انقذوا شاطئ العذيبة!

 

د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي

يُعد شاطئ العذيبة بولاية بوشر في محافظة مسقط واحدًا من أجمل شواطئ محافظة مسقط؛ حيث يُطل على بحر عُمان مباشرة، وقد وصفته الصحف العُمانية قائلة "شاطئ العذيبة من أجمل شواطئ محافظة مسقط، وتمتد سواحله على بحر عُمان، ويوفّر لزوّاره ممارسة العديد من الرياضات والاستجمام والهدوء والاستمتاع بالمناظر الرملية".
وهو شاطئ مفتوح على مدار الساعة ويستمتع مُرتادوه بالجلوس على الشاطئ أو حتى التخييم المؤقت، كما إن البعض يمارس رياضة المشي أو السباحة لما يمتاز به هذا الشاطئ بمياه صافية غير عميقة، فنرى الأطفال يمرحون عليه، ويقومون ببناء مجسمات رملية. وهناك من لديه هواية تجميع الأصداف التي يُلقيها البحر على الشاطئ، وتمتاز بأشكال وألوان زاهية.
وينظم العديد من مرتادي الشاطئ حفلات خاصة، من خلال قيام بعض الأفراد بتنظيم جلسات جميلة مريحة، وتعد مثل هذه الأعمال مصدر دخل للبعض منهم.
إلّا أنَّ هناك من يأبى أن يُحافظ هذا الشاطئ على كل ما فيه من جماليات، ويعمد إلى تعكير صفو هدوء وراحة مرتادي الشاطئ، وهم فئة أصحاب سيارات الدفع الرباعي، التي يستمتع سائقوها بقتل الحياة البحرية التي تزدهر على هذا الشاطئ الرائع، من خلال التعدِّي علنًا وبكل إزعاج على خصوصيات مُرتادي الشاطئ، بالسواقة المتهورة خاصة في أوقات الليل على رمال الشاطئ، دون أي احترام أو تقدير لمرتادي الشاطئ من العائلات أو السياح.
يقوم هؤلاء الأشخاص باستخدام الإضاءة العالية واقتحام خصوصية الأشخاص أثناء تجمعهم على الشاطئ بكل جُرأة دون أي احترام لرواد الشاطئ! ناهيك عن السرعة الجنونية بين تجمعات الناس المتواجدة والتي قد تؤدي إلى إصابة طفل يلعب هنا أو شخص يمشي هناك.
من المؤسف أن هؤلاء لا يردعهم قانون ولا نظام، ونتمنى أن تتم مصادرة سيارة من يعتدي على الشاطئ لفترة ما، وتغريم المُعتدي مبلغًا ماليًا لا يقل عن 500 ريال، وحبسه إذا تطلب الأمر؛ إذ كلما ارتفعت الغرامة، ستكون رادعة لهذه الفئة، كما يمكن أن نقترح هنا وضع سياج يحمي مرتادي الشاطئ من سيارات هذه الفئة المتهورة.
أيضًا هناك فئة أخرى من هواة رمي المخلفات على الأرض، والتي تنتشر على طول الشاطئ وكأنه انتقام من الشاطئ الذي استقبلهم واحتضنهم ومنحهم الراحة والهدوء والسكينة. والمثير للدهشة إصرارهم على تدمير البيئة بكل إهمال وعدم اكتراث، وهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل "من أمِنَ العقوبة أساء الأدب". وعليه لا بُد من الصرامة في تنفيذ الغرامات المالية، بل وزيادة قيمتها، مع تنفيذ عقوبة خدمة المجتمع على المخالفين، ومنها تنظيف الشاطئ عند القبض عليهم متلبسين برمي المخلفات؛ إذ لطالما كان شاطئ العذيبة ملاذًا لكل فئات المجتمع، وخاصة فترة الصباح، عندما ترى عشرات الأفراد يمارسون رياضة المشي على هذا الشاطئ الجميل. 
والشاطئ يحتاج كذلك إلى تسويته وجعله مستويًا؛ نظرًا لوجود انحدار شديد يجعل المشي عليه صعبًا ومُتعِبًا، وقد يكون هذا الانحدار ناتجاً عن تدمير سيارات الدفع الرباعي لمستواه. 
من هنا أدعو بلدية مسقط وشرطة عُمان السلطانية وهيئة البيئة والمجلس البلدي لمحافظة مسقط، وكل جهة معنية بالأمر، إلى التحرك السريع والعاجل لحماية هذا المعلم السياحي الفريد، وصونه من هذه الانتهاكات قبل أن يتحول الشاطئ إلى حلبة سباق مُدمِّرة للحياة البحرية، وتدمير هدوء وسكينة هذا الشاطئ اللازوردي الرائع.
 

الأكثر قراءة