تغيُّر المعادلات في الشرق الأوسط

 

 

يزيد السلطان

في خضم المعاناة الإنسانية والتحديات الكبرى التي يواجهها الشعب الفلسطيني المستضعف، يظهر بريق الأمل من الأرض اليمنية العريقة، حيث يهب الشعب اليمني للدفاع عن إخوانه في الدم والمصير، ويقف في وجه الظلم الإسرائيلي بكل شجاعة وإصرار. تتجلى الروح العربية الأصيلة في أبهى صورها، حيث تتكافل الشعوب وتتكاتف في مواجهة أعداء التحديات. إن هذا الدعم اللامحدود ينبع من قلوب حرة، عرفت معنى الكرامة ورفضت الاستكانة للظلم، متخذة من الفعل الإيجابي نهجًا للإسهام في تحرير الإنسانية من قيود القهر والاضطهاد.

حين تتوالى اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تشهد الساحة العربية صحوة من نوع خاص، يصطف فيها اليمنيون بجانب إخوانهم الفلسطينيين، غير آبهين بالتحديات والعقبات التي تعترض طريقهم. إن التحرك اليمني الراهن ليس مجرد استجابة طارئة لأحداث آنية، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية، يعبر عن إيمان عميق بالعدالة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

وفي يوم سيسجله التاريخ بحروف من نار، قامت الجمهورية اليمنية بخطوة جريئة وغير مسبوقة عندما قصفت تل أبيب، عاصمة الكيان الإسرائيلي، في تحرك أربك كل الحسابات الإقليمية والدولية. لم يكن يتوقع أحد أن تتجرأ دولة عربية على هذا الفعل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن.

على مدار سنوات طويلة، ظل الكيان الإسرائيلي يشعر بالأمان إلى حد كبير بسبب التحالفات القوية والدعم اللا محدود من الولايات المتحدة والغرب. لكن اليمن، ورغم ما تعانيه من حرب مستمرة وتحديات داخلية، قررت أن تكون الشوكة في عنق الصهاينة وعملائهم. لم تستطيع إسرائيل أن تبتلع هذه الشوكة ولم تستطيع إخراجها مهما فعلت.

لم تتأخر إسرائيل في الرد على الهجوم اليمني، حيث شنت سلسلة من الغارات الجوية على محافظة الحديدة اليمنية. استهدفت الغارات محطة الكهرباء الحيوية التي تغذي المدينة، إضافة إلى ميناء الحديدة وخزانات الوقود، مما أسفر عن دمار كبير وخسائر بشرية فادحة.

يعيش اليمن مأساة إنسانية لا تُصدَّق، وتتعاظم معاناة شعبه يوماً بعد يوم بسبب الحرب المدمرة.

وعلى الرغم من تلك الأحداث العنيفة والضغوط الهائلة، يتحلى اليمن بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة في مواصلة دعمه ونصرته للمظلومين في فلسطين. لقد علّم التاريخ أن الأزمات والتحديات لا تنال من إرادة الشعوب الحرة، واليمن ليس استثناءً. تظل مواقف اليمن ثابتةً في رفض الاحتلال والعدوان، مستمدةً قوتها من إيمانها العميق بحق الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة.

تعليق عبر الفيس بوك