◄ الحميدي يستعرض رؤية بلدية مسقط وتجربتها في التطوير الحضري
مسقط- الرؤية
اختتمت سلطنة عُمان مشاركتها في النسخة الأولى من منتدى "حوار المدن العربية الأوروبية 2025"، والذي استضافته العاصمة السعودية الرياض على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 11 إلى 13 مايو الجاري، تحت شعار "شراكات المدن.. لمستقبل أفضل". وضم الوفد العُماني ممثلين عن عدد من محافظات السلطنة ووزارة الداخلية برئاسة سعادة أحمد بن محمد الحميدي رئيس بلدية مسقط.
وشارك في المنتدى الأول من نوعه، ما يزيد عن 120 أمينًا ومحافظاً ورئيس بلدية من كبرى المدن العربية والأوروبية، إلى جانب ما يرُبو على خمسين منظمة حضرية ومؤسسة مصرفية وصندوقًا تنمويًّا، حيث تأتي مشاركة السلطنة تجسيدًا لرؤيتها الراسخة في أهمية تعزيز الشراكات الدولية، واستلهام أفضل الممارسات، وترسيخ مكانة المدن العُمانية كمدن عربية ذات هُوية حضرية متفردة، تنبضُ بالأصالة وتواكِب معايير التنمية المستدامة.
وأكَّد سعادة أحمد بن محمد الحميدي رئيس بلدية مسقط، أنَّ مشاركة سلطنة عُمان في المنتدى تُمثِّل امتدادًا للالتزام بالتفاعل المؤسسي مع المحافل الدولية، مضيفا: "إنَّ المشاركة ضمن مُنتدى حوار المدن العربية الأوروبية 2025 هي تجسيدٌ لالتزامنا بمدِّ جسور التواصل والمعرفة، وتعزيز التفاعل الحضاري؛ من أجل رسم ملامح مستقبل مُدننا على أسسٍ من الاستدامة، والابتكار، والتكامل، في إطار الهدف الأكبر لمفهوم أنسنة المُدن".
وأوضح سعادته: "التقينا على مائدة النقاش مع أشقائنا لصياغة مُستقبل يستندُ للتجربة، ويتطلعُ نحو مزيد من الألق، بمُقاربات ذكية مع واقع المدن الأوروبية؛ بما يفتح آفاقًا تربط السياسات بالخدمات، والرؤى بالتنفيذ، نحو تنمية حضرية نابضة تستوعب أفضل الممارسات وتستلهم الحلول التي تتناغم وهُويتنا الأصيلة".
وعلى هامش مشاركة السلطنة في المنتدى، شاركَ سعادة رئيس بلدية مسقط في الجلسة النقاشية المفتوحة بعنوان "لقاءات الأمناء مع المعهد العربي لإنماء المدن 2025"، والتي هدفتْ لتسليط الضوء على التجارب البلدية في العالم العربي، وأبرز التحديات والفرص في المشهد الحضري الإقليمي، حيث قدَّم سعادته خلال النقاش عرضًا مستفيضًا لرؤية بلدية مسقط وتجربتها في التطوير الحضري؛ مُركزًا على ثلاثية متكاملة: الهُوية، التحوُّل، والتحدِّي.
واستعرض سعادته في المحور الأول ملامح الهُوية الحضرية لمسقط، مُؤكدًا أنها ليست مجرد حاضرة عمرانية، بل مدينة ذات روح نابضة، تجسّد التقاء التاريخ بالحداثة، مبرزًا براعة تخطيطها الإستراتيجي الذي يُوازن بين النمو العُمراني والحفاظ على البيئة والموروث الحضاري الذي جعل منها نقطة التقاء حضارات ومركزًا تجاريًا محوريًا عبر العصور.
وفي المحور الثاني، تطرَّق سعادته إلى أبرز التحولات البلدية التي شهدتها مسقط؛ بدءًا من إرهاصات التنظيم البلدي في عشرينيات القرن الماضي، مُرورًا بمحطات النهضة العُمانية المباركة في عهد المغفور له- بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- وصُولًا لتجلِّيات التطوُّر في العهد الزاهر الميمون لنهضة عُمان المتجددة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث تمضي جهود محافظة وبلدية مسقط في مسار يتوافق ومستهدفات رؤية "عُمان 2040" والإستراتيجية العمرانية الوطنية، التي تُؤسس لمسقط مُستدامة مزدهرة نابضة بالحياة.
وفي المحور الثالث، تناول سعادة رئيس بلدية مسقط التحديات الحضرية الراهنة التي تُواجه مدينة مسقط مثل الطبيعية الجيولوجية والكثافة السكانية ومنظومة النقل والتأثيرات المناخية وغيرها، موضحا أنَّ بلدية مسقط تتبنى حلولًا إستراتيجية ذكية لتجاوز هذه التحديات مثل تعزيز التخطيط الحضري المرن، وتكثيف الغطاء الأخضر، وتطوير شبكة التنقل المستدام، واستخدام أحدث التقنيات، إلى جانب ترسيخ مفهوم "الوعي الحضري " عبر حملات التوعية المجتمعية.
وكانت أمانة الرياض قد استضافت منتدى حوار المدن العربية الأوروبية 2025 بالشراكة مع المعهد العربي لإنماء المدن، ومنظمة اتحاد البلديات والأقاليم الأوروبية، والوكالة الدولية لاتحاد البلديات الهولندية. وشمل المنتدى 6 مسارات رئيسية تناولت: التعاون بين المدن، التغير المناخي، التحول الرقمي، الاستدامة المالية، إلى جانب ملتقى قادة المدن. إلى جانب مجموعة من الجولات الميدانية لمشاريع ريادية تشهدها العاصمة السعودية.