د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي
استطاعت وزارة التراث والسياحة أن تحقق خلال عام 2023 العديد من الإنجازات والتي أكدت على أنها تتجه نحو المسار الصحيح لتحقيق أهداف خطة التنمية السياحية الشاملة والتي تعمل جنبًا بجنب مع أهداف رؤية "عُمان 2040".
ويعد صدور قانون السياحة بالمرسوم السلطاني رقم 69/ 2023 هو باكورة هذه الإنجازات حيث تطرق المرسوم إلى 21 مادة قانونية أصبحت هي القاعدة الرئيسية للعمل السياحي.
وعلى صعيد المنشآت الفندقية التي تمت الموافقة على إنشائها فسوف يرى النور عدد كبير منها العام القادم ومتوقع أن يصل إجمالي عددها إلى 680 منشأة فندقية، وقارب عدد الغرف الفندقية 30 ألف غرفة ولاحظنا ارتفاع إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ليتعدى 2.4%.
وحسب إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فهناك أرقام لافتة حققها قطاع السياحة في سلطنة عمان خلال عام 2023 ومنها: 5 مليارات دولار إيرادات سياحية ارتفاعًا بنسبة 47% مقارنة بعام 2022.
كما ارتفع عدد الزوار من 652 ألف زائر خلال 2021 ليصل إلى 2.9 مليون بنهاية 2022، وأن إجمالي إنفاق السياح الأجانب بلغ 1.55 مليار دولار، فيما وصلت قيمة المشاريع الجديدة إلى 7 مليارات دولار؛ منها 2.56 مليار دولار مشاريع سياحية. ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد السياح القادمين في عام 2023 نحو 3.5 مليون سائح، بزيادة 20.8% مقارنة بعام 2022
ومؤخرا صدر تقرير دولي عن "بي إم آي" التابعة لوكالة فيتش للأبحاث الاقتصادية مؤكدا أنَّ نمو القطاع السياحي في سلطنة عُمان في عام 2022، أقوى مما كان متوقعًا في السابق مع استمرار التوقعات الإيجابية للعام الجاري 2023، وتميّز عام 2023 عن غيره من الأعوام بقيام وزارة التراث والسياحة بإصدار العديد من القوانين واللوائح التي- بلا شك- ساهمت في تسهيل إجراءات تنفيذ العديد من المشاريع، وقامت أيضًا بعرض العديد من المواقع للاستثمار السياحي إيماناً منها بأهمية تنويع المنتج السياحي وعلى أن تنال معظم ولايات سلطنة عمان فرصاً متساوية منها.
وقد أكدت العديد من المنظمات الدولية المختصة بقطاع السياحة أن السياحة بسلطنة عمان تسير بخطى ثابتة نحو الاتجاه الصحيح وأن ثمار هذه الإنجازات بدأت في الظهور.
إلّا أنه يتوجب العمل على صيانة وتنمية وتطوير هذه الإنجازات حتى لا تصاب بالجمود فالسياحة قطاع متحرك وديناميكي لايقبل القيود ولايتحمل البيروقراطية.
والمنافسه في أوجها بين الدول لجذب أكبر عدد من السياح، خاصة وأن معظم دول العالم بدأت بفتح بلدانها للسياح، وقامت بتقليص القيود على التأشيرات إيمانًا منها بأنَّ السياحة مصدر دخل يعمل على تعزيز أوضاعها الاقتصادية.
ولذلك يجب أن لا ندع هذه الإنجازات تشغلنا عن استمرارية النمو والتحديث؛ بل أن نأخذ في عين الاعتبار يقظة العديد من الدول التي انضمت إلى قطار السياحة وحجزت لها مكاناً بين الدول بسرعة فائقة.
ووزارة التراث والسياحة من خلال هذه الإنجازات تستحق كلمة شكر وتقدير ولكافة من ساهم في تحقيق هذه المستهدفات، وكلنا على ثقة بأن القادم أفضل لهذا القطاع الحيوي.