شريان

 

مريم الشكيلية

 

لم أعتد يومًا أن يستمع إليَّ أحد... ولم أعتد أن أجعل الأبواب مواربة من قبل....

منذ الوهلة الأولى اعتقدت أنك تتحدث إلى المرأة التي تجلس بجوار منضدتي...

أعتقدت أن الصوت الذي حمل اسمي وسقط في أذني قد أخطأ التصويب...

وما أدهشني حقًا هو عندما كنت أقف على شرفتي  لمحت ظلك على الشرفة المقابلة في ذاك المنزل الجديد للحظة أعتقدت أن الأمر أشبه بمصادفة قدرية...

كيف لك أن تخرج من حقول الورق وأزمنة اللغة إلى واقع ممتلئ بكل شيء إلا الأبجدية المفقودة إلى حيث تقف بكل ثبات؟!

أنا أقف الآن شاخصة النبض ولا أستطيع أن أمد يدي إلى ستار الشرفة  أو أن أنسحب إلى الداخل وكأن قدماي مغروستان لا أقوى على الحراك كأني جيش مهزوم لا يعرف في أي اتجاه يذهب خوفًا من أن تلتفت بنصف وجهك وألتقيك على بعد مسافة وهمية.

يلزمك فقط أن تستدير نص حرف حتى تلتقي الأحرف الكتابية الصماء واقعًا خارج حلبة الورق.

يلزمك أن تطفئ سجارتك التي تبقيك غافلًا بترف شعور كأن شيئا ما يخطف انتباهك.

لما تركت ساحة المفردات وخرجت منسحبًا من سجالات أقلامنا وأتيت على مقربة من جدران باردة وأرصفة حجرية وضجيج مدينة؟!

لما نسيت أحرف قصيدتك منسية في مرفأ قلمك وأتيت هنا كفصل مختلف لا يشبهك؟!

شريان قلمك وحده الذي يستطيع أن يعيدك إلى عالم الورق ويعيدني إلى بستان سطر وحرف.

تعليق عبر الفيس بوك