د. أحمد بن علي العمري
المشلي أو النارجيل أو جوز الهند، ثمرة طيبة تنمو في محافظة ظفار، ولم أكن أرغب في أن أخوض في هذا الموضوع، لكن أحد الإخوة الأعزاء الكرام، وهو ليس من أبناء محافظة ظفار؛ بل هو من أبناء محافظة مسقط العاصمة، والفخر والعز لكل عُماني، وهو الذي طلب مني أن أكتب عن هذا الموضوع.
وبناءً على الطلب العزيز، وحيث إنني أرغب في أن أنقل للجمهور العزيز كل ما هو واضح وصادق وحقيقي، سعيت للبحث حول هذا الموضوع، وفعلًا اجتهدتُ في هذا الجانب وزرتُ العديد من المواقع التي يُباع فيها المشلي، لكنني صُدِمتُ من أن العديد من العمالة الأجنبية، يتحكمون في السوق ويحتكرون هذا المنتج الزراعي الوطني المُهم، ليبيعوه بالسعر الذي يروق لهم، وفي الوقت الذي يرونه. وهذا ما شدني وجعلني أتعمق كثيرًا في الموضوع، وأتابع مزيدًا من التفاصيل، وبعد التحقق وجدت أن أغلب المزارع التي تُنتج هذه الثمرة تعود لورثة، وهي من أكثر المزارع إنتاجًا للمشلي. لكن القائم على المزارع يُفضِّل أن يُفوِّض المزرعة لأحد الوافدين، مقابل مبلغ شهري أو سنوي يحصل عليه، بينما العامل يُطلق يده للتحكم في كل ما يخص المزرعة وإنتاجها دون رقيب ولا حسيب.
وعليه يستغل الأغلبية منهم هذه الأوضاع للتحكم والاستغلال، وربما الاحتكار لهذا المنتج الأصيل الذي تشتهر به محافظة ظفار وتفخر به كل سلطنة عمان؛ الأمر الذي جعل المشلي نادرًا في موطنه، وربما مُستقبلًا سيكون منعدمًا؛ لأن التصدير إلى الخارج أو حتى بيعه في أي محافظة أخرى ربما يُدر عليهم ربحًا إضافيًا.
لست هُنا ضد توظيف العمالة الأجنبية، طالما أن أبناء المحافظة أو المحافظات الأخرى لا يرغبون في العمل في هذا المجال، لكنني ضد الاستغلال والتحايل والاحتكار، وأطالب بالمحافظة على هذا المنتج الزراعي في موطنه، وتوفيره بصفة دائمة لمحبيه ومرتادي ظفار، خاصة في موسم الخريف.
لذلك أوجه دعوة صادقة، لكي نلتحم جميعًا ونتضامن ونتعاون على المحافظة على هذا المنتج الزراعي المُهم والمُميِّز لظفار، لأن معدلات بيعه في الأسواق المحلية بظفار تتراجع بشدة، ونخشى أن يكون ثمرة نادرة في يوم من الأيام!
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.