تطوّر القدرات الاستخباراتية لـ"محور المقاومة"

الاحتلال الإسرائيلي يقع في فخ "الخداع والتضليل".. والمقاومة توظّف المعلومات في توجيه "الضربات الموجعة"

 

◄ تحقيق إسرائيلي يؤكد تطور جهاز الاستخبارات لدى المقاومة الفلسطينية

◄ نجاح استخبارات المقاومة في تحديد مقار منشآت سرية لجيش الاحتلال

◄ حماس استطاعت خداع جيش الاحتلال وتضليل المخابرات الإسرائيلية

إعلام إسرائيلي: حزب الله ماهر في القدرات الاستخباراتية والعسكرية

◄ الاعتماد على الطائرات المسيرة في تنفيذ المهمات الاستخباراتية

◄ بث مشاهد لثكنات إسرائيلية تم استهدافها في "الهجوم الكبير"

"أنصار الله" استهدفت قلب تل أبيب بطائرة مسيرة قادرة على التخفي

الرؤية- غرفة الأخبار

لم يكن يوم السابع من أكتوبر 2023 يومًا استثنائياً في تاريخ المقاومة الفلسطينية فحسب، بل كان دليلاً قوياً على القدرات الاستخباراتية التي تتمتع بها الفصائل الفلسطينية وتفوقها على الاستخبارات الإسرائيلية التي روجت لنفسها على أنها الأقوى في العالم.

ومع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودخول محاور المُقاومة في اليمن ولبنان والعراق على خط المواجهة، أظهرت العمليات العسكرية التي نفذتها هذه المحاور في الشمال والجنوب والشرق قدرة استخباراتية فائقة مكنتها من تحديد العديد من الأهداف العسكرية الإسرائيلية واستهدافها بشكل مباشر.

ولقد استعرض تحقيق نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية القدرات الاستخبارية لحركة حماس، لافتة إلى أنَّ جهاز الاستخبارات لدى المقاومة تتطور على نحو لافت منذ عقد من الزمن على الأقل، حيث نشط بجمع المعلومات الاستخباراتية عن انتشار ونشاط الجيش الإسرائيلي وقواعده العسكرية بالجنوب، وعلى طول السياج الأمني مع القطاع.

وأشار التحقيق إلى حجم المعلومات التي حصلت عليها كتائب القسام وتمحورت حول مقار منشآت سرية للجيش الإسرائيلي في غلاف غزة، بما في ذلك القاعدة السرية "يركون- 8200" بالجنوب.

ولقد وظفت المقاومة الفلسطينية هذه المعلومات الاستخباراتية من أجل المناورات العسكرية التي نفّذتها بقطاع غزة وعلى طول السياج الأمني مع غلاف غزة، حيث اعتمدت فصائل المُقاومة على خداع وتضليل المخابرات الإسرائيلية على مختلف أذرعها التي أخفقت في اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بقوات النخب التابعة لكتائب القسام ورصدها وتعقبها.

وعلى الجبهة الشمالية، يصف المحللون المواجهات بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال بـ"الحرب الاستخباراتية"، حيث تركز جزء كبير من استهدافات حزب الله على أجهزة المراقبة والرصد التابعة لجيش الاحتلال، لكي يتمكن من إطلاق الطائرات المسيرة التي تقوم بالمهمات الاستخباراتية في جمع المعلومات ورصد المواقع العسكرية السرية والمنشآت الحيوية في الأراضي المحتلة.

ومن الأمثلة على ذلك، الفيديو الذي نشره الحزب ومدته 9 دقائق لطائرة بدون طيار فوق حيفا تجمع كل المعلومات الاستخباراتية عن مواقع عسكرية حساسة.

واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن مقاطع الفيديو التي ينشرها حزب الله تُظهر أن عناصره مهرة من حيث قدراتهم الاستخباراتية والعسكرية، مضيفة: "يقوم حزب الله بتوزيع مقاطع الفيديو لإظهار نجاحات الحزب وإثبات الأضرار التي لحقت بالمواقع الإسرائيلية".

وأوضحت: "منذ بداية القتال في الساحة الشمالية، يوثق حزب الله هجماته في الأراضي الإسرائيلية، حيث تسبب آخر شريط فيديو للهجوم على قاعدة ميرون الجوية بقلق كبير".

وبالأمس، أطلق حزب الله مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف لبنان بنحو 100 طائرة مُقاتلة في ضربة استباقية لتفادي هجوم أكبر.

وشوهدت الصواريخ وهي تنطلق في ظلام الفجر مخلفة سحب الدخان الداكن، بينما دوت صفارات الإنذار في إسرائيل وأضاء انفجار بعيد الأفق، بينما تصاعد الدخان فوق المنازل في بلدة الخيام في جنوب لبنان.

وقال حزب الله إنه أطلق 320 صاروخا من طراز كاتيوشا على إسرائيل وأصاب 11 هدفا عسكريا، مبينا: "هذا القصف أكمل المرحلة الأولى من الرد على اغتيال فؤاد شكر".

وأشار إلى أنَّ الهجوم الجوي بدأ باتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيُعلن عنه لاحقًا، مبيناً: "بالتزامن مع ذلك تم استهداف عدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال ‏فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ".

وبثَّ حزب الله اللبناني صورا للقواعد والثكنات الإسرائيلية التي قال إنه استهدفها في المرحلة الأولى من رده على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر فجر اليوم الأحد.

وتضمنت المشاهد -التي عرضتها قناة الجزيرة- ثكنة بيت هيلل مقر قيادة "كتيبة السهل"، ومربض الزاعورة، وهو مربض ثابت لبطارية مدفعية تابع للواء 769، وثكنة كيلع، وهي مقر وزارة الدفاع الجوي والصاروخي التابع للفرقة 210، وثكنة يوآف، وهي قاعدة كتيبة مدفعية وصواريخ تتبع لقيادة المنطقة الشمالية، وقاعدة نفح، وهي مقر قيادة الفرقة 210.

كما تضمنت الصور، التي بثها حزب الله، ثكنة يردن مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210، وثكنة راموت نفتالي، وهي مركز سرية حدودي، وقاعدة عين زيتيم، وهي مقر قيادة الفيلق الشمالي، وقاعدة ميرون الجوية، وهي مركز الإدارة والمراقبة والتحكم الجوي في شمال فلسطين المحتلة.

كما قال حزب الله إنه استهدف في هجومه الأولي مربض نافيه زيف، مربض مدفعية يتبع للواء 282، ومقر جعتون، وهو مقر ميداني مستحدث لاستقرار قيادة الفرقة 146 الإسرائيلية.

وفي الجنوب، فإن جماعة "أنصار الله" اليمنية أثبتت قدرتها على جمع المعلومات وتحديد الأهداف الإسرائيلية الحيوية واستهدافها بالصواريخ طويلة المدى والمسيرات، إلى جانب استهداف السفن التي تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية.

ولقد ظهرت هذه القدرة الاستخباراتية في تحديد هدف مُهم في قلب تل أبيب واستهدافه بطائرة مسيرة قادرة على التخفي عن الرادارات الإسرائيلية، إذ أسفر الهجوم عن تفجير أحد المباني وقتل شخص واحد مع وقوع عدد من الإصابات.

تعليق عبر الفيس بوك