أكدت أنه "غير صحيح" وأن تخزين النفايات طبيعية المنشأ يكون في مرافق خاصة

هيئة البيئة توضح لـ"الرؤية" حقيقة "دفن النفايات المشعة" في سلطنة عُمان

 

◄ تنفيذ زيارات دورية لشركات النفط لفحص التربة

◄ جهود متواصلة للحفاظ على التوازن البيئي وتحقيق استدامة البيئة

◄ الأخزمي: تنفيذ دراسات وبرامج مسح لمراقبة "تآكل الشواطئ" وإيجاد الحلول

◄ البلوشية: نجاح حملات مُحاربة الطيور الغازية في المحافظات المستهدفة

الرؤية- ريم الحامدية

أكدت هيئة البيئة أنَّ النفايات المُشعة طبيعية المنشأ تنتج عن عمليات التنقيب عن النفط والغاز، موضحة أنَّه يتم معالجة بعض من هذه النفايات والبعض الآخر يتم تخزينه في مرافق تخزين المواد المشعة.

وأشارت- في تصريحات لـ"الرؤية- إلى أنَّ الهيئة قامت بإصدار لائحة الوقاية الإشعاعية وأمان مصادر الأشعة والمواد النووية بالقرار الإداري رقم 79/2023، والتي تحتوي على فصل خاص بالنفايات المُشعة، كما قامت الهيئة بإصدار دليل استرشادي حول اشتراطات الإدارة السليمة للنفايات المشعة طبيعية المنشأ والنفايات المحتوية عليها، حيث يحتوي على أحكام ومواد تنظم الإدارة والرقابة على النفايات المشعة في مختلف القطاعات.

وبينت الهيئة أنَّ المختصين يقومون بزيارات رقابة للشركات لمُتابعة مدى التزامها بالقوانين والاشتراطات الفنية المطلوبة، ويتم أخذ عينات من التربة وفحصها والتأكد من خلوها من أي ملوثات إشعاعية، كما تقوم الشركات بتسليم تقارير الالتزام كل 6 أشهر والتي تحتوي على الفحوصات المخبرية المطلوبة.

كما نفت الهيئة استيراد أي نفايات نووية ودفنها في سلطنة عُمان، موضحة أن المواد المشعة غير المستخدمة يتم إعادة تصديرها إلى الشركة المصنعة ولا يتم تخزينها، حيث لا يوجد مرفق وطني للتخلص من النفايات المشعة.

وحول جهود المحافظة على البيئة، قال المهندس سليمان الأخزمي مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، إن أعشاش الطيور والسلاحف البحرية والزواحف بشكل عام تتأثر بالأنواء والحالات الجوية مثل العواصف والمنخفضات والأعاصير المدارية، حيث تتسبب هذه الحالات الجوية في فقدان أعشاش الطيور والزواحف وخصوصًا في مواسم التكاثر، كما تُؤثر الرياح المُصاحبة لهذه الحالات الجوية على الكثير من الأشجار والتي تحتضن أعشاش الطيور وتتسبب في إتلافها.

وأشار إلى أنَّ هيئة البيئة تقوم بدور بارز في مواجهة "تآكل الشواطئ"، من خلال تنفيذ دراسة لمعرفة الأسباب وطرق الحماية، وتنفيذ برامج مسح في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، مضيفًا: "تم استهداف بعض المواقع المتضررة نسبياً وتصويرها باستخدام طائرات (الدرون) وتحليلها ومقارنتها بصور الأقمار الصناعية خلال السنوات الماضية، لمتابعة مدى تزايد أو استمرارية التآكل في المواقع المستهدفة، وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها بالتنسيق مع الجهات المختلفة".

وأشار إلى أنَّ العمل متواصل لمراقبة مدى تأثر المناطق الساحلية بجريان المياه السطحية (الأودية) ومعرفة مدى تأثيرها على بنية تلك الشواطئ والأضرار الناتجة عنها، وصولا إلى الحلول المناسبة لوقف التآكل فيها، حيث تنظم الهيئة بالتعاون مع الجهات المختصة ورش عمل تدريبية عن تآكل الشواطئ وانتقال الرواسب في البيئة البحرية، كما يتم دراسة كل المشاريع التنموية التي تقع على السواحل للتقليل من التآكل والمحافظة على جمال شواطئ سلطنة عمان واستدامتها.

من جانبها تحدثت منيرة بنت سالم البلوشية أخصائية نظم بيئية ومقررة اللجنة الرئيسية بهيئة البيئة عن جهود الهيئة لمُحاربة الطيور الغازية وتأثيرات ذلك على التوزان البيئي قائلة: "الهيئة تبذل الجهود الحثيثة من أجل المحافظة على التوازن البيئي والتصدي لكل ما من شأنه الإخلال بهذه المنظومة الطبيعية، وتعد الطيور الغازية من أهم المهددات الطبيعية للنظام البيئي العالمي وتوازن مفرداته، وقد تزايدت أعداد الطيور الغازية بأنواعها المُختلفة في البيئة العمانية في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، مما انعكس سلبًا على الأنواع الفطرية الأخرى، ومشاهدات الطيور البرية في العديد من المواقع التي ترصد بها، حيث كان لهذا الانتشار العديد من التأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، وبما أن البيئة والموارد الطبيعية هي إحدى الأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040، والتي تهدف بشكل استراتيجي للوصول إلى نظم إيكولوجية فعالة ومتزنة ومرنة لحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية دعما للاقتصاد الوطني، فقد قامت هيئة البيئة من فورها بتشكيل فرق بحثية وميدانية ولجان فرعية تغطي المُحافظات المُستهدفة، ولجنة رئيسية تضم ممثلي الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، والقيام بالعديد من التجارب وتطبيق مجموعة من الآليات والطرق الفاعلة وإشراك مختلف القطاعات في حملة المكافحة، كما كان للهيئة دور ملموس في دعم القطاع البحثي من خلال إشراك الجهات الأكاديمية لدراسة هذه الأنواع جينيًا، وتحليل تأثيراتها ومتابعة سلوكياتها وذلك بالتعاون مع كلٍّ من جامعة السلطان قابوس وجامعة الشرقية وجامعة التقنية والعلوم التطبيقية".

وأضافت البلوشية أن الهيئة تسعى إلى استدامة خطة المكافحة باستخدام التقنيات الحديثة والتشجيع على البحث والابتكار واستخدام المنهج العلمي خلال متابعة هذه الطيور ومراقبة سلوكياتها وأثرها على البيئة والأنواع الأخرى، مبينة أنَّه تم القيام بعدد من المسوحات الميدانية والتي تعنى بمتابعة حركة هذه الطيور وأعدادها ومواقع تواجدها.

وذكرت: "تم قياس الأثر البيئي الذي ترتب على حملة المكافحة، وكانت النتائج جيدة في المحافظات المستهدفة، وتم توثيق مشاهدة أنواع مختلفة من الطيور البرية والتي كان من النادر مشاهدتها في المدن، الأمر الذي يعكس الأثر الإيجابي على البيئة وتوازن نظامها الطبيعي، وبالتالي خلق أوساط ملائمة بيئياً للعديد من الكائنات الفطرية في البيئة المحلية مما يُسهم في رفع المؤشر البيئي لسلطنة عُمان".

وأكدت البلوشية أنه تم تفعيل الآليات التي أثبتت فاعليتها لمكافحة هذا النوع من الطيور في المحافظات المستهدفة، وأنه منذ تدشين الحملة في ديسمبر ٢٠٢٢ وحتى ٢٤ أبريل ٢٠٢٤، بلغ إجمالي الطيور الغازية التي تم مكافحتها حوالي 880 ألف طائر غازي، حيث تمت مكافحة 535073 طائرا غازيا بمحافظة شمال الباطنة منذ ديسمبر ٢٠٢٣، أما في محافظة جنوب الباطنة فقد تم مكافحة 165499 طائرا غازيا منذ يناير ٢٠٢٤، وفي محافظة ظفار تمت مكافحة 123961 طائرا غازيا، وذلك من خلال إشراك عدد من أبناء المُجتمع المحلي بالمحافظات في الفرق واللجان الفرعية، الأمر الذي انعكس إيجابًا على إيصال الرسالة التوعوية بالحملة وجعل المواطن العماني عضوا فاعلا للحد من انتشار هذه الطيور، أما في محافظة مسقط فقد تمت مكافحة 46584 طائرا غازيا وذلك بالتعاون مع مختلف القطاعات الحكومية.

وأضافت: "تقوم اللجنة الرئيسية واللجان الفرعية بكل محافظة بالإشراف المباشر على الحملة وعلى الخطوات والأعمال التنفيذية، وتُعتبر عملية التَّخلص من بقايا الطيور نتاج لتعاون مثمر بين هيئة البيئة والبلديات التابعة للمحافظات المستهدفة وشركة بيئة، والتي تضمن التخلص النهائي من جميع المخلفات الناتجة من آليات المكافحة مع ضمان عدم الإضرار بالبيئة الطبيعية، ونحن نثمِّن الدور الفعَّال للجهات الحكومية وإسهاماتها الملموسة في إنجاح هذا العمل الوطني، من خلال تنظيم سير العمل وتمكين اللجان الفرعية بالمحافظات المستهدفة وإحاطة هذه الحملة بكافة السبل التي تكفل سلاسة التنفيذ للخطط الموضوعة، ولقد وجدنا استجابة غير مسبوقة من المواطن العماني والتزام بمختلف الضوابط الموضوعة، الأمر الذي يعكس وعيًا متزايدًا في الشارع العماني بالقضايا البيئية، وحيث وضع القائمون على الحملة الوطنية لمكافحة الطيور الغازية خطة استدامة للسنوات القادمة".

وعن إدارة النفايات المشعة وتبيان حقيقته في عُمان، ومن أين تأتي هذه النفايات المشعة وكيف يتم التخلص منها بطرق آمنة لا تسبب أي أضرار لا بالبيئة ولا بالإنسان والكائنات الحية.

تعليق عبر الفيس بوك