غزة تستغيث والعالم يترقب

 

د. لولوه البورشيد **

 

لم يزدد كثير من المسلمين في القرون الأخيرة إلا ضعفاً وخذلاناً، ولم تزدد أخلاقهم إلا تدهورا وانحطاطا، فقد أصبحوا أمة جوفاء لا روح فيها ولا حياة وأصبحت دولهم فريسة لكل مفترس وطعمة لكل آكل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (يوشك أن تداعى الأمم عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها) فقال قائل: أو من قلة نحن يومئذ؟قال صلى الله عليه وسلم (بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن...).

مضى المسلمون على هذه الحالة وزيادة حتى أغارت عليهم الدول الغربية، فاعتزل المسلمون قيادتهم للعالم وسلموا مفاتيح ملكهم إلى الغرب وبلغ بعض الدول الإسلامية من الذل والهوان مبلغًا أن اتخذوا اليهود أولياء.

وها هي فلسطين الوطن العربي الإسلامي المقدس والقبلة الأولى للمسلمين والمسجد الثالث الذي تشد إليه الرحال، أصبحت نتيجة ضعف المسلمين طعمة للصهاينة وتواجه الدمار والفوضى والقتل والتشريد جراء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني الغاصب، شعب يقدر بالملايين ويحرم الحرية ليعيش ذلا وأسباب الحياة ليموت جوعا والحرية شعار الدول وأسباب الحياة سهلة الوصول لكنها تقام في وجهها السدود والحصون والحواجز إن الشعب الفلسطيني يمنع عن السكون والطمأنينة حتى فى المساجد.

أما الإسرائيلي فلا تقام في وجهه الأوصدة لأنَّ الإسرائيلي يهودي ومرحبا باليهود، والفلسطيني مسلم ولا مرحبا بالمسلمين.

فكم من حق فلسطيني سلب؟

وكم من دم أريق؟

وكم من نفوس أزهقت؟

وكم من ولد وبنت أصيبوا في حضن أمهم؟

إذا طالب الشعب الفلسطيني بحقه وأن يتحرر ويكون أمره بيده، سلط عليه أنواع العذاب في أبشع صورة واستخدام آخر ما وصل إليه العلم والاختراع في التدمير والتخريب، تحدث كل هذه الجرائم تحت سمع العالم وبصره.

فهل يعقل أن تتعرض دولة عربية ويتعرض شعبها للإبادة

والعالم لا يحرك ساكنا؟

فأين الإنسانية والضمير التي يتحدثون عنها وكل يوم نرى ضحايا أبرياء من الأطفال والنساء يموتون كل يوم والعالم ينظر بعين ساخرة؟ فلا بُد للعالم أن ينتفض، فصوت الحق سيظل عاليًا وستبقى الإنسانية كل اعتبار.

فأيها العالم ماذا تنتظرون؟ فالإنسانية فى خطر فانقذوا الأبرياء حتى يعم السلام.

ولنعلم أن ضياع فلسطين ودمارها جريمة كبيرة سيحكم فيها التاريخ حين ينكشف ما خفي، ويفتضح أمره وحينئذ يحدد التاريخ المسؤول عنها، ويجعله نكالا للظالمين، على أن المحكمة الكبرى التي بين يدي رب الأرباب، يوم لا ينفع مال ولا بنون، ولا ينفع جند ولا أعوان.

عاشت فلسطين حرة.

** كاتبة بحرينية

تعليق عبر الفيس بوك