سلمى بنت سيف بن حمود البطاشية
لما كنتُ قد وثّقت سابقًا نسب بني بطاش إلى طيء ضمن كتاب "الطائيون في عُمان وبلاد العرب"، وتنويهًا للقارئ الكريم، فإن هذا الملف الخاص قد أعددته مسبقًا ضمن مادته الأصلية المعدّة للنشر في ذلك الكتاب، واستوفيت فيه عناصر التوثيق اللازمة بالاعتماد على تقييدات والدي وسيدي- رحمه الله- والمصادر المعتمدة. إلّا أنه، ولأسباب فنية، لم يُدرَج في النسخة النهائية من الكتاب.
وعليه، فإنني أرفقه هنا كاستدراكٍ مُستقل، توخّيًا للأمانة العلمية، وحفاظًا على التسلسل المنهجي للمادة، وتقديرًا لأهمية هذا النسب في سياق البحث.
الحمد لله الذي جعل لنا من الأنساب سبيلًا للتواصل والترابط، وجعل من تراثنا التأريخي وثيقة حية تحمل هوية أمتنا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الخلق وأطهرهم نسبًا.
وبعد الحمد نقول: تعد القبائل العربية جزءًا من كيان المجتمع العربي والإسلامي، ولها جذورها العميقة في شبه الجزيرة العربية، حيث عاشت وتفرّعت، محافظة على موروثاتها وتقاليدها، ومن بين هذه القبائل العريقة (قبيلة طيء)، وبما أنني شرعت في توثيق جميع فروع هذه القبيلة، فلا بد لي من تسليط الضوء على (قبيلة بني بطاش) التي تمتد بجذورها إلى قبيلة طيء كأحد الآراء والتي يرجحها أغلب النَّسَّابة في عُمان على الرغم من تناقض هذا الرأي مع المتعارف عليه وتباين الروايات حول هذا النسب.
بدايةً هذه نقطة حساسة تتطلب وقفة عميقة وتفكيرًا دقيقًا قبل التطرق إليها، وأهمية توخي الحذر في الكتابة عنها في دراسة الأنساب وتوثيقها، حيث يعد تحديد الانتماءات القبلية أحد أعمق المسائل التي تتطلب تمحيصًا دقيقًا وفحصًا شاملًا للمصادر المتاحة.
وفي هذا السياق يبرز اسم قبيلة بني بطاش كإحدى الأفخاذ التي تنتمي إلى (قبيلة طيء) كأحد الآراء إلا أن ما توفر من أدلة وشواهد تأريخية يجعل من الضروري تناول هذا الموضوع وهو رأي يُعزَّزُ بالعديد من الأدلة- فقط التي بين يدي.
إن إضافة بني بطاش إلى فخائذ قبيلة طيء تمثل خطوة ضرورية لتوثيق هذا الانتماء بشكل دقيق، وهو ليس استنتاجًا نظريًّا، بل هو استناد إلى عدة وثائق بخط والدي- رحمه الله- مع احترامي للآراء المختلفة. وسنطرح هنا الموضوع بطريقة محايدة، تُظهر التنوع في الآراء والافتراضات حول هذا النَّسب. وإن هذه الدراسة لا تستهدف غير التوثيق العلمي، وإضافة قيمة معرفية تأريخية، ولإثراء البحث بالآراء المتعددة، مما يُعزِّز الشفافية ويقلل من التوترات التي قد تنشأ نتيجة الاختلاف بين الآراء حول هذا الجانب، والتي نسردها هنا تِباعًا
أمّا الرأي الأول: فيؤكد نسبة بني بطاش إلى قبيلة طيء؛ حيث تعد الوثائق الخاصة والمراجع المتاحة لديَّ بهذا النسب، سواءً أكانت آراءَ شيوخ العلماء والمختصين في علم الأنساب، أو نصوصًا تأريخية تؤيد نسبة بني بطاش إلى طيء وتأتي هذه الوثائق لتضيف مصداقيةً لما هو متداول من روايات شفوية في المجتمع. وفي هذا السياق سنقوم بعرض وتحليل هذه الوثائق التي تُثبت النسب، وتُبيّن أواصر الصلة النَّسبية بين قبيلتي (بني بطاش وطيء)، كما سنسعى جاهدين لدراسة الوثائق بما يضمن تحقيقها ومطابقتها للروايات المتوارثة، حتى نُقدِّم للقارئ مادة علمية موثوقة تساهم في توثيق وإثراء هذا النسب العريق.
الأدلة بالوثائق
(1) ما ورد في كتاب "الأنساب" للعوتبي:
من الأدلة على أن بني بطاش أصلهم من طيء بأنهم كانوا ومازالوا يسكنون (وادي الطائيين) وترأسوا قبيلة طيء هناك؛ فقد ذكر العوتبي في كتابه "الأنساب" قبائل طيء بعُمان وذكر (بلدة إحدى) من ضمن فخائذ طيء. فقال: و(بطل) و(عرابة)، وهم بعُمان بقرية إحدى. وفي هذا الجانب اعتمدنا على أكثر من نسخة من مخطوط الأنساب للعوتبي، حرصًا على توثيق المعلومة بدقة، وقد قمنا بمقابلة ومقارنة عدة نسخ ورصد الفروق بينها وبذلنا جهدًا كبيرًا في الاطلاع عليها في عدة مكتبات، وقد تتبَّعنا أصل كلمة (بطل)، ولعله لحقها (تصحيف) من النًّسَّاخ. والأصوب والأقرب إلى الأصل لها هي: كلمة (بطش) مع تصويبها إلى بطش بناءً على السياق، وأن المقصود هنا هو قبيلة (بني بطاش)، وما يؤكد ذلك أن كلمة (بطل) تتطابق مع اسم القبيلة، خاصة أنه لا توجد قبيلة أخرى تحمل نفس الحروف أو اسمًا مشابهًا في قرية إحدى أو حتى في القرى القريبة منها. ومن اللافت أيضًا أن العوتبي دمج بين قبيلتي (عرَّابة) و(بطل)، وهذا الدمج يتوافق مع المتعارف عليه تأريخيًا؛ حيث تسكن (طيء وبطّاش) في القرية نفسها وتتقاسمان المكان الجغرافي نفسه وتستعملان الموارد الحيوية نفسها وتتملّكان الأرض الزراعية المعروفة باسم (الأسباح) ويتشاركان (الفلج) الذي يحمل نفس الاسم. وهذا التشارك يعكس عمق الروابط بين القبيلتين ويزيد من قوة الصلة التأريخية والاجتماعية بينهما ويضاف إلى ذلك أن قبيلة (بني عرابة) تنتمي أيضًا إلى (طيء)، وهذا ما يُعَزِّز تفسيرنا عن الصلة بين القبيلتين ويفسر دمج العوتبي بينهما.
النُسخ التي تم الرجوع إليها من مخطوط "الأنساب":
(أ) المخطوطة الأولى: من مستودعات خزانة الشيخ سالم بن خلفان بن سعيد السيباني بنزوى؛ وهي أقدم مخطوطة وقد خطَّها الناسخ محمد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بيده، ثم نسخها لوالدي الشيخ سيف بن حمود البطاشي وأكمل كتابتها مالك غسان بن مالك يوم السبت 7 من ذي الحجة سنة 970هجرية.
(ب) المخطوطة الثانية: من مستودعات خزانة الشيخ سالم بن حمد الحارثي.
(ج) مصدر المخطوطة الثالثة: من محفوظات المكتبة الوطنية الفرنسية تم نسخها عام 1115هجرية.
(د) مصدر المخطوطة الرابعة: من مستودعات خزانة الإمام نور الدين السالمي بولاية بدية نسخت عام 1327هجرية.
(هـ) ومصدر المخطوطة الخامسة: من مستودعات خزانة الشيخ السيفي نسخت عام 1338هجرية.
(و) مصدر المخطوطة السادسة: خزانة الشيخ ناصر بن راشد الخروصي (نسخة الكترونية).
(2) وثيقة باسم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن بلعرب البطاشي الطائي
ذكره سيدي الوالد- رحمه الله- في كتابه الإتحاف: وهو من علماء القرن الثاني عشر أن والده محمد بن بلعرب وهو من رجال العلم والمعرفة وهم من بلد قيقا [من أعمال سمائل] نزل بلد الأنصب من بوشر.
(3) رسالة موجهة إلى الشيخ القاضي سلطان بن محمد البطاشي
وهي تحت اسم الشيخ سلطان بن محمد الطائي اليمني: تعد شاهدًا تأريخيًا مُهمًا ودليلًا قاطعًا على ارتباط نسب قبيلة بني بطاش بطيء.
(4) مرثية في الشيخ سلطان بن محمد بن صلت البطاشي
وقال رجل يرثي الشيخ سلطان بن محمد بن صلت البطاشي رحمه الله(01):
من مثل سلطان سليل محمد
متجهبذ وهو النجيب الأنجب
//
طائي أحياءِ إذا ما فاه عن
أنسابه عن فخر يعرب يُعربُ
//
فإليه إرث جود حاتمه الذي
أمثالُه في كل بذل تضربُ
(5) إشارة العلامة أبي مسلم البهلاني إلى بني بطاش في شعره:
وممن قال بأن بني بطاش من طيء الشيخ أبو مسلم البهلاني(02) إشارة العلامة البهلاني إلى بني بطاش في شعره تضيف لنا كدليل إضافي يكمل الأدلة الوثائقية أنهم ينتمون إلى طيء.
وأين عنها بنو بطاش أين هم
من لي بهم وهم للحرب أخدان
//
طال الرقاد بكم هبوا فديتكم
فالشمس طالعة والسيل مرعان
//
عادات طيء تخضيب السيوف
وإرواء المثقف وهو اليوم عطشان
(6) أرجوزة الشيخ محمد بن عيسى بن صالح الحارثي في الصلح بين بني عرابة وطيء
وقال الشيخ محمد بن عيسى بن صالح الحارثي في الصلح بين بني عرابة وطي(03):
تمهدت لأهلها بنو عمرْ
وهم بنو بطاش فعلًا وخبرْ
//
والمدفع الرنان قام يخطبُ
والصمع بالبشرى فصيحًا تعربُ
//
والكل من طيء ومن عرابةْ
قد واجهوا بها ولا كآبةْ
//
وشيخ همدان سعيد الفتى
وصحبه اليوم على الوعد أتى
//
وفي صباح الثاني والعشرينا
إلى حدى(04) ملنا معليينا
//
بها بنو طيء ليوث الوادي
والأسد الضراة في البوادي
//
هم نارة وجمرهُ الذي اتّقدْ
في الحرب والسلم همُ المعد
//
لا شك أنهم هم العذب الزلالْ
بلى وإن سخّن موتٌ ونكال
//
فالمجد والعلياء والمكارم
قدْ سنّها لهم أبوهمْ حاتمُ
//
قدْ أرعدتْ صمعهم وأبرقت
سيوفهم هممهم قد ارتقتْ
//
والمدفع الهائل يبدي دويات
تجيبه شم الجبال الراسيات
//
إليهم الوادي جميعًا ينسب
فحذفوا همزته واستقربوا
//
يقال فيه وادي الطايينا
والأصل فيه وادي الطائيينا(05)
//
غدت لنا نزوى(06) مناخًا ومقر
من جهة الأسباح والوفد زمر
(7) أرجوزة أبي الوليد سعود آل خليفين حول رحلة وادي الطائيين
أبو الوليد سعود آل خليفين وقال هذه الأرجوزة وهي رحلة لوادي الطائيين في قضايا بين بني عرابة وبني طي(07):
وفي رواح السابع العشرينا
رحنا إلى الأوطان آينا
//
وقد حملنا من بني عرابة
حمودهم مؤسس الضرابة
//
ومعه من قومه جماعة
وكلهم ملتزم بالطاعة
//
من بعدما قد أوضعوا في الفتنة
وكابروا على ركوب المحنة
//
وابن مهنا سيف طي معنا
مهذب الرأي له حق الثنا
//
ومعه هلال نجل أحمد
مهذب كالصارم المهند
(8) ذكر نسب بني بطاش في كتاب "نهضة الأعيان"
وجود ذكر لنسب بني بطاش في كتاب "نهضة الأعيان" وأنهم من طيءوهذا النوع من الذكر في المصادر المكتوبة يزيد من قوة الدلائل المتاحة، ويضفي بُعدًا إضافيًا على توثيق نسبهمويعزز مصداقية هذا الر
أي، ويشير إلى نسبهم فقال:"بنو بطاش بطن من طيء، وهم قبيلة واسعة عرفوا بالسخاء والكرم والبسالة وأثنى عليهم الشعراء"(08).(9) رأي الشيخ النسَّابة سالم بن حمود السيابي
رأي الشيخ النسابة سالم بن حمود السيابي: قال في "العنوان عن تأريخ عُمان": من القبائل المهمة، المرفوعة الأعلام، بنو بطاش. قبيلة من مغاوير العرب بعُمان، وإن لم تكن كثيرة العدد، فكبيرة الشأن ولسان حالهم يقول:
وما ضرنا أنا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
وبنو بطاش أهل حماس، وذوو بأس، لهم في القبائل الحطاطية والطائينية مقام. وقد مرت أيام ببني بطاش وهم عين باصرة، وجبهة شاهرة، ويد باطشة، في أحوال هي من صفات الكرام. ولهم بلدان أهمها (المزارع)، وهي عاصمة القوم. ثم (المسفاة)، وبعدهما بليدات صغيرة، بعضها بوادي الطائيين، وبعضها خارجة عنه.
وهم في هذه الآونة يحتلون مدينة (حيل الغاف)، ذات المنظر الرايق، والفضاء الفايق، والهواء السجسج، ولا تعادلها بلدة في ذلك الجانب، لأنها من العمران الجديد، إذ خطها أكابر من آل بو سعيد، على نظام مبهج، ووضع مستحسن. وبنو بطاش قوم من اليمن. من (صميم طيء)، على الشهير المتداول بين أهل عُمان. وكل هذه البلاد من حطاط إلى وادي بني خالد، أغلب أهلها طيء من العهد القديم، أي أول نزول العرب عُمان. ونزلت طيء بهذا الجانب، وتفرعت منها قبايل عديدة، لكنها غير كبيرة الشأن، ولا كثيرة العدد في نفسها. وبنو بطاش عمود القوم في هذه القرون الأخيرة، التي بعد الألف, ولهم رئاسة منيعة. وزعامة حرة، ولهم في جانبهم يد قاهرة على من حولهم. وسلطتهم على حيل الغاف غير منكورة. والبلد أكثرها لأهل مسقط. وتولى رئاستهم محمد بن حارث بن محمد بن شماس، من فخيذة أولاد فارس، ومحمد بن شامس بن عدي، من أولاد ورد. ومحمد بن شامس بن عدي المذكور، زعيم فخيذة أولاد ورد. أما القاضي فهو محمد بن شامس بن خنجر، من فخذ أولاد فارس، يلتقي بأولاد شماس في الجد السابع، كي لا يخفى. وهو أحد القضاة بعُمان. والثاني ابن عمه خالد بن مهنا.ولا يزال بنو بطاش يخرج فيهم أفاضل نجبا، وأعيان فضلا، منذ عهد ملوك بني نبهان. ومنهم الشيخ العالم سعيد بن محمد، المعاصر للشيخ العلامة الرباني، من أهالي الجيلة من أعمال سمائل.ويذهب الآن محمد بن شامس بن عدي المذكور، بنسب بني بطاش عن طيء إلى الأزد كما سوف نقف عليه إن شاء الله في أنساب أهل عُمان. ولعله من خبرة واطلاع، ولا يقول المشار إليه من غير علم، خصوصًا في نسب قومه. ولكن قوله يخالف نسابة أهل عُمان في بني بطاش. فإنهم مشهورو النسب من طيء.
عادات طيء تخضيب السيوف
وإرواء المثقف وهو اليوم عطشان
وقد أخذنا ذلك عنه، ووضعناه في "الإسعاف" وكذلك في "رعاية الأحساب". وخير من نأخذ عنه ذلك أمثال هذا الشيخ الفقيه. وغير مستغرب أن يشيع بين الناس قوم وهم ليسوا من ذلك النسب. لأسباب هناك(09).وقال كذلك في كتابه "إسعاف الأعيان في أنساب أهل عُمان": اعلم أن بني بطاش عند أهل عُمان من طيء، وإلى هذا يشير شاعر العرب حيث يقول:
عادات طيء تخضيب السيوف
وإرواء المثقف وهو اليوم عطشان
وشهير نسبهم عند العُمانيين طيء، ولكن الشيخ محمد بن شامس القاضي البطاشي ينكر هذا النسب، ولما وقف على العنوان رأيت له تعليقًا لنسب بني بطاش إلى الأزد، ثم التقينا نحن وهو، وتذاكرنا نسب بني بطاش، فأجاب بأن انتسابهم إلى طيء غلط، وإنما هم أزد، وعليه فهاك سياق النسب الذي يقوله القاضي المذكور، والعهدة عليه في ذلك فإنه على خلاف ما يقوله أهل عُمان، وخصوصًا نسابة طيء، وهو أحد قضاة المسلمين فيحسن به الظن، فلا شك أن أهل مكة أدرى بشعابها، والناس أعرف بأنسابهم(10).
(10) شهادة الشيخ محمد بن أنيس بن شامس البطاشي – رحمه الله–:
وأيضًا الشيخ محمد بن أنيس بن شامس البطاشي - رحمه الله - نسبهم إلى طيء وهو أحد معلمي سيدي الوالد - رحمه الله – فقال(11):
كفاك فخركم يا آل طيء
أحييتم رسوم الأولين
//
لكم شرف إذا افتخر البرايا
بغسان الملوك العالمينا
(11) بيت شعر للسيد حمد بن سيف البوسعيدي - رحمه الله - قال فيه(12):
سلامٌ في سلام في سلام
عليكم آل طيء كل حينٌ
(12) تقييد بخط يد الشيخ القاضي سيف بن حمود البطاشي –رحمه الله–:
كتب فيها سيف بن حمود بن حامد البطاشي الطائي في 26 ج1 سنة 1372.
(13) توثيق الشيخ سيف بن حمود البطاشي –رحمه الله– لفخائذ بني بطاش ضمن قبيلة طيء:
يعتبر من الأدلة القوية على صحة نسبهم. إن هذا التوثيق ليس نقلًا، بل هو تحقيق من شخص موثوق ذي علم واطلاع على الأنساب. ستكون هذه الوثائق دليلًا على رأيه في هذا الجانب على الأقل في فترة من فترات حياته. وهذه التوثيقات كالتالي: محمد بن سلطان بن محمد بن سلطان القاضي بن محمد بن صلت بن مالك بن سلطان بن محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن محمد بن سلطان بن عدي بن عمرو بن عدي./عدي بن أنيس بن شامس بن محمد بن سلطان بن مالك بن سلطان بن محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن محمد بن سلطان بن عدي بن عمرو بن عدي./حمد بن خالد بن حسين بن حبيب بن مالك بن سلطان بن محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن محمد بن سلطان بن عدي بن عمرو بن عدي./ سلطان بن بدر بن سلطان بن بدر بن سلطان بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن محمد بن سلطان بن عدي بن عمرو بن عدي./ خلفان بن حامد بن محمد بن شامس بن سلطان بن محمد بن سلطان بن محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن محمد بن سلطان بن عدي بن عمرو بن عدي./ شامس بن سلطان بن عدي بن محمد بن سلطان بن عدي./ محمد بن عامر بن سلطان بن كهلان بن سلطان بن كهلان بن سلطان بن عدي بن محمد./ سيف بن عدي بن سيف بن عدي بن بلعرب بن مالك بن بلعرب. وكتبه الفقير لله تعالى سيف بن حمود بن حامد بن حبيب بن بلعرب بن عمرو بن محمد البطاشي نقلا من تواريخ المتقدمين ومكاتباتهم ووصاياهم نقلته كما وجدته وكفى بالله شهيدا في حادي صفر عام 1370./ محمد بن شامس بن خنجر بن شامس بن خنجر بن شامس بن ناصر بن سيف بن فارس بن كهلان بن خنجر بن شامس بن فارس بن سنان بن شامس./ محمد بن حارث بن محمد بن شماس بن محمد بن شامس بن فارس بن عدي بن خنجر بن ورد بن عدي بن سنان بن شامس./ أخرم بن شرح بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي./ وهيب بن شرح بن خطامة بن سعد نبهان عمرو بن الغوث بن طي./ عرابة بن شرح بن خطامة بن سعد نبهان عمرو بن الغوث بن طي./أشرف بن شرح بن الصامت بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي./ طي بن أدد بن زيد بن عريب بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام./ حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن قطن بن أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي.
(14) أبيات شعرية للشيخ أبو سرور الجامعي (13):
وأين سلطان طيء فاق مرتبةً
شيخ الشيوخ سما شأنا وماشينا
//
به تفاخرُ بطاشٌ وحق لها
أن تكسب الفخر بين الرياحينا
//
سقيت من كوثر الهادي غدًا ولهًا
وصافحتك يد الحوراء ميمونا
(15) ما أورده المهندس مازن بن عبد الله بن محمد الطائي - رحمه الله - في مقالته "سرد الذات أم الإساءة لذوات"
في الرد على الشيخ سلطان بن محمد القاسمي: والذي نشره 21/2/ 2010م قال فيه: "هو نصر بن محمد بن صالح بن عامر بن خلف بن صالح بن محمد بن صالح الطيواني البطاشي الطائي من أسرة كبيرة في عُمان تولت القضاء منذ ما يزيد على مائتي عام قدمت من مدينة حدا بوادي الطائيين وحلت من طيوي ثم هاجرت إلى نزوى فعرفت بالطيواني ومنها إلى سمائل فإلى مسقط وما تزال عائلات من هذه الأسرة تسكن هذه المدن. هنا ومن المؤكد أن والده الشيخ عبد الله الطائي كان له دور كبير في ترسيخ هذا الفخر والانتماء بأصله القبلي، واعتبره جزءًا لا يتجزأ منها وأن أصل القبيلة وتأريخها كان جزءًا من الأحاديث التي تربى عليها حيث أكد بوضوح انتسابهم إلى طيء. ويُرجح أن هذا التأكيد استند إلى ما سمعه من والده الشيخ عبد الله بن محمد الطائي وكما سيأتي ذكر ذلك.
(16) رأي الشيخ سليمان بن خلف الخروصي في نسب بني بطاش
قال – رحمه الله -: ينسب بعض المؤرخين بني بطاش إلى طيء، ومنهم العلامة الشيخ العلامة أبو مسلم الرواحي، الذي نسبهم إلى بطاش، وهذا النسب أكثر شهرة عند العُمانيين، إلا أن الشيخ العلاّمة محمد بن شامس البطاشي ينسبهم كما أثبتنا [إلى الأزد]، والرجل أعلم بنسبه ونسب قومه(14).
(17) رأي الشيخ هلال بن سالم بن حمود السيابي في ديوانه "أصداء من وادي عبقر":
جاء ذلك في قصيدته "القلادة" وهي نونية في القبائل العُمانية:
وحي وامدح بني بطاش ما ذكروا
فإن واديهم بالمجد ريان
//
هضاب مجد مصاليت
غطارفة ينميهم لسنام غسان
//
وقيل إنهم من طيء نسبًا
والحق أنسابهم قضب مروان
وعلق على نسبهم فقال: وغسان هي القبيلة الأزدية التي تولت إمرة الشام قبل الإسلام، وهذا النسب هو اختيار الشيخ محمد بن شامس البطاشي وهو علامة نسابة، أما على الشهير فهم من طيء، كما ينسبهم بذلك العلامة أبو مسلم، ويؤكد ذلك أن ديارهم تقع ضمن منطقة – في معظمها – طائية، كما أن التأريخ لم يتحدث عن هجرة غسانية إلى عُمان وإنما عن هجرات عُمانية للمشاركة في الفتوحات الإسلامية، والله أعلم(15).وقال لي أثناء حوارنا عن هذا الموضوع: معظم نسابة عُمان يرون أن بني بطاش من طيء، وليسوا من غسان كما يرى الشيخ محمد بن شامس، وعلى كل حال كلا النسبتين بالمكانة الجليلة والمنزلة الرفيعة.
فأولًا: لم يذكر التأريخ عن هجرة غسانية من الشام إلى عُمان، والمعروف في نظريات الهجرات أن الإنسان ينتقل من الأدنى للأعلى، أي ينتقل إلى المنطقة الأخصب وليس العكس، فهو يبحث عن الكلأ والماء، كما يحدث الآن يهاجر العربي إلى أوربا وأمريكا وليس العكس، هذا من السنن الكونية، والشيخ محمد ينقل إن الهجرة الغسانية كانت تقدر في حدود ثلاثة آلاف، وهذا جيش عرمرم لو حصل لتحدثت عنه كل كتب التأريخ، والواقع إن التأريخ حسب علمي المتواضع لم يشر أو يتحدث عن شيء من ذلك.
ثانيًا: حدثني الشيخ هاشم بن عيسى الطيواني فقال: نحن نسبنا إلى الطيواني لأن جدنا ذهب إلى نزوى من بلدة طيوي، فنسبه أهل نزوى إليها، وإلا فنحن والقول للشيخ هاشم من بني بطاش، وبنو بطاش من طيء، ولهذا فإن عبد الله الطائي ارتأى الانتساب إلى الأصل وهو طيء. وهذا ما أكده لي أيضًا الأديب المكرم أحمد الفلاحي وهو شخصية موثوقة عايشت الشيخ عبد الله الطائي وكذلك الشيخ القاضي هاشم الطائي التقى به عدة مرات هنا في عُمان وفي مصر وكانت بينهم حوارات ولقاءات متعددة ولفترة ليست بالقصيرة قال: أنهم ينتسبون إلى بني بطاش وارتأوا إلى القبيلة الأم طيء وأكدوا له هذا الرأي أكثر من مرة.
(18) ما أورده المحامي جهاد بن عبد الله الطائي في رثاء خاله الشيخ الوالد حمد بن عيسى الطائي:
اليوم حاتم طيء أسدل فخره
أمجاد بطاش إليك تشيرُ
قبيلة الطيواني
وعن ذكر قبيلة الطيواني: هي أحد فروع القبيلة وتتمركز في مدينتي نزوى وبهلا وشرق أفريقيا. وهذه القبيلة لا تحتاج إلى المزيد من التوضيح عنها ونكتفي بما أورده والدي - رحمه الله - في الوثيقة التي كتبتها بخط يدي حيث أملاها عليَّ استجابة لطلب أخيه الشيخ الوالد العزيز حمد بن عيسى بن صالح الطائي - رحمه الله -، وقد كانت تربطهما صداقة أخوية استثنائية وروابط جمعت بينهما على مرّ سنوات عمرهما وبينهما زيارات متواصلة والأكثر تأثرًا في هذه العلاقة الأخوية أنها استمرت حتى الرمق الأخير، وكأن الأقدار أرادت أن تجعل رحيلهما متقاربًا - رحمهما الله برحمته الواسعة - وتحدث في هذه الوثيقة بتفصيل ودقة عن هذا النسب برؤية تأريخية عميقة ومعرفة واسعة بأصول هذه القبيلة وامتدادها، مستندًا إلى عدة وثائق ومعتمدًا على الحقائق التي تأكد من صحتها حيث دوّن في هذا الجانب بأمانة ما كان جديرًا بالتوثيق.وكذلك أورد سيدي الوالد رحمه الله في كتابه "إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان" الجزء الثالث صفحة 51 [ترجمة الشيخ أحمد بن سليمان الطيواني وهو من علماء القرن الحادي عشر وكان في زمن الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي 1059- 1090هج/ 1649- 1679م. وأيضًا الشيخ سليمان بن عبد الله بن علي الذي جاء ذكره في كتاب "فواكه العلوم في طاعة الحي القيوم" وهو من كبار العلماء في دولة الإمام المذكور. ومن علماء القرن الثامن الهجري (700-790 الموافق 1300-1396م) الشيخ سعيد بن أبي علي البوشري الطائي ذكره في الجزء الأول من كتاب الإتحاف صفحة 524]
عوائل نزوى الطائيين:
(1) عائلة خميس بن سعيد بن علي بن سليمان بن صالح الطيواني.
(2) عائلة الأخ سيف بن ناصر بن سيف بن سعيد بن خميس بن عبد الله بن حمد الطيواني.
عائلة بهلا الطائية:
(1) عائلة حمد بن ناصر بن مسعود بن سعيد الطيواني.
(2) عائلة عبد الله بن ناصر بن مسعود بن سعيد الطيواني..
(3) عائلة سيلمان بن ناصر بن مسعود بن سعيد الطيواني.
[فقد تواصلت مع ابن هذه العائلة وهو أحمد بن سليمان بن ناصر الطيواني وأرسل لي وثيقة عن بيع ماء فلج ذكر فيها قبيلة الطيواني وهي: بسم الله الرحمن الرحيم أقر حمد بن ناصر الطيواني أنه قد باع لعبد الله بن محمد اليحيائي بيته الذي له بحارة الخطوة من بلد بهلا الذي نعشى المسجد بجميع مستحقاته الشرعية باعه له بيع القطع والأصل بقرشين ومائة قرش فضة فرنسية وأقر حمد أنه قبض الثمن من عبد الله وذلك بتاريخ 25 رجب سنة 1377 هج. وكتبه العبد لله محمد بن ناصر بن سيف المفرجي بيده].
[انتقل هذا البيت من عبد الله المذكور هنا لعبد الله بن ناصر الطيواني بالشفعة وصالحه على زيادة عشرة قروش وكتبه العبد لله علي بن ناصر المفرجي بيده بتاريخ أعلاه شهدت بهذا وأنا العبد لله محمد بن ناصر بن سيف المفرجي بيده. أقر عبد الله أن هذا البيت له منه الثلث ولأخيه سليمان الثلث ولأخيه محمد الثلث وكتبه العبد لله علي بن ناصر بن سيف المفرجي بيده. شهدت بهذا وأنا العبد لله محمد بن ناصر بن سيف المفرجي بيده].
عوائل سمائل:
- عائلة الشيخ سيف بن محمد بن أحمد بن صالح الطيواني
- عائلة الشيخ علي بن محمد بن أحمد بن صالح الطيواني.
- عائلة الشيخ ناصر بن محمد بن أحمد بن صالح الطيواني.
- عائلة الشيخ عامر بن هلال بن أحمد بن صالح الطيواني.
- عائلة الشيخ صالح بن أحمد بن صالح الطيواني.
- عائلة الشيخ سالم بن محمد بن أحمد بن صالح الطيواني.
الرأي الثاني: نسبة بني بطاش إلى الأزد
رأي الشيخ القاضي محمد بن شامس بن خنجر البطاشي: بسم الله الرحمن الرحيم بنو بطاش قبيلة أزدية من ولد عمرو بن عامر بن ماء السماء كان عمرو بن عامر يسكن جنة مأرب ثم خرج منها قبل انفجار السد في قصة مشهورة ولما خرج توجه إلى الشام ومعه أولاده وهم جفنة وحارثة العنقاء والأسد وغيرهم. فتفرقت أولاده من الشام وذهب حارثة إلى المدينة فأولاده هم الأوس والخزرج وبعضهم ذهب إلى العراق وبعضهم ذهب إلى عُمان وبقي هو وجفنة في الشام. فأولاد جفنة هم غسان سموا باسم ماء نزلوا عليه وبعد موت عمرو بقي مُلك الشام بيد أولاد جفنة قيل: إنه مَلَكَ منهم ثلاثون ملكًا. فآخرهم جبلة بن الأيهم وكانوا على دين النصرانية فقدِمَ جبلة في أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المدينة في خمسمائة رجل من قومه وعليهم أبهة الملك فأسلم، ثم مضى إلى مكة معتمرًا فطاف بالبيت فوَطَأَ رجل من فزارة إزاره فلطمه جبلة على وجهه، فاستعدى الفزاري إلى عمر بن الخطاب، وشكى له ما ناله من جبلة، فطلب عمر جبلة، فكلمه في إعطاء الفزاري حقه، فأنف جبلة وقال: أيقتص مني وأنا ملك وهو سوقة فقال عمر: إن الإسلام ساوى بينكما فقال: إني ظننت أن الإسلام سيزيدني رفعة. ثم طلب من عمر مهلة إلى الغد، فأمهله عمر - رضي الله عنه - ولما كان الليل، خرج في سواده، وتوجه إلى الشام، وكانت جيوش المسلمين في تلك المدة محاصرة لدمشق، فانضم جبلة إلى جيش ماهان في ستين ألفًا من غسان وحارب المسلمين حربًا عنيفًا.
ولما هزم الله جيوش الروم، وخرجوا من الشام خرج جبلة معهم وأقام بالقسطنطينية مع هرقل ثم أرسل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رجلًا من الأنصار إلى هرقل فاتصل الأنصاري بجبلة فوجده نادمًا على ما كان منه ويحب الرجوع إلى الإسلام وكلم الأنصاري يطلب من عمر أمورًا فضمن له الأنصاري ببعض مطالبه وطلب مراجعة عمر في الباقي. ولما وصل جبلة وجد الناس منصرفين من جنازته. ومما قاله جبلة في ندمه:
تنصرت بعد الحق عارا للطمة
وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
//
وأدركني فيها لجاج ونحوه
فبعت لها العين الصحيحة بالعور
//
فيا ليت أمي لم تلدني وليتني
صبرت على القول الذي قاله عمر
//
ويا ليتني أرعى المخاض بقفزة
وكنت أسيرًا في ربيعة أو مضر
//
ويا ليت لي بالشام أدنى معيشه
أجالس قومي ذاهب السمع والبصر
هذا الموجود في كتب السير، وأخبرني الأخ أحمد بن شامس أن بعد موت جبلة رجع ابنه عمرو إلى المدينة فأسلم ورجع إلى الشام ثم إن أولاده خرجوا إلى الأحساء وأقاموا بها سنين وإن أهل الأحساء ضجروا منهم فخرجوا منها إلى عُمان وذلك في أيام الإمام الخليل بن شاذان.
وكانوا دبروا أمرًا أن يمتلكوا عُمان بالقهر ولكنهم رأوا دولة عُمان قوية فكاعت نفوسهم فتوجهوا إلى الجانب الشرقي من عُمان وبقي بعض منهم بـ(وادي الجيلة)، وكان عندهم موالي كثيرون، وعندهم خيل، وبعضهم توجه إلى (وادي الطائيين) إلى بلدة (إحدى) وبعضهم ذهب إلى (حاجر دما) وبعضهم ذهب إلى (المسفاة).
فمنهم من استوطن بلدة (إحدى) ومنهم من استوطن (المسفاة) وكانت هذه الناحية الشرقية تسكنها (قبائل طيء) الذين منهم (بنو عرابة) و(بنو عمرو) و(بنو وهيب) و(الهاديون) و(بنو أخزم) و(بنو غسين) و(المشارفة)؛ فأنزلوهم معهم ورأَّسوهم عليهم وانضموا إليهم؛ فلذلك يذكر أهل عُمان الذين لا يعرفون الحقيقة أن بني بطاش من طيْ ومنهم شاعر العرب الشيخ ناصر بن سالم في قصيدته النونية التي يقول فيها:
وأين عنها بنو بطاش أين هم؟
من لي بهم وهم للحرب أخدان
//
عادات طيء تخضيب السيوف
وإرواء المثقف وهو اليوم عطشان
والصحيح كما ذكرت لك أن بني بطاش من غسان وذلك باقٍ حتى في ألسنة العوام فإنهم ينتمون إلى جبلة وفي خطوطهم القديمة يكتبون البطاشي الأزدي لا يكتبون الطائي، وتوجد سلسلة نسب بني بطاش تتصل بجبلة بن الأيهم بخط الشيخ عدي بن صلت عم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت، أما انتسابهم إلى بطاش فيذكر الأخ أحمد بن شامس أن بطاش لقب عمرو بن عدي بن محمد بن بلعرببن محمد بن بلعرب بن كهلان بن مزاجم بن بلعرب بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن مربع بن حارث بن عمرو بن جبلة بن الأيهم. واسم النازل منهم بالمسفاة سنان بن شامس ومنه تفرع أولاد فارس وأولاد ورد فإن فارس هو ابن سنان وورد ابن عدي بن سنان ومن المسفاة خرجوا إلى المزارع. وذلك أن المزارع كانت بلدًا صغيرة فيما يقال وأن الماء الذي يخرج من (ضيقة) إنما يصل إلى المكان الذي يسمى الآن طرف الماء وتعقد منه أفلاج صغار حتى حدثت (جائحة الرولة).
و(الرولة) شجرة عظيمة كانت في بلد الحصن من (دما) فحملها الوادي ووقفت بموضع (المقطوبة) أسفل (الغُبرة)، فرجع الوادي إلى ورائه حتى بلغت جهة الوادي إلى (السيدافي) وحفر الوادي أسفل (المقطوبة) حفرة عظيمة خرج منها هذا الماء العظيم العذب فعمرت منه بلدة (المزارع) وصارت بلدة كبيرة وهاجر إليها بنو بطاش وقيل أن أول من خرج خنجر بن ورد جد أهل (الغبيرة) ثم انتقل عدي بن خنجر جد أولاد فارس أهل الحصن و(منسفت) فسكن هناك وبقيت إمارة بني بطاش ممتدة إلى (سمائل) لأن قبائل طيء الموجودين في هذه الحوزة انضموا إليهم وقدَّموهم.
وفي أهل قرية (إحدى) رجال أهل علم وفضل منهم سلطان بن محمد بن سلطان ومنهم الشيخ العلامة سلطان بن محمد بن صلت ومنهم عمرو بن عدي وابنه عدي بن عمرو ومنهم الآن الشيخ سيف بن حمود المؤرخ. ومن أهل (المسفاة) كذلك رجال أهل منهم الشيخ محمد بن سنان القاضي من أولاد ورد ومنهم الشيخ خنجر بن شامس بن ناصر جد كاتب هذه الأوراق. ومن أهل (المزارع) الشيخ حمود بن محمد بن شماس ومن أهل (المسفاة) سلطان بن محمد بن سلطان والأخ أحمد بن شامس والأخ خالد بن مهنا بن خنجر. ومن مغاوير القبيلة وشيوخها شامس بن خنجر وابنه عدي بن شامس وابنه محمد بن عدي وابنه شامس بن محمد والشيخ شماس بن محمد بن شامس وابنه محمد بن شماس وابنه سلطان بن محمد وابن عمهم عبيد بن محمد بن شامس. ومن أهل المسفاة ناصر بن سيف وابنه شامس بن ناصر وحفيده شامس بن خنجر وبلعرب بن مالك وعبيد بن شامس الملقب بالقحف. ومن رجال القبيلة عدي بن مالك وناصر بن سميح وأحمد بن سلطان وحبيب بن مسعود وغيرهم من أهل دغمر. أما نسب أولاد فارس وأولاد ورد فالموجود الآن شماس بن حمود بن محمد بن شماس بن محمد بن شامس بن فارس بن سنان بن شامس. وحرر هذه الورقات محمد بن شامس بن خنجر بن شامس بن خنجر بن شامس بن ناصر بن سيف بن فارس بن كهلان بن خنجر بن شامس بن فارس بن سنان بن شامس. ونلتقي نحن وأهل (المزارع) عند خنجر بن شامس بن فارس فهم أولاد عدي بن خنجر ونحن أولاد كهلان بن خنجر. ومن أهل (الظاهر) أولاد محمد بن شامس بن عدي بن شامس بن فارس. وفي (المسفاة) أيضًا أولاد عدي بن خنجر بن فارس بن شامس بن فارس وأولاد محمد بن سنان بن شامس بن فارس نلتقي نحن وإياهم عند فارس بن كهلان لأنهم هم أولاد شامس بن فارس ونحن أولاد سيف بن شامس. أما أولاد ورد فالموجود منهم الآن عدي بن محمد بن عزان بن شامس بن محمد بن عدي بن محمد بن عدي بن شامس بن خنجر بن شامس بن خنجر بن ورد بن عدي بن سنان. وأولاد ورد: أولاد خنجر بن ورد وهم أهل الغبيرة وأولاد مسعود بن ورد وهم بقية أولاد ورد الموجودون في المسفاة وعباية ودغمر ومحيا ومن أهل محيا ذو الجبينين. أما أهل (حاجر دما) فقد انقرضوا وآخرهم الشيخ عدي بن محمد توفي سنة ثلاثمائة وألف وأربع سنين. وأما أهل (إحدى) فهم ثلاث بيوت أولاد عمرو بن محمد وأولاد كهلان وأولاد مالك فمن أولاد عمرو الآن الشيخ الفقيه سيف بن حمود بن حامد بن حبيب بن بلعرب بن عمرو ومن أولاد كهلان سيف بن بلعرب بن سلطان بن عدي وبنو عمه ومن أولاد مالك الشيخ العلامة الكبير سلطان بن محمد بن صلت ومنهم حسين وأولاد عبيد بن محمد. وفي (إحدى) رجال أعاظم منهم سيف بن بلعرب بن عمرو وأخوه زاهر بن بلعرب ومنهم الشيخ عمرو بن عدي.
هذا الذي بلغني عن نسب بني بطاش ولا أجزم بصحة هذا فإن السِّيرَ تجمع ما صحَّ وما قد أُنْكِر والإنسان مسؤول عما تخطه يمينه إنما نقلته من كتب السِّير ومن لسان الأخ أحمد بن شامس فالعهدة عليهم والله على ما أقول وكيل واستغفر الله مما يخالف الحق.كتبه محمد بن شامس بن خنجر البطاشي يوم 3 الحج سنة 1418هج.
رأي الشيخ سيف بن حمود البطاشي أن أصل بني بطاش أزد
في ترجمة الشيخ صلت بن عدي البطاشي في كتاب "إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان" الجزء الثالث ص390 قال فيها: "ووجدت بخطه ورقة لا تزال موجودة بيدي، سرد فيها نسبه، حتى بلغ إلى ذكر مازن (زاد الركب)، وهو غسان – جد ملوك غسان – بل بلغ إلى ذكر قحطان بن هود، فمن بعده. .... ثم قال: ويعتضد ما كتبه إلى قوله: بلعرب بن المزاحم، كتابة رجل من الأجداد، وهو: عمرو بن عدي بن سلطان .... البطاشي؛ وكان تأريخ كتابة عمرو بن عدي هذا، عام 1171هج/1757م تقريبًا؛ وتوفي هذا الكاتب في شهر شوال 1172هج/ 1758م ولا تزال هذه الكتابة باقية بأيدينا". وذكر في نفس الكتاب صفحة 522 قال: "وبنو بطاش أيضًا من غسان، وليس كما شهر عند العامة، أنهم من طيء، بل هم من غسان؛ ولدينا وثائق قديمة من بعض مشائخ البلد، باتصال نسبهم إلى: الحارث بن جبلة بن الأيهم، منها بخط الشيخ عدي بن صلت بن مالك؛ ومنها: بخط الشيخ عمرو بن عدي، الذي كان أيام الإمام سلطان بن سيف اليعربي؛ وإنما نزلوا بوادي الطائيين، وأكثر قبائله من طيء، فصار أمر الوادي إليهم، فنسب الوادي إليهم، لإندماج قبائل طيء، وكان مجيئهم فيما قيل: من اليمن وحسب الروايات المتداولة، أنهم أصحاب أبهة، وغنى، ومرابط للخيل، في موضع لا زال معروفًا، ولا يبعد أنهم جاءوا بعد انقراض دولة بني رسول الغسانيين، الذين حكموا اليمن.
ورأي الشيخ الوالد القاضي سيف بن حمود البطاشيّ أن بني بطاش من قبيلة طيء في بداية كتاباته لا يتعارض مع رأيه بأنهم من الأزد في أواخر أيّامه، حيث قام بكتابة شجرة نسب بني بطاش بهدف التوثيق، دون أي دافع شخصي أو تحيز، وإنما من أجل الحفاظ على الإرث التأريخي الذي بين يديه ونحن هنا نكتب عن رأيه فقط دون غيره، استنادًا إلى الأدلة والوثائق التي كانت بحوزته أو بخط يده أو أملاها عليَّ من معلومات وحقائق كان يؤمن بها: حيث إنه كان ينظر من زوايا متعددة، حيث أشار إلى انتماء بني بطاش لقبايلة الأزد، وربما يعود ذلك إلى احتمالية تداخلهم أو تحالفهم مع قبيلة طيء في بعض الفترات التأريخية.
وهذا التنوع في التوثيق يشير على حرصه على نقل ما تواتر لديه من معلومات مختلفة، ويعكس فهمه العميق لتداخل القبائل وتحالفها، وهذا الجمع بين الانتماءين لا يمثل تناقضًا، بل يظهر فهمًا واعيًا ورؤية ثاقبة وعمقًا معرفيًا وإن هذا التوثيق المتوازن يظهر حرصه على سرد التأريخ كما وصل إليه، ليقدم بذلك صورة شاملة ومتكاملة للأصول والروابط القبلية وتشابكها، تاركًا إرثًا فكريًا غنيًا بفهمه العميق ودقته البحثية.
....
المراجع والمصادر:
(1) سيف بن حمود البطاشي، فتح الرحمن ومورد الظمآن في جوابات الشيخ سلطان ص51
(2) أبو مسلم ناصر بن سالم البهلاني، الآثار الشعرية لأبي مسلم البهلاني، تحقيق محمد الحارثي، ص626 والتي بعدها.
(3) محمد بن عيسى بن صالح الحارثي، ديوان أبي الفضل، تحقيق وتصحيح حسن بن خلف الريامي، مكتبة الضامري للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1415هج/1994م، ص299-300.
(4) حدا: الحدأة: الفأس ذات الرأسين، وهي مأخوذة من حدا وحداء، والحدأة: طائر من الجوارح. سميت بذلك لوقوعها على زاوية منفردة من مجرى وادي الطائيين عند ضفته اليمنى تشبيهًا لها بالطائر الجارح. موسوعة أرض اللبان، م1، ص833.
(5) قبيلة عُمانية.موسوعة أرض اللبان، م1، ص827.
(6) وهي سبلة بني بطاش سموا مجلسهم تيمنًا بمدينة نزوى بيضة الإسلام وفي هذا المجلس الذي يحمل اسم نزوى يجتمع الناس على العدل والمساواة، حيث يتحاكم فيه بالحق، وتحل فيه الخصومات بالحكمة والبصيرة.
(7) محمد بن راشد بن عزيز الخصيبي، شقائق النعُمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عُمان، ج3 ص
(8) محمد الشيبة بن نور الدين عبد الله السالمي، نهضة الأعيان بحرية أهل عُمان، ص277، مكتبة التراث.
(9) سالم بن حمود السيابي، العنوان عن تاريخ عُمان، نشره على نفقته الشيخ الأمير أحمد بن محمد بن عيسى الحارثي ص153-155.
(10) سالم بن حمود السيابي، اسعاف الأعيان في أنساب أهل عُمان، ج1 ص132.
(11) هذان البيتان مشهوران عند بعض كبار السن من أهل إحدى.
(12) حمد بن سيف البوسعيدي، قلائد الجمان في أسماء بعض شعراء عُمان، ط1413هج/1993م ص315.
(13) أبو سرور حميد بن عبد الله بن حميد الجامعي، ديوان أبي سرور، مكتبة الفردوس، ج1 ص347.
(14) سليمان بن خلف الخروصي، ملامح من التأريخ العُماني، الطبعة الأولى 1415هج/ 1995م، ص 249.
(15) هلال بن سالم بن حمود السيابي، أصداء من وادي عبقر، ص43.