مرحبا بكم في "مهرجان صحار"

 

د. خالد بن علي الخوالدي

مهرجان صحار الثاني يدخل أسبوعه الثالث وسط إقبال كبير وإشادة واسعة من مختلف المتابعين والجمهور، وكل يوم تكون الإثارة والمتعة حاضرة من خلال فعاليات تراثية وثقافية وأدبية وألعاب ترفيهية إلى جانب مسرح الطفل وغيرها من الفعاليات والأنشطة الجاذبة والمفيدة والمتنوعة.

تجربة مثيرة وفريدة يقدمها مهرجان صحار في نسخته الثانية، المتعة حاضرة في كل ركن من أركانه، ونشاهد هذه المتعة والسعادة في عيون الكبار والصغار حيث يشهد المهرجان إقبالا كبيرا من الأسر والعوائل والأفراد، وأصبح المهرجان الوجهة المفضلة والاختيار الأنسب لقضاء المتعة والسعادة وتعريف الأطفال على مجدنا التليد وحاضرنا المشرق، ومع إن الخيارات عديدة وتلبي كل الأذواق إلا أني أرى أن الجانب المضيء هو أن تعيش الأجيال الناشئة والشباب وتتعرف وتتعلم نمط الحياة العمانية القديمة.

صادفت عددًا من الزوار من داخل محافظة شمال الباطنة وخارجها ومن دول خليجية يثنون على تجسيد التاريخ والتراث والتقاليد العمانية ضمن المهرجان، وقد وفر المهرجان للباحثين عن معرفة الحياة العمانية التقليدية القديمة القرى التراثية (البحرية والزراعية والريفية والبدوية) وما يجسد خلالها يعود بنا إلى السنوات الأخيرة من حياة أجدادنا قبل النهضة المباركة التي أسسها السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- والسنوات الأولى من هذا العهد، ولا ضير في ذلك بل نفتخر ونعتز جميعًا بهذا التراث والتاريخ والحياة التي عاشها أجدادنا، فقد كان لهم السبق في أمور كثيرة ساهمت في تطور الحياة العمانية الحالية؛ فقد أبدع أجدادنا في صناعة تاريخ تليد لهم من خلال عملهم الدائم ومثابرتهم وجهدهم، وما صنعوه يظل أعجوبة ومصدر اعتزاز، فمع الظروف القاسية وعدم توفر الإمكانيات صنعوا مجدا مشرفا ما زلنا نفتخر به، وأحسن مثال على ذلك نظام الأفلاج لري المزروعات الذي قدم لوحة فنية وإبداعية وهندسية فريدة للشعب العماني القديم الذي طوع الصخر والحجر والمدر والجبال لإيجاد نظام ري مستديم ساهم في أن تكون سلطنة عمان مصدرا من مصادر العديد من المنتجات التي تصدر لدول العالم المختلفة، ونحن في محافظة شمال الباطنة نتذكر هذه المنتجات العديدة والتي أهمها الليمون والمانجا والتمر وما ينتج عنها من صناعات سعفية وغيرها.

ومع هذه المنتجات لا نغفل الطقوس والممارسات والفنون التقليدية التي كانت تنفذ والتي ميزت كل ممارسة وعمل بفن مُعين؛ فأهل البحر لهم فنونهم البحرية المختلفة كليًا عن الفنون التقليدية التي يمارسها أهل الريف والبادية، وكذلك هو الحال بالنسبة للمزارعين الذين يتقنون فنون مختلفة ولهم طقوسهم في الجداد وجنى ثمار الليمون وغيرها، ومن يدخل المهرجان يشاهد هذا التنوع ويستمتع بهذه الفنون، وكبار السن تعود بهم الذاكرة إلى الوراء وتدمع عيونهم على الذكريات الجميلة والشباب يتعرفون على هذا التاريخ المكتوب والمروي والمشاهد عملياً على أرض مهرجان صحار الثاني.

هذه دعوة لكل من لم يَزُرْ مهرجان صحار لزيارته والاستمتاع بأجواء المهرجان وفعالياته ودعم الأسر المنتجة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذين يتواجدون في مختلف مواقع أرض المهرجان إلى جانب وجود مشاركة واسعة من مختلف محافظات سلطنة عُمان؛ حيث خصص ركن خاص لمشاركة المحافظات، مرحبًا بكم جميعًا.

دمتم، ودامت عُمان بخيرٍ.