"تيج" جاء.. ومر بسلام

د. أحمد بن علي العمري

القدرة الإلهية هي المتحكمة في الكون والبشر، صحيح أنها قد ترسل رسائل إيحاء في هذا الموقف أو ذاك، ولله في خلقه شؤون.

لقد عاشت محافظة ظفار وجنوب محافظة الوسطى، وتحديدًا ولاية الجازر، أيامَ رعبٍ وخوفٍ وليالي مُتعبة مضنية، وكل الأكف مرفوعة لرب السماء بأن يستر ويلطف ويرحم عباده.. فجاء إعصار "تيج" الذي سمته الهند ويعني السريع. نعم، جاء بسرعة ورعونة وشدة وقسوة وجبروت، لكن بلطف من الله سبحانه وتعالى عَبَرَ بسلامٍ.

نعرف أن سواحل عمان كلها مفتوحة ومطلة على بحرين، وبعدهما محيط هادر، وهو المحيط الهندي، وربما الأعاصير السابقة التي عبرت على أهل عمان جعلتهم يتأقلمون ويتعايشون معها. وهكذا فعلًا تم التعامل، فقد كان للجنة الوطنية لإدارة لحالات الطارئة الدور الكبير، بجانب جميع الجهات المعنية، وقيام كل جهة بدورها على أكمل وجه، وأيضًا مكتب محافظ ظفار وصاحب السمو السيد المحافظ شخصيًا، وبلدية ظفار، علاوة على مركز الإنذار المبكر من المخاطر  المتعددة، والإطار الكبير لهذه الصورة والملحمة الوطنية المتعاضدة والمتعاونة، واستجابة الأهالي والتزامهم بالتعليمات الصادرة من جهات الاختصاص، لأجل ذلك لم تكن هناك خسائر بشرية- ولله الحمد- على الرغم من أن الإعصار كان قويًا والأمطار غزيرة والرياح شديدة، ونحمد الله أنه ظل يتراجع ويتراجع حتى وصل إلى منخفض جوي عميق. أمّا الخسائر المادية، فمقدور عليها، ويمكن تعويضها بطبيعة الحال.

هكذا يكون الثقافة المجتمعية الواعية الدور البارز والجهد الواضح والتعامل السلس والمرن مع مثل هذه الأمور..

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

الأكثر قراءة