أبوظبي - الوكالات
في فضاء يلتقي فيه الطعم بالحكاية، والبهار بالتاريخ، عاش زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي نظمه مركز أبوظبي للغة العربية، تجربة تفاعلية ملهمة في ركن "أطباق وثقافات"، على مدار عشرة أيام متواصلة رحلة غنية في عالم الطهي، تتجاوز حاسة التذوق لتغدو احتفاءً حقيقيًا بثقافات الشعوب، وتقاليدها المطبخية العريقة.
ينظم الركن برنامجًا يوميًا متنوعًا يتضمن خمس فقرات تفاعلية مدتها 40 دقيقة لكل منها، بواقع فقرتين في الفترة الصباحية، وثلاث فقرات بعد الرابعة عصرًا، تقودها نخبة من الطهاة من مختلف دول العالم، يقدمون وصفات تقليدية تعبّر عن بيئاتهم الثقافية، ويكشفون أسرار المكونات وتقنيات الطهو، مع ربط كل طبق بالخلفية الاجتماعية والتاريخية التي ينتمي إليها. ولا يقتصر دور الجمهور على المتابعة، بل يشارك الطهاة في إعداد الأطباق وتذوقها، ما يضفي على التجربة بعدًا حيويًا وتفاعليًا فريدًا.
وتُقام ضمن البرنامج مسابقات طهي حماسية، تُشعل روح التحدي بين المشاركين، وتُعزز المهارات الإبداعية في الطهو، ضمن أجواء تملؤها الشغف والمعرفة. كما يتعرف الحضور إلى تنوّع كبير في أساليب الطبخ، من أطباق الشوارع إلى وصفات المطبخ الملكي، وكلها تعكس الهويات المتعددة لشعوب الأرض.
ونظم المعرض، الذي اختتم فعالياته أمس في مركز أدنيك أبوظبي، هذا البرنامج بالتعاون مع مدرسة ICCA العالمية لفنون الطهي، التي تتخذ من دولة الإمارات مقرًا لها، إلى جانب فروع دولية، وتُعدّ من أبرز المؤسسات المتخصصة في تأهيل الطهاة المحترفين وتقديم التجارب التعليمية في فنون الطبخ. وتؤمن المدرسة، كما إدارة المعرض، بأن الطعام وسيلة فعالة للتواصل الثقافي، وأن الأطباق ليست مجرد وجبات بل ذاكرة جمعية تحمل في طياتها قصص الشعوب وأسلوب حياتها.
ركن "أطباق وثقافات"، الذي يحرص المعرض على إقامته سنوياً، ليس محطة لتذوق الطعام فقط، بل مساحة للتعرف إلى الإنسان من خلال نكهاته، وتوثيق علاقة الجمهور بالمطبخ كأحد أوجه التعبير الثقافي. إنها رحلة عبر النكهات والعطور والتوابل، تمنح الزائر نافذة على العالم من خلال طبق يُعدّ بحب ويُروى بقصة.