مدارس غير جاهزة لاحتضان الطلبة

 

 

ناصر بن سلطان العموري

nasser.alamoori@gmail.com

 

 

 

 

بدأ العام الدراسي الجديد، وأعلنت وزارة التربية والتعليم جاهزيتها لاستقباله، لكن الواضح أن الواقع يختلف تمامًا، والدليل أنَّ بعض المدارس بدأت الصيانة فيها متأخرة، ولم تَستغل فترة الإجازة الصيفية والتي امتدت لثلاثة أشهر، وهو أمر مُستغرب، حيث تتأخر متابعة الجهات لاستصدار أوامر بدء الصيانة، وتوفير المخصصات عند بدء الإجازة الصيفية، فهل كان المسؤولون أيضًا في إجازة؟!

الصور التي انتشرت يمكن القول إنِّها "مُخجِلة"؛ فهناك مدارس يدرس طلابها صباحًا ويَستكمل العمال الصيانة فيها مساءً، وسط الأتربة ومخلفات البناء، وما يصاحب ذلك من إزعاج للطلبة وشكل الصف الذي لا يكون مُهيَّأً بشكل صحي لتلقي العلم، ناهيك عن ما قد يُسببه من حساسية في التنفس للطلبة والمُعلِّم، نتيجة غبار الأتربة وروائح الأصباغ، دون مراعاةٍ لأحوال الطلبة؛ فقد يكون منهم المريض، وكما نعرف أن هناك بعض الأمراض تؤثر فيها الروائح والأتربة بطريقة أو بأخرى، مثل حساسية العيون والربو وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي. هذا من جانب الطلبة، فما بالك من جانب المُعلِّمين الذين تعدى البعض منهم الأربعين والخمسين من عمره، وما يصاحب هذا العمر من أمراض العصر.

هناك من المدارس من استبدل الطابور الصباحي في ساحة المدرسة ونقله إلى الصفوف وذلك نتيجة الحالة الكارثية التي وصلت إليها ساحة المدرسة، من أكوام للأتربة، ناهيك عن مظهر المدرسة والفصول من عمل ألواح من الألمنيوم والحديد وتغطية بعض الممرات والفصول بمواد غير ثابتة.

عجبي ألا يعلم أصحاب القرار أن توفير بيئة العمل المواتية للمُعلِّمين سوف ينعكس إيجابًا على الطلبة بدوره، ويرتقي بالمنظومة التعليمية، والتي ينبغي لها توفير المكان المناسب المُريح المقرون بتوفر المستلزمات اللازمة لإنجاح العملية التعليمية على أكمل وجه.

لا نعلم خطة الجهة المسؤولة عن المشاريع بوزارة التربية والتعليم، لكن ينبغي الالتفات إلى المدارس القديمة والتي يعود تأسيسها إلى ثمانينيات القرن الماضي، ولا ينبغي التفريق بين مدارس في مناطق بعيدة أو مدارس في مناطق راقية؛ فكلهم سواء! فتلك المدارس التي رُمِّمَت لمرات ومرات باتت لا يصلح معها الترميم، وأصبح لا بُد من إنشاء مدرسة جديدة أكبر وأكثر تطورًا تضم المختبرات الحديثة التي تواكب المناهج المُطوَّرة ومختبرات الذكاء الاصطناعي المزمع ادخاله ضمن المناهج.. مدارس تكون قادرة على استيعاب المزيد من الطلبة لا سيما في الولايات ذات الكثافة السكانية المتنامية التي يدرس بها الطلبة لفترتين الصباحية والمسائية لتقتصر الدراسة خلال فترة واحد فقط.

كما إن صيانة المدارس شبه الحديثة أو تنفيذ إضافات، ينبغي أن يكون خلال فترة مُبكِّرة من بداية الإجازة أو خلال فترة الامتحانات؛ لتكون جاهزة عند بداية العام الدراسي، وكي لا يختلط الحابل بالنابل بين مخلفات الترميم والطلاء وبين أنفاس الطلبة.

ربما يُعلِّق البعض أنها مدارس لا يزيد عددها عن عدد أصابع اليد الواحدة، لكنها في الأخير مدارس تحتضن أبناءنا ومن الضروري أن تتوافر فيها أعلى معايير الأمن والسلامة فيما يخص الإنشاءات كما أتمنى تدارك هذا الأمر من قبل الوزارة بشكل أو آخر وذلك لتوفير البيئة التعليمية السليمة لأبنائنا الطلبة ومدرسيهم الكرام فالمدرسة تعتبر البيت الثاني للطلاب ولهذا يجب أن يجد فيها ضالته من الراحة مما يساعده على تلقي المعرفة بأريحية.

الأكثر قراءة