"كأس آسيا" باللغة العربية

 

د. أحمد بن علي العمري

 

شاهدت بطولة كاس آسيا التي التقى فيها بكل فخر واعتزاز شقيقان عربيان هما العنابي القطري والنشامى الأردني (الحصان الأسود) للبطولة، وفي الحقيقة أن الجميع فائز، ولا يوجد خاسر في هذا النهائي، وقد لفت نظري الرُقِي والذوق والأخلاق الرفيعة عندما اصطف النشامى في ممر شرفي لأشقائهم القطريين وهم متوجهين للمنصة لنيل الميدليات الذهبية ورفع الكأس. فتحية إجلال وإكبار لهم على هذا الموقف النبيل ومن التواضع ما يزيد علوًا وفخرًا.

لن أنسى هنا أن أشيد بالمدرب العربي المغربي الحسين عموتة الذي قاد النشامى لهذا الإنجاز الكبير، فتحية إجلال وتقدير له. ولا شك أن مشهد اعتلاء المنتخب القطري لمنصة التتويج، للمرة الثانية على التوالي، يعبر عن فخرنا واعتزازنا بتلك القمة الآسيوية، والتي تجعلنا جميعًا كخليجيين وعرب نشعر بالفخر والاعتزاز.

هذا المشهد ذكرني بالأمس القريب ببطولة كأس الخليج التي أقيمت المباراة النهائية لها في البصرة في جنوب العراق الشقيق؛ ليلعبها المنتخب العماني وبدون جمهور عُماني، وكأنه يقول بلسان الحال أنا أريد أن أُهدي الشقيق العراقي هذه البطولة، وإلّا ما كان رضي أن يلعب مباراة نهائية في ظل غياب الجمهور كاملًا!

هذا يقودني حتمًا للحديث عن الشأن الكروي العماني الداخلي، فنحن مقبلون على استحقاقات مهمة ومعقدة ومتشابكة، منها كأس العرب وكأس العالم، وغيرها، ويجب أن نكون مستعدين تمامًا، ولنبدأ التكوين الداخلي في تقوية الدوري المحلي؛ لأنه هو الأساس واختيار أفضل اللاعبين من خلاله، وليس من يجلس على دكة الاحتياط مع احترامي للجميع.

كنت أتمنى أن يكون المدرب الجديد لمنتخبنا الوطني عُمانيا، لأنه الأدرى والأعلم بهذه المرحلة الدقيقة والحرجة وليس مدربًا أجنبيًا، لكن سبق السيف العذل، وعساه أن يكون خيرًا في ذلك، المهم أن نكون أسودًا مقاتلين دون استسلام.

وحتى في تحليلنا الرياضي- وهذا همس في أذن قناة عمان الرياضية وليس انتقادًا لها- حيث إن لدينا العديد من المُحلِّلين، ولذا نأمل الاستعانة بهم في مختلف الأستديوهات التحليلية.

وما يؤكد تطورنا في كرة القدم، أن الحكم الدولي أحمد الكاف وزملاءه أبوبكر العمري وراشد الغيثي أداروا 4 مباريات في كأس آسيا، بكل كفاءة، فلماذا لم تُسند لهم المباراة النهائية. هذا أعزوه إلى ضعف أداء لجاننا الفرعية في اجتماعات الاتحاد الآسيوي، وتقبُّل ما يتخذه الآخرون، ولقد آن الآوان أن نقول كلمتنا الصادقة بكل صدق ووضوح، ويجب أن يحترمها الجميع، فقد انتهى زمان المجاملات.

حكومتنا لم تقصر وقد بذلت وستبذل الكثير والكثير لرفعة اسم عُمان عاليًا خفاقًا، ويكفينا شرفًا أن يتولى وزارة الثقافة والرياضة والشباب سيد شباب عُمان صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد.

إننا جميعنا نضع تاجًا مُرصعًا على روؤسنا، بأن أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم كان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.