رفح "الملاذ الأخير" للفلسطينيين

إسرائيل تواصل جرائم إبادة البشر والحجر لإنهاء الحياة في قطاع غزة

◄ 1.5 نازح بالمدينة الحدودية في خطر وسط أوضاع إنسانية قاسية

الرؤية- غرفة الأخبار

مع الساعات الأولى من فجر أمس السبت، استهدفت قوات الاحتلال منزلين مأهولين في رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وعشرات المصابين، إذ أكدت وسائل إعلام فلسطينية أن منزلا كان يأوي عشرات النازحين شرق رفح يعود لعائلة حجازي، وأن القصف أسفر عن ارتقاء 11 شهيدا على الأقل وإصابة عدد آخر، وأن المنزل الآخر يعود لعائلة الهمص وأدى لارتقاء شهيدين وعدة إصابات.

وتؤكد جميع التطورات الميدانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف كل فئات الشعب الفلسطيني في القطاع وتدمير أكبر عدد من المنشآت السكنية والتعليمية، بهدف تحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، وإجبار السكان على النزوح إلى الدول المجاورة.

ومنذ بدء العملية البرية، تركزت العمليات العسكرية على شمال قطاع غزة، وزعم جيش الاحتلال أن وسط القطاع وجنوبه مناطق آمنة يمكن للسكان النزوح إليها، لكنه سرعان ما استهدف قوافل النازحين في الشوارع والطرقات، كما استهدف مخيماتهم في وسط القطاع الذي ادعى أنه منطقة آمنة، ليعود إلى الكذب والتضليل مرة أخرى ويطالب الفلسطينيين بالنزوج إلى الجنوب باعتباره منطقة آمنة.

وحاليا يتعرض جنوب القطاع في خان يونس ورفح والذي يأوي مئات الآلاف من النازحين، إلى قصف متواصل برا وبحرا وجوا، وتعمد تدمير المباني والمدارس الأممية التي تأوي النازحي، وهو ما يجسد صورة من صور الإجرام الإسرئيلي بحق الشعب الفلسطيني.

واستقبلت رفح منذ بداية الحرب حوالي 1.5 مليون نازح فروا من نيران الاحتلال في شمال ووسط القطاع، إلى أن نيران الصواريخ والمدافع لاحقتهم في رفح، ويكثف جيش الاحتلال ضرباته لهذه البقعة المكتظة بالنازحين بعد الفضل في تحقيق أي إنجازات عسكرية حتى الآن وبعد مرور أكثر من 120 يوما على الحرب.

وسلطت "وول ستريت جورنال" الضوء على الكارثة الإنسانية التي يتسبب فيها الاحتلال إذا ما قرر مواصلة القتال في رفح قائلة: "الحديث عن تحويل إسرائيل تركيزها بعد خان يونس نحو رفح يخاطر بالقتال في منطقة مكتظة ويثير مخاوف تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة".

وعبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلقه إزاء تصاعد القتال في خانيونس، والذي أجبر المزيد من الفلسطينيين على الفرار إلى رفح بجنوب قطاع غزة، ووصف المدينة الحدودية بأنها "طنجرة ضغط مملوءة باليأس".

وتأتي هذه التصريحات فيما تستعد إسرائيل للتقدم أكثر نحو الجنوب بالقرب من الحدود المصرية، حيث لجأ معظم السكان هربا من الهجوم الإسرائيلي.

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم المكتب: "أريد أن أشدد على قلقنا البالغ إزاء تصعيد الأعمال القتالية في خانيونس، والذي أدى إلى زيادة في عدد النازحين داخليا الذين سعوا إلى ملاذ في رفح خلال الأيام القليلة الماضية".

وتابع لايركه: "رفح بمثابة طنجرة ضغط مملوءة باليأس، ونخشى مما سيحدث لاحقا".

ويعيش معظم النازحين في خيام بمناطق مفتوحة، ويعانون من انعدام مقومات الحياة الأساسية، وشح الموارد الغذائية والمياه، إلى جانب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة، تتسبب في غرق الخيم ودخول المياه إلى المكان الذي ينامون فيه.

وباتت رفح هي الملاذ الأخير للنازحين، ولذلك تحذر منظمات دولية وإنسانية من انفجار الأوضاع بسبب استمرار نزوح السكان إلى هذه المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها في الأساس أكثير من 300 ألف فلسطيني، أو قيام جيش الاحتلال بقصف هذه المدينة التي تعج بالفلسطينيين في المنازل والمناطق المفتوحة، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وسقوط الشهداء بالمئات في حال استهداف أي منزل أو منطقة مفتوحة بها خيام النازحين.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك