عُمان خط أحمر.. فلننتبه جميعا

د. أحمد بن علي العمري

هناك كثير من الدول التي تضع أهمية أوطانها أولاً، ومن ضمنها ربما وأشهرها الولايات المتحدة الأمريكية وهو الشعار الذي يرفعه الرئيس دونالد ترامب "أمريكا أولاً"، ومن حقنا كعمانيين أن نقول "عمان أولا" و"عمان خط أحمر".

لقد لاحظت في الآونة الأخيرة بل وحزّ في نفسي اتجاه بعض الكتاب   والمغردين والناشطين الاجتماعيين إلى انتقاد الوضع الداخلي العماني، وهذا حق مشروع لأن سقف الحرية عندنا مرتفع جدا، ولا يوجد عندنا أي مهددات لإبداء الرأي ولله الحمد، وهذا ما لا يوجد في بلدان أخرى، وإن كنت أتفق في بعض المطالب المعيشية الحتمية التي يتفق عليها الجميع دون اختلاف، ولكنني أرفض تماما أن ننشر "غسيلنا" أمام الآخرين وعبر جميع القنوات الإعلامية المختلفة ولدينا القدرات والكفاءات للتغلب عليها، وكذلك لدينا جهات تستقبل أي مظالم وتستمع للرأي مهما كانت حدته، وخاصة إذا كان رأي هادف وذو مدلول ومعنى وطني، وتنصت له بكل تمعن وتتعامل معه بكل احترام وتقدير لمن تبناه، وبعد ذلك لدينا المجالس البلدية المنتخبة في كل المحافظات، ولدينا مجلس عمان بجناحيه الشورى والدولة وهو السلطة التشريعية في بلادنا.

ولذلك، علينا أن نناقش أمورنا بهدوء تام وعقلانية ومنطقية، ونسمع للرأي والرأي الآخر في حوار مثمر لتحقيق المصلحة العامة. ثم إن النهضة المتجددة التي يقودها بكل حكمة واقتدار مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تنتهج هذا النهج، وأي مسؤول لا ينتهج هذا النهج ولا يقوم بمهماته المسندة إليه سيغادر وظيفته،ـ والبديل جاهز وعمان ولّاده ورجالها كثر ولله الحمد، ثم إن مرحلة التشريف المقرونة بالتكليف قد انتهت وانتهى التشريف وبقس التكليف فقط.

لقد شهدنا أول تشكيل وزاري للنهضة المتجددة ونصبر لنرى ثمار ذلك، وبالتأكيد سوف تتوالى التشكيلات مع مرور الوقت.

إن ربنا جلّ في علاه عندما خلق السموات والأرض خلقهما في 6 أيام حتى يعلمنا الصبر والتروي، وهو القادر على فعل ذلك في لحظة بقدرة "كن فتكون".

أما عن الشركات، فأكيد أسندت لمسؤولين ظن فيهم الخير، وبالطبع اجتهدوا ولا يمكن لأي مسؤول أسندت له مهمة إلا ويريد النجاح فيها، فان أصاب قلنا له جميعاً شكراً وجزاك الله خيراً، وإن أخطأ الهدف والمبتغى نقول له مع السلامة، وهذه هي سجية الكون والتكوين الرباني وإرادة الله في خلقه.

لماذا ننظر للجزء الفارغ من الكأس وهو القليل، ولماذا لا ننظر للجانب المليء من الكأس، فهناك شركات كثيرة ناجحة وبامتياز ومربحة، وأذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر أسياد وأوكيو ومطارات عمان والمناطق الخاصة بالدقم ومدائن وكثير غيرها، وجهاز الاستثمار العماني يعمل بكل جدية وتفاني ويدقق ويتابع كل شاردة وواردة خلف هذه الشركات.

لقد حققنا في السنوات الخمس الماضية إنجازات اقتصادية مهمة، وهذا مبشر بالخير لمستقبل أكثر إشراقا، كما شهدت السلطنة تحسنا ملحوظًا ماليا واقتصادياً وارتفع التصنيف المالي العماني دوليا، فلا يمكن أن نعالج جميع أمورنا في ليلة وضحاها.. فالصبر طيب.

أنا اتفهم غيرتكم وحبكم لعمان ووطنيتكم التي لا تضاهى، وليس هذا سوى من حبكم لعمان ونحن جميعاً نحب عمان، والأغلبية الصامتة في المجتمع العماني تحب عمان وجميعنا ندين بالولاء والطاعة لجلالة السلطان حفظه الله ورعاه.. ولكن لنصبر ونرى ولا نحكم على الأمور في بداياتها ولننتظر ونتحقق من خواتمها.. وسرنا لا يعرفه غيرنا.

تحية لكم جميعا وتحية لسلطاننا الأمين وتحية لأبناء عمان الأوفياء.. حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

الأكثر قراءة