طلال المعمري
إلحاقًا بالمقال السابق المعنون "نحو شراكة حقيقية لدعم أندية جنوب الباطنة" والمنشور بتاريخ 15 يوليو 2025، تبرز اليوم أهمية تفعيل دور اللجنة الاستشارية في الأندية الرياضية، بوصفها أداة تنظيمية ومساندة قادرة على إحداث فارق حقيقي في تطوير العمل المؤسسي وتعزيز مكانة النادي في المجتمع.
لقد نصّ القرار الوزاري رقم (22/93) الصادر عن الهيئة العامة للرياضة والأنشطة الشبابية عام 1993، على إصدار لائحة اللجان الاستشارية لدعم ومؤازرة الأندية الرياضية، محددًا آليات تشكيل هذه اللجان ومهامها، بما ينسجم مع الأهداف الإدارية والمالية والرياضية للأندية. كما أوضحت المادة (4) من اللائحة، ولاسيما في البندين (ج) و(د)، أن من أهم اختصاصات هذه اللجان دعم النادي في تنمية موارده المالية وتعزيز التنسيق في علاقاته مع الجهات المحلية.
وإعادة تفعيل اللجنة الاستشارية في نادي الرستاق وفقًا لما جاء في اللائحة، وتشكيلها من كفاءات وخبرات متنوعة من أبناء الولاية، سيسهم في تحقيق شراكة حقيقية بين النادي ومختلف فئات المجتمع، ويُعزز قدرته على مواجهة التحديات وتطوير برامجه وخدماته. فاللجنة الاستشارية ليست مجرد كيان شكلي، بل هي منصة عمل جماعي، ومجال رحب للأفكار والمبادرات التي تدعم توجهات النادي وتحقق استدامة موارده.
والمرحلة المُقبلة تتطلب من مجلس الإدارة المزمع انتخابه أن يضع في أولوياته إعادة تفعيل هذه اللجنة، ومنحها المساحة الكافية لتؤدي دورها كما نصت عليه اللوائح، لتكون جسرًا للتواصل، وعاملًا محفزًا للمشاركة المجتمعية الفاعلة، وضمانة لاستمرارية الإنجاز.
ختامًا.. نحن أمام فرصة حقيقية لصياغة مستقبل نادي الرستاق بما يليق بتاريخه وطموحات جماهيره، وإطلاق نهضة متجددة تعزز مكانته على كافة المستويات. فمجلس الإدارة القادم ليس معنيًا فقط بإدارة المباريات والأنشطة، بل بوضع أسس راسخة لعمل مؤسسي يضمن للنادي الاستمرارية والنجاح، ويترجم رؤية مستقبلية واضحة لمستقبل النادي. وتفعيل اللجنة الاستشارية وفق القرار الوزاري (22/93) يشكل حجر الزاوية في هذه المرحلة، لأنه يربط النادي بالمجتمع، ويفتح له أبواب الدعم والتأثير والنمو المستدام.
إنَّ أبناء الرستاق، بمختلف فئاتهم، ينتظرون من مجلسهم القادم أن يكون شجاعًا في قراراته، عمليًا في برامجه، ومنفتحًا على شراكة حقيقية مع الجميع؛ فالمستقبل لا ينتظر، والتاريخ لا يرحم من يضيع الفرص. لنمنح نادي الرستاق ما يستحقه، ولنجعل من المرحلة القادمة بداية عهد جديد، عنوانه جسور الشراكة بين الإدارة والمجتمع.