د. أحمد بن علي العمري
نحن في عام 2024؛ أي بعد مضي 54 عامًا من النهضة العُمانية الحديثة، وانقضاء 4 أعوام فقط من مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها بكل فخر واعتزاز مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وعلى الرغم من الصعوبات شبه التعجيزية التي صادفت بدايتها وكذلك قِصَر مدتها، إلّا أننا نشعر بالاطمئنان وأننا نسير في المسار الصحيح، خاصة ونحن نمضي وفق رؤية مُحدَّدة المعالم، وعلى بوصلة في منتهى الدقة والإتقان.
وأربعة أعوام في حياة الشعوب والأمم لا تكاد تُذكر، وهو عمر قصير جدًا يحتاج لمجهر لرؤيته، لكن ما تحقق خلال هذه الفترة من إنجازات يجعلنا جميعًا نشعر بالفخر والاعتزاز. وهنا نريد أن نسلط الضوء على الكفاءات العُمانية ومكنونها؛ فمنذ قديم الأزل وعُمان ولّادة للمبدعين وفي شتى المجالات الادبية منها واللغوية والتاريخية والدينية وعلم الفلك وعلم البحار، وفي شتى التخصصات والمضامين التي يصعب حصرها أو تأطيرها.
ومنذ بداية النهضة التي أطلقها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- كان التعليم هو الهدف والمبتغى؛ حيث قال رحمة الله عليه المقولة الخالدة "سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل الشجر"؛ فالعلم هو الأساس في بناء الإنسان والإنسان هو محور التنميه وهدفها وغايتها.
ثم تأتي النهضة المتجددة وتؤكّد هذه المفاهيم، والسير عليها، والبحث عن الكفاءات والقدرات وصولًا للنطق السامي لجلالة السلطان المفدى "ستكون أمورنا خلال الفترة القادمة بخير".
فهاهم الرجال العُمانيون الأفذاذ يخطون الخطى الواثقة، متسلحين بنور العلم والمعرفة وبجانبهم أخواتهم الماجدات العُمانيات يُشمِّرن عن السواعد ويبذلن الغالي والنفيس.
نعم، ليس العلم كل شيء، وإنما هو النور الذي يُضيء الطريق، ولا بُد من الشخصية التي ربما قد تكون موهوبة ولا بُد من الكاريزما والحضور الشخصي والذهني والنظر بالعين الثاقبة والواقعية، إلى جانب سرعة البديهة والتحليل المنطقي والوعي والإدراك والإلمام بالأمور، وفوق هذا كله التعايش مع واقع المجتمع وبه ومنه ومن خلاله.
توجد الكثير من الكفاءات المتميزة الواضحة، والبعض منها يتطلب البحث عنه؛ لان الكفاءة ثروة وطنية لأي مجتمع وأي شعب.
ونحن جميعًا نعلم أن ذلك من أهداف "رؤية" 2024"؛ حيث إن أبرز محاورها هو الإنسان والمجتمع.
وعُمان ولّاده ولدينا الآلاف من الكفاءات والقدرات. وفق الله الجميع لخدمة بلاده وسلطانه.. وحفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.