لا تقدم في مفاوضات "هدنة غزة".. و"حماس" تتهم الاحتلال بإفشال جهود الوساطة المصرية القطرية

 

القاهرة- رويترز

قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن وفدها غادر القاهرة اليوم الخميس بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في غزة الذي يأمل الوسطاء تحقيقه قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل.

وبعد محادثات استمرت أربعة أيام وتوسطت فيها قطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 40 يوما قبل شهر رمضان، لا توجد علامات على إحراز تقدم على نقاط خلاف رئيسية، ويتبادل كلا الطرفين الاتهامات.

وجاء في بيان لحماس "غادر وفد حركة حماس القاهرة اليوم للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا".

وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس اليوم الخميس إن إسرائيل "أفشلت" كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف لرويترز أن إسرائيل ترفض مطالب حماس "بوقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين".

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم اعتزامه مواصلة الحملة العسكرية في غزة.

وسبق وأن قالت إسرائيل إن هدفها هو تدمير حماس وإن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مؤقتا. وتمارس إسرائيل ضغوطا أيضا من أجل إصدار قائمة بالرهائن الذين تحتجزهم حماس ولا يزالون على قيد الحياة.

وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية اليوم "لا داعي للقول إن إسرائيل ستفعل ما يتطلبه الأمر للإفراج عن رهائننا. كنا واضحين للغاية وكررت الولايات المتحدة أن حماس، للأسف، هي حجر العثرة الآن بعدم إخبارنا من على قيد الحياة ومن يحتجز لديهم".

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق هذا الأسبوع إن اتفاق وقف إطلاق النار في أيدي حماس.

ويتضمن الاتفاق المقدم لحماس الإفراج عن بعض الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واختطاف 253. كما سيتم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

وقال مسؤولون في حماس إن إطلاق سراح الأسرى لا يمكن أن يتم قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى جانب انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وأن يتمكن جميع سكان القطاع من العودة إلى منازلهم التي فروا منها.

وتقول حماس إنها لا يمكنها تقديم قائمة بالمحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة من دون وقف إطلاق النار لأن المحتجزين موزعون على أنحاء مختلفة من منطقة الحرب.

وقوبلت أخبار مغادرة وفد حماس القاهرة من دون التوصل إلى اتفاق بحالة من اليأس في القطاع الواقع في براثن أزمة إنسانية طاحنة بعد خمسة شهور من الحرب.

وقالت عبير "أنا أشعر بجرعة من اليأس والإحباط"، وكانت قد لاذت مع 12 فردا من أسرتها برفح التي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأضافت عبير لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "مطلوب من أمريكا أن تضغط باتجاه وقف الحرب أو هدنة طويلة وإدخال الكثير من المساعدات لجميع السكان".

وواصلت القيادة المركزية الأمريكية وسلاح الجو الملكي الأردني اليوم الخميس جهودا مشتركة لإيصال الغذاء ومساعدات أخرى إلى شمال القطاع حيث تقول منظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة إن عددا كبيرا من السكان على شفا مجاعة.

وأنزلت طائرات من طراز سي-130 أكثر من 38 ألف وجبة في المنطقة في ثالث عملية تنفذها من هذا النوع، إلا أن مسؤولين أمريكيين يقولون إن العملية مكلفة وغير كافية مقارنة بإدخال المساعدات في شاحنات.

وتعهد نتنياهو بمواصلة الهجوم الإسرائيلي، بما في ذلك مهاجمة رفح، قائلا إن البديل هو خسارة الحرب أمام حماس.

وقال نتنياهو "هناك ضغوط دولية آخذة في التزايد، لكن... لا بد أن نوحد الصف، نحتاج إلى الوقوف معا أمام محاولات وقف الحرب".

وأضاف "من يطلب منا عدم فعل شيء في رفح يطلب منا أن نخسر الحرب وذلك لن يحدث".

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن عدد الذين تأكد استشهادهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية تجاوز الآن 30800 شخص. وجرى الإبلاغ عن مقتل 83 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وقال شهود إن القصف الإسرائيلي استمر في خان يونس ومدينة رفح الجنوبية ومناطق في وسط غزة.

وأضافوا أن إسرائيل أعادت اليوم الخميس 47 جثة لفلسطينيين قتلتهم في وقت سابق خلال العملية العسكرية، عبر معبرها في جنوب قطاع غزة، وجرى دفنهم.

وأظهرت صور جثثا في حقائب زرقاء متراصة تمهيدا لدفنها في مقبرة جماعية غير عميقة.

وقال أيمن أبو حطب العامل في مشرحة مستشفى أبو يوسف النجار "جابوهم لنا، الشهداء فقط أرقام، مش معروف مين هم بالمرة".

وكررت حماس في بيان منفصل اليوم الخميس دعوتها إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل إلى تكثيف التوافد على المسجد الأقصى خلال رمضان لزيادة الضغوط على إسرائيل "لتوافق على مطالب وقف إطلاق النار".

ويضغط مفاوضون من أجل التوصل إلى اتفاق قبل رمضان، وذلك لأسباب منها الخوف من تحول ساحة الأقصى إلى بؤرة عنف خلال رمضان.

وتقول إسرائيل إن المستويات التي ستسمح بها لدخول الموقع لن تتغير عن السنوات السابقة، وذلك دون تحديد أرقام.

تعليق عبر الفيس بوك