شرب النغص يتعب الإنسان

 

أنيسة الهوتية

 

"وا ويح نفسي

لاذكرت أوطانها حنّت

حتى وَلو هيِ في مطرح الخير رغبانه

وَعلى الموارد لاجَت للشرب تتنغص

قدها مقاله،،،،

شرب النغص يتعب الإنسان"

وَحينَ نقول فُلان تنَغِصَ نَغَصَاً: بِمعنى تَكدرَ كَدراً مُضاعفاً بِسبب نَكدِ فُلان عليهِ حتى لم تَتِم هَنَأتهُ بكذا وكذا.. بِمعادلةِ (نكد+كدر)= نَغَص.. والنغص ليس كالكدر! فالكدر يأتي من فعل النفس حين تحوم في حيثياتها، أما النغص فإنه يأتي بِفعل فاعلٍ يُنَكِد عليهِ النفس حتى يمتزج كدره بنكد الأخر فينشأُ النغص الذي يُسبب المَغص والحموضة وأيضاً جميع أمراض القولون العصبي.

وأيضاً النَغص هو عدم اكتمال الهنأة وهي قريبة المدى، أي كَما يقول المصريون (يافرحة ما تمت)، والفرحة التي يجتهد عليها الإنسان حتى يشقى للوصول إليها ثم لا يهتنئ بها هو النغص الأعورُ بعينه.

والنغص يصيب المعدة، والمعدة هي بيت الداء، وَمِن بيت الداءِ تتحور فتنتشر بصورةِ أمراض العصر التي تنهش أجساد البشر بَدأً من المعدة لسوء التغذية أو إفراط في شرب وتناول الأطعمة. وعندما لا تخرج من المعدة وتقرر البقاء فيه، فهي تتحول إلى متلازمة القولون العصبي.

والمتعارف في علم الأجساد أن المسبب الرئيسي لمتلازمة القولون العصبي هو القَلقَ، والإنسان القَلِق دائماً بالأغلب يُصاب به بسهولة تامة أكثر من غيره، والنساءُ أكثر عُرضةً للإصابةِ من الرجال، والفئات العمرية المُعرضة للخطر هُم الأقل من خمسين عاماً في الرجال والنساء. وهذه النقطة الأخيرة تؤكد لنا صحة نظرية أن القولون العصبي مرضٌ يصيب الإنسان القَلِق أكثر من غيره لأنَّ منظمة الصحة العالمية لم تسجل مريضاً واحداً أصيب بالقولون العصبي بعد عمر الخمسين! إلا إذا كان قد أصابهُ نغص القولون في سنٍ مبكرة وأخذه العمر معه، أما كإصابة جديدة فلم تُدون أبداً لأنَّ عمر الخمسين ليس عمر القلق أبداً ولا التفكير والاكتئاب! البَته.

وعندما حصرت الإحصائيات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بنغص متلازمة القولون العصبي، فهذا ليس بالغريب أبداً لأن النساء بطبيعتهن هُن الأكثر قلقاً من الرِجال! وَهُن الأكثر عُرضةً أيضاً للإصابة بالوسواس بجميعِ فئاته من القهري إلى الغيبي، والاكتئاب، والتفكير المُفرط! وللاسف تفكيرٌ مفرط في أمورٍ لا تُسمِن ولا تُغني من جوع! دون تعميم.

وَلَكِن، منظمة الصحة الدولية مع كل دراساتها وأبحاثها حول اكتشاف مسببات الأمراض لازالت لم تكتشف أسباباً كان الطب القديم قد اكتشفها مسبقاً وأكادُ أجزم أنها صحيحة رغم عدم تداولها في الأوساط العلمية والمجتمعات المثقفة المتمدنة، لأنها فعلاً بوتد المنطق تضرب عين الشمس. وَالأمثلةِ كثيرة عنها، إلا أن ماجذبني  فعلاً وَودتُ كتابته هنا هو:

-السحر: الإنسان الذي ظُلِم بوضع أنواعٍ من السحر في مأكلهِ ومشربهِ لغايةٍ في نفسِ المُشرِك المُتعامِل مع الساحر"ميتين ميتين" سيُصاب بمتلازمة القولون العصبي، وإن لم يكن ساحراً حقيقياً بل دَجالٌ أخرقٌ أحمق، إلا أنَّه كافرٌ اتحدَ مع مشركٍ والعمل الذي شربه أو أكله الشخص المظلوم سيصيب بالأذى قولونه العصبي دون أدنى شك. فالسحر يُعمل من الدماءِ النجسة، والقاذورات، وخاصةً سحر جذب الرجل الذي يُعمل بدمِ حيضةِ المرأة التي تُحاول جذبهُ لها.

وكما قال الشيخ جَمال السامرائي الكاظمي في مسوداتهِ البحثية حول الأمراض المرتبطة بأسباب تعود إلى التعامل بالسحر: من الغريب أن إنساناً عاقلاً متوكلاً على الله في جميع أموره، لا يُعاني شرور الوسواس والقلق، آكلاً شارباً بمقياس، يصاب بمرضٍ مشابه! إلا أن يكون قد تعرض لهُ عارضٌ بِسحرٍ أصابهُ بضررٍ بأمرِ الله لحكمةٍ منه سبحانه، فعليهِ مع علاجِ الأطباء أن يسعى لعلاجاتٍ يجدها في مكتبة الطب النبوي.