مسقط- عبدالله الجرداني
نظمت اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الجمعية العُمانية للكُتَاب والأدباء حلقة عمل بعنوان: "الترجمة سفر من عالم إلى آخر"، وذلك تحت رعاية أ.د عبد الله التوبي مدير مركز الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية؛ بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للترجمة.
وتستهدف الورشة العاملين في مجال الترجمة في عددٍ من المؤسسات الحكومية والخاصة وطلبة الترجمة في مختلف الجامعات والكليات في سلطنة عُمان.
وهدفت الحلقة إلى إتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المترجمين الشباب والمترجمين ذوي الخبرة، وبناء الشراكات مع رواد مجال الترجمة في سلطنة عُمان، مثل: الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، وتعزيز مكانة مهنة الترجمة والمهن المرتبطة بها، مثل: التدقيق اللغوي. كذلك هدفت الورشة إلى إبراز دور الترجمة في التقريب بين الشعوب كونها أداة أساسية للتوسط بين اللغات والترويج لها. وسلطت الورشة الضوء على الجانب التشريعي والقانوني للترجمة في سلطنة عمان، ومناقشة قضايا الترجمة الآلية، واستعراض البرامج والتطبيقات التي تسهّل عمل المترجم وتعزّز قدراته.
وتضمن برنامج الحلقة كلمة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، ألقاها الدكتور محمود بن عبدالله العبري أشار فيها إلى اهتمام المنظمات المعنية بالتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو، الألكسو، والإيسيسكو) بالترجمة في سبيل إنجاز مهامها وتنفيذ اختصاصاتها؛ نظراً للتنوع اللغوي في دولِ أعضائها، وتعزيز التواصل الثقافي، وفي دعم أنظمة التعليم وبرامجها التعليمية من خلال تمكين المعلمين والطلبة للوصول إلى مواد تعليمية متعددة اللغات، مما يعزز من جودة التعليم ويساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتطرق في كلمته كذلك إلى عدد من العمانيين الذي برعوا في مجال الترجمة عبر حقب زمنية مختلفة، ومنهم أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي الصحاري، الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي، وهو صاحب معجم "كتاب الماء"؛ حيث جمع المصطلحات الطبية في زمانه وترجمها من الفارسية إلى العربية، وسعيد بن خلفان البوسعيدي الذي عمل مترجمًا في بلاط السيد سعيد بن سلطان في القرن التاسع عشر الميلادي، وترجم معاهدة بين عُمان والولايات المتحد الأمريكية، ومحمد أمين عبد الله الذي عرف بشيخ المُترجمين العُمانيين الذي عمل في القنصلية البريطانية، وموظفًا في وزارة الإعلام الباكستانية، تاركًا خلفه عددًا من الترجمات بلغت(22) كتاباً نشرتها وزارة التراث والثقافة (سابقاً). وحصلت فاطمة بنت سالم المعمرية على الدكتوراة في اللغات القديمة والآداب الرومانية واليونانية من جامعة لندن.
فيما استعرض جمال بن مبارك النوفلي رئيس لجنة الترجمة بالجمعية العمانية للكُتّاب والأدباء دور الجمعية؛ إذ تؤدي دورًا رياديًا في مجال الترجمة من خلال دعمها للترجمة وتشجيع الكُتّاب والمترجمين على نقل الأعمال الأدبية والعلمية إلى اللغة العربية ومن العربية إلى اللغات الأخرى، والعمل على نشرها؛ بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي.