأن أي دفع نحو توسيع رقعة الصراعات والحروب لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد وعدم الاستقرار، خصوصًا في منطقتنا التي تمثل أهمية استراتيجية للعالم أجمع، وأي مبادرة تُطرَح، بغضّ النظر عن توقيتها أو حجمها، تُعدُّ خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التهدئة ومنع التصعيد.
 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة