عودة الروح

 

سلطان بن ناصر القاسمي

بعد سلسلة الخسائر في المباريات الأخيرة أمام منتخبي العراق وكوريا الجنوبية، وظهور ضعف الروح القتالية لدى لاعبي منتخبنا الوطني، تلقت تلك الهزائم انتقادات شديدة، خاصة بعد الخسارة أمام منتخب كوريا الجنوبية. كان هناك جدل واسع حول الأخطاء التنظيمية والأداء الفني الضعيف للمنتخب. ومع ذلك، جاء الدور الحقيقي لإدارة الاتحاد والمنظمين لمباراة منتخبنا أمام المنتخب الكويتي لوضع الأمور في نصابها.

لقد شهدنا تنظيمًا محكمًا لدخول وخروج الجماهير العمانية من أرضية الملعب، حيث تم توجيه الجماهير بشكل منظم إلى مقاعدهم ومواقف السيارات المخصصة لكل فئة. رغم هذا التنظيم الجيد، هناك ملاحظة تستحق الاهتمام في المباريات المقبلة على ملعب السلطان قابوس ببوشر، وهي عملية توزيع التذاكر، حيث يمكن استبدال الإجراءات اليدوية بطرق إلكترونية حديثة تتناسب مع تطورات العام 2024.

ولا تكفي كلمة "شكراً" للتعبير عن الامتنان للجمهور العماني المحب لمنتخبه وكرة القدم. فقد أظهر الجمهور مستوى عالٍ من الوعي والمسؤولية تجاه منتخب بلده، وكان لتفاعله الحماسي مع كل لعبة دليل على شغفه الكبير بالفوز ورغبته في رؤية الأداء الكروي الجميل المعروف عن منتخبنا الوطني، الذي يُلقب بـ"سامبا الخليج".

الاهتمام الكبير والتكاتف بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب والاتحاد العماني لكرة القدم في جميع الجوانب الإدارية والفنية والتنظيمية، يعكس إصرار الجميع على تحقيق الهدف الأسمى، وهو الوصول بمنتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2026. ويأتي هذا التوجه عبر قرارات هامة، منها إقالة المدرب التشيكي تشلهافي وتعيين قيصر الكرة العمانية الكبتن رشيد جابر، الذي نجح بجدارة في تصحيح المسار الفني والنفسي للمنتخب. وبفضل توجيهاته، عاد المنتخب ليقدم أداءً يليق بمستوى الكرة العمانية، وهو ما تجلى في مباراته الأخيرة أمام الكويت.

ومن يتابع المباراة بتمعن، يلاحظ فرقًا كبيرًا في الأداء داخل الملعب، سواء في تنظيم الخطوط أو في التمرير والاستلام والتحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس. وهذا يؤكد العمل الجاد الذي قام به المدرب رشيد جابر وجهازه الفني خلال فترة قصيرة. أحد أهم العوامل التي لفتت الانتباه في هذه المباراة كانت الروح القتالية والرغبة في تقديم أداء كروي ممتع للجمهور، وهي الروح التي افتقدناها في المباريات الأولى من التصفيات.

هذا التطور في الأداء ليس مجرد تحسن عابر، بل هو خطوة هامة نحو تحقيق الهدف الأسمى، وهو الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2026. لذا، كل الشكر والتقدير للمدرب رشيد جابر وجهازه الفني، والشكر موصول لجميع لاعبي المنتخب الوطني على ما قدموه من متعة كروية. إن أهم عامل لاحظته خلال المباراة هي الروح القتالية والإصرار على الاستمتاع وإمتاع الجمهور بالأداء الكروي الممتاز. وكذلك نحثهم على مواصلة هذا الأداء في المباريات المقبلة بإذن الله.

كما لا يفوتني في هذا المقام أن أوجه التحية والتقدير لكل من ساهم في ظهور المنتخب بهذا المستوى المميز. وهذا يشمل الإعلام الرياضي بجميع قنواته وشخصياته، وكذلك الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة الاتحاد في استضافة أعضاء منتخب الجيل الذهبي، الذين حضروا لدعم اللاعبين ومنحهم الدفعة المعنوية التي يحتاجونها.

وبالنظر إلى مباراتنا القادمة مع المنتخب الأردني الشقيق، فإن التركيز والحضور الذهني، بالإضافة إلى الروح القتالية، ستكون عوامل حاسمة لمجاراته في هذا الجانب بالتحديد. فنيًا، لا يتفوق علينا المنتخب الأردني، بل قد نتفوق عليه بفضل اللعب الجماعي والمهارات الفردية التي يتمتع بها معظم لاعبينا. لذا، أرجو من الجهاز الفني واللاعبين أن يقاتلوا من أجل وطنهم، وأن يركزوا على اللعب الجماعي السريع والممتع، فهو الطريق الأكيد لتحقيق الانتصار بإذن الله.

وفي الختام، يجب أن نقف جميعًا مع منتخبنا الوطني، ونبتعد عن السلبية، ونجعل النقد أداة للإصلاح وليس للإحباط. وكما ذكر المدرب القدير رشيد جابر، النتائج بيد الله، وما يهمنا جميعًا هو الحضور الذهني والفني والروح القتالية لعناصر المنتخب، التي نأمل أن تقودنا من نصر إلى آخر بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك