د. أحمد بن علي العمري
سلطنة عُمان بلد العراقة والتاريخ والتراث والكنوز الكثيرة المخفية في شتى المجالات؛ فهناك التقاليد والأعراف والفنون والآداب والثقافات المتنوعة، وفوق ذلك كله التضاريس المختلفة من بحار وشواطئ وحياة فطرية وسهول وجبال وأودية وصحراء ممتدة وكهوف وأفلاج وعيون مائية.
كل هذه مقومات سياحية عالمية تجذب الهواة وتسر الناظرين وتعجب الزائرين، وإن كنَّا تأخرنا؛ بل وتأخرنا كثيرا في تقديمها للعالم!
لقد لاحظنا النفور الأوروبي من السياح الذين يزورون دولهم، وقد خرج الآلاف منهم إلى الشوارع رافعين شعار "عودوا إلى بلادكم"، فقد شاهدنا ذلك وأمام العالم أجمع شاهدناه في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وحتى في فرنسا، وليست بريطانيا عن ذلك ببعيد.
وقد حدث للسياح في هذه البلدان الكثير من النهب والسرقات والاعتداء والتحايل بل وحتى الاختطاف. وكلنا يعلم ماحدث ويحدث للسياح بشكل عام وللعرب بشكل خاص من مضايقات كثيرة ومتعددة ومتنوعة في بعض البلدان الأخرى وحتى غير الأوروبية.
وفي خضم كل هذا أطلقت وزارة التراث والسياحة مشكورة ولها كل التحية والتقدير مبادرة ولا أروع منها "مرحبًا أوروبا"؛ وهي مبادرة رائعة وجميلة جدًا، لكن يتطلب لها الكثير من العمل والجهود المشتركة والتنسيق المسبق مع جميع الجهات المعنية، وحتى مع المحافظات، ويتطلب لها الترويج الجاد الهادف وإيصالها إلى جميع أنحاء العالم، فلا بُد أن نصرف الكثير ولا نبخل حتى نكسب الكثير، ويكفينا فخرًا أن عُمان بما لديها من مقومات كامنة سوف تعرف لدى الجميع، خاصة إذا أضفنا إلى هذا نعمة الأمن والأمان التي يقل نظيرها لدى الكثير من البلدان الأخرى.
إن السياحة إذا استُغِلَت الاستغلال الأمثل ونفذت فيها التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتم تطبيق رؤية "عُمان 2040" فيها، فسوف يكون مردودها على البلد وأهله ذا خيرٍ عميم بإذن رب العالمين.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.