◄ صاروخ إسرائيلي يدمر منزلًا من 4 طوابق تسكنه عائلة أبو نصر ونازحون في بيت لاهيا
◄ وزارة الصحة في غزة: الشهداء أو المفقودون 93 شخصًا على الأقل
◄ الجيران ينتزعون أشلاء من وسط الجدران والأرضيات إضافة إلى عشرات الجثث الملفوفة ببطانيات
◄ الجيش الإسرائيلي يقول إنه يستهدف مسلحين يعيدون تنظيم صفوفهم ويندسون بين المدنيين.. و"حماس" تنفي استخدام دروع بشرية
غزة- رويترز
بعد موجة أخرى من الضربات الجوية الإسرائيلية التي لا هوادة فيها على شمال غزة، هرع سكان بيت لاهيا إلى منزل مجاور يتألف من أربعة طوابق قصفته ضربات اليوم الثلاثاء، لينتشلوا من وسط ركام جدرانه وأرضياته أشلاء جثث في بحث لا يكل عن أي ناجين.
وحوَّل الهجوم الصاروخي المنزل إلى بيت رعب يغص بأرواح 93 شخصا على الأقل بين شهيد أو مفقود معظمهم من عائلة أبو نصر الممتدة، أصحاب المنزل، فضلا عن نازحين كانوا يلتمسون الأمان في كل مساحة ممكنة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ومع تركيز معظم العالم على العدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان ضد حزب الله، تقصف إسرائيل منذ أكثر من 3 أسابيع شمال غزة بكثافة في عدوانها المستمرة منذ عام على قطاع غزة، بدعوى أن مقاتلي حركة حماس أعادوا تنظيم صفوفهم هناك. وأصبح المدنيون هم الأكثر تضررا مرة أخرى.
وفي منزل أبو نصر، عكف الجيران على التنقيب وسط أكوام من حطام الخرسانة، ولفوا ما استطاعوا العثور عليها من أشلاء في بطانيات وأنزلوها بحبال من شرفة لوضعها على أرض ارتوت بالدماء بجوار جثث كاملة الأعضاء.
وسحب الناس قطعا من حطام المنزل لتظهر تحتها أطراف محاصرين، فقد كثيرون منهم الحياة عند انتشالهم. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 20 من القتلى على الأقل من الأطفال.
وقال شاهد يدعى إسماعيل عويضة، كان يساعد في انتشال الجثث، في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "تم قصف منزل عائلة أبو نصر في حي مشروع بيت لاهيا مكون من أربع طوابق، عدد من الشهداء، عشرات الشهداء وعشرات النازحين أقاموا في هذا المنزل، يعني تم قصف المنزل من غير سابق إنذار على هذا المنزل... زي ما أنت شايف الشهداء هنا الأشلاء على الحيطان معلقة".
وقالت وزارة الصحة في وقت سابق إن 60 شخصا على الأقل تأكد استشاهدهم وإصابة العشرات في الضربة الجوية على بلدة بيت لاهيا التي دكها إلى حد كبير القصف الإسرائيلي. ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي بعد.
وتنفي حماس اتهام إسرائيل بأنها تدس مسلحين وسط المدنيين في المباني السكنية والعامة مثل المدارس والمستشفيات.
وعبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "الفزع" من وقوع أحد أكثر الهجمات دموية منذ نحو ثلاثة أشهر، داعية إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف في الملابسات.
وتعرض مخيم جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، وبلدتا بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتان لصدمة من جراء الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الجديد الذي يقول مسعفون فلسطينيون إنه أسفر عن استشهاد نحو 900 شخص حتى الآن.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته تستهدف منع عودة حماس إلى المنطقة وإن المئات من مسلحي الحركة قُتلوا وجرى تفكيك بنيتها التحتية القتالية. غير أن السكان يرفضون هذا الزعم الإسرائيلي.
وقال عادل (60 عاما)، وهو من سكان بيت لاهيا، "بيلاحقوا الأطفال والستات، ما فش قتال ولا اشتباكات في المنطقة، ما فيه إلا قنابل جهنم إسرائيلية بتنزل على روسنا من السما".
وأضاف لرويترز رافضا ذكر اسمه بالكامل "الناس اللي بينقصفوا بيموتوا قبل ما يوصلهم الإسعاف واللي بيوصلوا المستشفيات بيموتوا لأنه ما فش علاجات".
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد الشهداء جراء الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على غزة، بعد هجوم مباغت بقيادة حماس عبر الحدود في السابع من أكتوبر 2023، تجاوز 43 ألفا حتى الآن.
وقال عدنان أبو حسنة المتحدث الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة لرويترز في القاهرة "الشمال يعيش مجاعة، الشمال عبارة عن قطعة من جهنم، عبارة عن ركام ومقابر، هناك عملية قتل كبيرة، مجاعة حقيقية، لا توجد مياه والمواد الغذائية محدودة للغاية أو لا توجد وهناك انهيار للنظام الصحي".
وأثار قرار إسرائيل أمس الاثنين بشأن حظر الأونروا، مخاوف بين حلفاء إسرائيل الغربيين من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في غزة.
ودعا برنامج الأغذية العالمي اليوم إلى اتخاذ إجراءات على الفور لتجنب حدوث مجاعة في قطاع غزة، وحذر من أن الأزمة الإنسانية هناك يمكن أن تتفاقم قريبا نتيجة ما وصفه بأنه قيود شديدة على تدفق المساعدات.
وقالت الولايات المتحدة في 13 أكتوبر إنه يتعين على إسرائيل التحرك في غضون 30 يوما لتحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا ستواجه إمكانية فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد في مجلس الأمن الدولي اليوم "يتعين أن تصاحب أقوال إسرائيل أفعال على أرض الواقع. وهذا لا يحدث الآن. يتعين أن يتغير هذا على الفور".
وتسببت ضربات جوية أخرى اليوم في استشهاد خمسة فلسطينيين على الأقل بسوق مزدحمة في مدينة غزة، وهي أيضا في شمال القطاع، كما لقي اثنان في منطقة المواصي في الجنوب حتفهما، بحسب وسائل إعلام ومسعفين فلسطينيين.