عودة سوق بلدة مسلمات.. انتعاشة اقتصادية في وادي المعاول

وادي المعاول- محمد بن خميس الرواحي

بعد انقطاع دام لأكثر من ربع قرن، تعود روح الحياة إلى سوق بلدة مسلمات في ولاية وادي المعاول، ليصبح ملتقى تجاريا وحيويا ينير سماء البلدة ببريقه الخاص.

وعودة هذا السوق للحياة تعكس استعادة الأمل والتفاؤل في قلوب الأهالي، حيث استعاد السوق نشاطه بجانب أسواق الولاية الأخرى والمناطق المحيطة به.

وما يميز سوق بلدة مسلمات هو تنوع المنتجات والسلع التي يقدمها، فهو ليس مجرد سوق تقليدي؛ بل هو ملتقى للثقافات والتجارب المختلفة، من الحرف اليدوية الفنية إلى المنتجات الزراعية الطازجة، تملأ الممرات والأزقة بألوانها وروائحها العطرة، مما يجذب الأهالي والزوار والسياح على حد سواء.

وإلى جانب الأثر الاقتصادي الإيجابي الذي يُحدثه هذا السوق، فإن عودته تعزز من المنافسة والروح الريادية بين أهالي الولاية؛ إذ إن التنافس في عرض المنتجات وجذب الزبائن يُسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الروابط المجتمعية.

ويروي من عاصروا هذا السوق من كبار الآباء أنه وعلى صعوبة المواصلات سابقا إلا أن منتجات الجبل الأخضر وجبال وادي مستل كانت حاضرة وبقوة، مثل: البوت والخوخ والمشمش والعنب والبصل والثوم، إلى جانب ماء ورد الجبل وغيرها من المنتجات، أضف إلى ذلك فإن منتجات الشق الساحلي (الباطنة) لعُمان كانت حاضرة دائما وأبرزها الأسماك بمختلف أنواعها.

ولا يمكن إغفال الجانب الإنساني الذي يتمتع به التجار في ذلك الوقت، فهناك الوالد سعيد بن علي المعولي الذي يؤكد وجود هذه السمة المميزة التي بدورها تساعد الكثير من المحتاجين على توفير ما يسد حاجتهم اليومية وهو تبرع الباعة ميسوري الحال لمن يحتاج دون أخذ مقابل، وهذا بدوره يقوي الروابط المجتمعية بين الناس ويوثق العلاقة بين التاجر والمستهلك، وهذا تجسيد صريح لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى، وإذا اقتضى) ولعله أحد أسباب البركة في السوق آنذاك.

ولا يقتصر دور سوق بلدة مسلمات على توفير فرص العمل وزيادة دخل السكان، بل يمتد إلى تعزيز التواصل الاجتماعي والقيمة المحلية المضافة وتبادل الثقافات والتجارب بين الناس. فهو مكان يجمع بين الجمال البسيط للتراث وروح الحداثة في عالم التجارة.

وبعودة سوق بلدة مسلمات، ينطلق الأهالي نحو مستقبل واعد مليء بالفرص المختلفة  فقد أصبح السوق محورا حيويا يدفع عجلة التنمية و الازدهار في ولاية وادي المعاول وما حولها.

ويعكس توافد سكان الولاية من مختلف القرى إلى سوق بلدة مسلمات، حجم الجذب والأهمية التي يحملها هذا السوق ليكون محطة للتسوق؛ بل وجهة تجارية رئيسية للمنطقة بأكملها.

وإضافة إلى أهالي الولاية والمقيمين، يأتي زوار من الولايات المجاورة لاستكشاف مجموعة واسعة من المنتجات والسلع التي يقدمها السوق. وهذا التوافد يُعزز التبادل التجاري بين البلدات ويسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أهالي الولايات المختلفة.

ويمثل سوق بلدة مسلمات نقطة تلاقٍ حقيقية للتجارة وتبادل الخبرات، مما يجعله واحدًا من أهم المراكز التجارية في محافظة جنوب الباطنة ومنبرًا للتنمية والسياحة المستدامة والتبادل الثقافي.
8.jpg
7.jpg
6.jpg
5.jpg
3.jpg
1.jpg
2.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك