الأربعاء.. قطر تستضيف مؤتمرًا عالميًا للاحتفال بالذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة

الدوحة - الوكالات

سيشكّل موضوع استكشاف الاتجاهات العالمية الرئيسية التي تؤثر على دينامية الأسر سواء في قطر أو المنطقة أو على الصعيد العالمي، محور مؤتمر عالمي ينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، احتفالًا بمرور ثلاثة عقود من دعم وتمكين الأسر في جميع أنحاء العالم، وذلك في إطار مؤتمر السنة الدولية للأسرة.

وسيجمع هذا المؤتمر، الذي سيُعقد يومي 30 و31 أكتوبر 2024 في مركز قطر الوطني للمؤتمرات في الدوحة، نخبة من الخبراء وصنّاع السياسات وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة التحديات والفرص التي تواجه الأسر والمجتمعات حاليًا على الصعيد العالمي.

يُقام المؤتمر بمشاركة عدد من الجهات الفاعلة، على رأسها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، كشريك استراتيجي للمؤتمر، واللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، كشريك تنفيذي، وبدعم من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مركز مناظرات قطر، الذي أنشأته مؤسسة قطر، كشريك شبابي للمؤتمر.

وقالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة: "يعد الاحتفال بالذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة فرصة سانحة للتأكيد على التزام دولة قطر بدعم الأسرة وطنيًا وإقليميًا وعالميًا، وكذا على دور معهد الدوحة الدولي للأسرة في صياغة ورسم السياسات القائمة على الأدلة، التي تعزز رفاه وتماسك الأسرة. ففي عالم سريع التغيّر يتشكل بفعل التقدم التكنولوجي والتحولات الديموغرافية والهجرة والتحديات البيئية، أصبح من الأهمية القصوى إعطاء الأولوية لدعم احتياجات الأسر ومساندتهم للتكيف والصمود والازدهار".

وأضافت الدكتورة العمادي: "إن مؤتمر السنة الدولية للأسرة هو منصة لقادة الفكر وصنّاع السياسات بهدف تبادل الأفكار وتطوير حلول مبتكرة لتمكين الأسر من مواجهة هذه التغييرات. فهذا المؤتمر لن يكون مجرد منتدىً للحوار فحسب – بل نريد له أن يرقى إلى دعوة صريحة إلى العمل الجاد ذي الصلة. فنحن هنا لبناء شراكات استراتيجية، ومشاركة أفضل الممارسات، ووضع أسس للتقدم المستدام والشامل، بما يعود بالنفع على الأسر والمجتمعات في جميع أنحاء العالم".

كما شارك في المؤتمر الصحفي، سعادة السيد مبارك عجلان الكواري، المدير التنفيذي للجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية، وطلال العمادي، مدير المكتب الفني بوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، والدكتورة حياة معرفي، المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر.

وقال سعادة السيد الكواري: "اتساقًا مع أهداف التنمية الاجتماعية لرؤية قطر الوطنية 2030، تمثل الشراكة بين اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات بوزارة الخارجية ومعهد الدوحة الدولي للأسرة خطوة مهمة نحو مستقبل واعد. وبفضل خبرتنا الواسعة في تنظيم وإدارة الأحداث، نضمن تنظيم الاحتفال القادم بالذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة في الدوحة على أكمل وجه. كما تعزز مشاركة إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة إلى جانب مجموعة من الشركاء الدوليين والإقليميين والوطنيين في هذا الحدث المميز، مكانة دولة قطر كوجهة عالمية رئيسية للمؤتمرات ذات الأثر الكبير".

بدوره، قال طلال العمادي: "تندرج شراكتنا الاستراتيجية لمؤتمر "السنة الدولية للأسرة" في إطار تعزيز الجهود لدعم الأسرة باعتبارها ركيزة أساسية في المجتمع. وقد نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة في وقت مبكر الحملة التوعوية للسنة الدولية للأسرة بعنوان: "الأسرة ثروة وطن"، التي تضمنت عدة فعاليات بهدف تعزيز قيم التماسك الأسري والتراحم."

وأضاف العمادي: "سننظم على هامش المؤتمر مجموعة من الفعاليات لإبراز تجربة قطر في مجال التنمية الاجتماعية والأسرة في مختلف المجالات، بما فيها ميثاق الأسرة، والحماية الاجتماعية والتمكين الاقتصادي للأسرة، ودعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها. كما سيجري تنظيم جولات ميدانية لزيارة مراكز ودور الرعاية الاجتماعية، فضلاً عن إقامة معرض تعريفي تفاعلي خاص بأنشطة الوزارة والمراكز التابعة لها."

من جهتها، قالت الدكتورة معرفي: "إن التشبع بثقافة المناظرة يمكن الشباب من خدمة قضاياه وقضايا مجتمعه بشكل سليم؛ فبالمناظرة نُجدد الفكر ونقوّم اللسان، مما يجعل المتناظر سريع البديهة - وهذا ما نراه كمنتج لمركز مناظرات قطر".

وتابعت: "إن منهجنا في مركز مناظرات قطر يكمن في توظيف قدرات الشباب نحو تحقيق التقدم ودعم رؤية الدولة بعلم يحاور العقول المتفتّحة ويحررهم من قيود التباين والاختلاف للانطلاق نحو عالم من التعايش والتوافق".

على مدار يومين، سيجتمع أكثر من 2000 مشارك، بما في ذلك صنّاع السياسات والباحثين والممارسين وأولياء الأمور والشباب، لاستكشاف الاتجاهات المعاصرة الأربعة الرئيسية التي تؤثر على الأسرة، وهي: التغيّر التكنولوجي، والاتجاهات الديموغرافية، والهجرة والتمدّن، وتغيّر المناخ.

ستستكشف الجلسات تأثير التغيّر التكنولوجي على الحياة الأسرية، حيث سيتم التركيز على قضايا، مثل عدم المساواة الرقمية، وأهمية تطوير السياسات التي تساعد في جعل التكنولوجيا وسيلة لتعزيز التماسك الأسري. كما سيناقش الحضور كيفية إعادة تشكيل هياكل الأسرة على مستوى العالم بسبب التغيرات السكانية، بما في ذلك انخفاض معدلات الخصوبة وأنماط الهجرة، مع التركيز على الحاجة إلى سياسات تدعم رعاية الأسرة والإدماج الاجتماعي.

ستتناول الجلسات أيضًا التحديات التي تواجهها الأسر بسبب الهجرة، وأهمية توفير بيئات صديقة للأسرة. وستشكل التهديدات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ على الحياة الأسرية موضوعًا مركزيًا للنقاش، بالإضافة إلى استكشاف مدى تمكين الأسر من التكيف مع التحديات البيئية، ودعم الممارسات المستدامة داخل مجتمعاتها.

يضطلع هذا المؤتمر، الذي يُعقد مرة كل عشر سنوات للاحتفال بالسنة الدولية للأسرة، بدور محوري في تطوير السياسات والبرامج التي من شأنها دعم الأسرة وتمكينها على نطاق عالمي خلال السنوات العشر التالية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة