الدوحة- وكالات 

يتأهب منتخب قطر لمواجهة نظيره الإيراني، اليوم الأربعاء، في المباراة المُقررة إقامتها على أرضية ملعب "الثمامة" المونديالي، ضمن منافسات نصف نهائي كأس آسيا 2024.

وتأهل منتخب قطر إلى نصف نهائي كأس آسيا 2024؛ بفوزه على أوزبكستان (3-2 بركلات الترجيح) في دور الثمانية، عقب انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1.

أما منتخب إيران، فحجز مقعده في المربع الذهبي، بفوزه المثير 2-1 على اليابان، صاحبة الرقم القياسي في مرات التتويج بالبطولة (4 ألقاب).

ويعتقد مراقبون أن مباراة قطر وإيران تمثل واحدة من أصعب المواجهات في بطولة كأس آسيا 2024، بالنظر لقوة الفريقين، وتشابههما في نقاط رئيسية.

أسلوب اللعب

يمكن تصنيف منتخبَي قطر وإيران في خانة المنتخبات الواقعية في كرة القدم؛ حيث يتعامل كلا الفريقين وفقًا لظروف كل مباراة، ليصبح قادرًا على الارتقاء بمستواه "هجومًا أو دفاعًا" متى احتاج إلى ذلك.

ويظهر جليًا من خلال مشاهدة منتخب قطر أن الفريق ليس "هجوميًا بحتًا"، ولا "يركن إلى الدفاع المتكتل" فقط؛ وإنما يمثل أسلوب لعبه مزيجًا بين العمل الهجومي والدفاعي، والأمر نفسه يطبقه منتخب إيران، رغم وجود اختلافات جوهرية في خطة كلا الفريقين؛ حيث يعول مدرب المنتخب القطري، ماركيز لوبيز، على طريقة 3-5-2، فيما يعتمد مدرب المنتخب الإيراني، أمير قلعة نويي، على طريقة 4-2-3-1.

ثنائية الهجوم

بالنظر إلى تركيبة منتخب قطر الهجومية، نجد أن الفريق يعتمد على ثنائية أكرم عفيف والمعز علي في القيام بدور مهم في عمليات الخط الأمامي، وهي حالة تتكرر مع منتخب إيران، الذي يعتمد هجوميًا على نجمَيه سردار أزمون ومهدي طارمي.

ويحتل أكرم عفيف وصافة هدافي البطولة حاليًا، برصيد 4 أهداف، متساويًا مع الياباني أياسي أويدا، فيما يحضر مهدي طارمي ضمن قائمة اللاعبين الأكثر تسجيلًا للأهداف في المسابقة، برصيد 3 أهداف.

ووقّع المعز علي وسردار آزمون على هدف واحد لكل منهما، لكن كلا اللاعبَين يقوم بعمل كبير في صناعة فرص التسجيل، على غرار ما فعل اللاعب القطري في لقطة هدف عفيف أمام طاجيكستان بدور المجموعات، وأيضًا ما قام به آزمون من عمل هجومي لافت أمام اليابان، رغم عدم تمكنه من هز الشباك.

المشوار إلى نصف نهائي كأس آسيا

يتشابه منتخبا قطر وإيران أيضًا في مشوارهما إلى نصف نهائي كأس آسيا 2024؛ فكلاهما تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة (9 نقاط من 3 انتصارات).

وحققت قطر انتصارات بـ(3-0) على لبنان و(1-0) أمام طاجيكستان و(1-0) ضد الصين، لتتأهل في صدارة المجموعة الأولى، فيما فازت إيران (4-1) على منتخب فلسطين و(1-0) ضد هونغ كونغ و(2-1) على الإمارات، ليتأهل "الإيرانيون" في ريادة المجموعة الثالثة.

وعانى المنتخب القطري في مباراته بدور الـ16، أمام فلسطين، لكنه تأهل بعد فوزه 2-1، قبل أن يتخطى عقبة أوزبكستان في دور الـ8 بركلات الترجيح.

في المقابل، تجاوزت إيران مواجهة سوريا بثمن النهائي من خلال ركلات الترجيح، قبل أن تهزم اليابان 2-1 في ربع النهائي.

يعني ذلك أن كلا الفريقين حقق فوزين في الأدوار الإقصائية حتى الآن؛ أحدهما شاق بنتيجة 2-1، والآخر بركلات الترجيح.

ستكون مباراة قطر ضد إيران اليوم الأربعاء، على ملعب الثمامة في الدور نصف النهائي من كأس آسيا 2024، فرصة كبيرة بالنسبة لـ"العنابي" من أجل فك العقدة أمام المنتخب الإيراني وضمان أن اللقب الآسيوي سيكون عربيًا في هذه النسخة، بعد تأهل المنتخب الأردني أمس الثلاثاء إلى النهائي، عقب تجاوزه عقبة كوريا الجنوبية.

ويعتبر لقاء اليوم، الثالث بين المنتخبين في النهائيات القارية، وحققت إيران الفوز في المباراتين السابقتين 2-0 في نسخة 1988، و1-0 في نسخة أستراليا عام 2015 ضمن دور المجموعات.

التقت قطر ضد إيران في 25 مباراة، وكان التفوّق الإيراني واضحا بـ17 فوزًا مقابل 3 انتصارات فقط للمنتخب "العنابي" و5 مباريات انتهت بالتعادل بين المنتخبين.

ويدخل العنابي المباراة بطموحات كبيرة من أجل الظهور في النهائي للمرة الثانية تواليًا في تاريخ البطولة، وتأكيد جديته في الدفاع عن اللقب الذي توّج به عام 2019 في الإمارات.

أما المنتخب الإيراني فيأمل إنهاء عقدة الخروج من الدور قبل النهائي، ضمن حملته للبحث عن اللقب الرابع في تاريخ البطولة، والأول منذ نسخة عام 1976.

ويخطو المنتخب القطري بثبات في بطولة كأس آسيا 2024، من أجل كتابة تاريخ جديد وتحقيق لقب ثانٍ يعزز به إنجازات الرياضة القطرية الكروية على مستوى أكبر البطولات.

ستشهد مباراة قطر ضد إيران استفادة المنتخب الإيراني من جهود مهاجم بورتو البرتغالي مهدي طارمي الذي غاب عن مواجهة اليابان، لطرده في نهاية الوقت الأصلي من المباراة ضد سوريا في ثمن النهائي.

وسجل طارمي 3 أهداف في البطولة حتى الآن ويشكل ثنائية ناجحة مع شريكه في خط المقدمة سردار أزمون مهاحم روما الإيطالي. وعمومًا سجل طارمي 9 أهداف في آخر 11 مباراة دولية.

وتوّجت إيران باللقب 3 مرات تواليًا من 1968 إلى 1976 ومنذ ذلك الحين خاضت ست مباريات في نصف النهائي خسرت جميعها وبينها ثلاث بركلات الترجيح، وكان آخر خروج أمام اليايان بخسارة صريحة 0-3 في نسخة الإمارات 2019 التي شهدت تتويج قطر باللقب للمرة الأولى في تاريخها.