إسرائيل لا تعرف سوى لغة القوة

 

سالم أحمد بخيت صفرار

أفاق العالم مذهولًا عندما شاهد الأحداث على القنوات الإخبارية وكأنها مشاهد لأفلام الأكشن إثر ما قامت به المقاومة الفلسطينية والاختراق الدقيق في المواقع العسكرية الإسرائيلية، وفي غضون وقت قليل تمكنت المقاومة من الدخول الى غلاف غزة واختراق جدار الفصل العنصري الذي أقامته إسرائيل على حدود غزة، وفي وقت قياسي سقطت القواعد العسكرية ووقع أفرادها بين قتيل وأسير في مشهد لم نألفه منذ سنين طوال أدخل الى نفوسنا البهجة والسرور والثقة، وصار الأمر حدثا مفاجئا لإسرائيل وإهانة لغطرستها وغرورها فلم تتوقع إسرائيل ما حدث لها.

إن ما يبهر في عملية طوفان الأقصى يتمثل في دقة التخطيط والتي على ما يبدو أعد لها الإعداد الجيد وتدريب أفراد المقاومة التدريب الجيد، فعلى حين غرة أخذت المقاومة إسرائيل واستهدفت المناطق في غلاف غزة وتكشف الفشل الذي مني به الجيش الإسرائيلي من فشل استخباراتي وتخبط لدى أفراده الذين وقعوا بين قتيل وأسير في مشهد دراماتيكي لم نشهده في عالمنا العربي لسنوات طوال.

كانت المبادرة والهجوم والسيطرة هي للمقاومة وليست لإسرائيل والنجاح في إدارة المعركة والسيطرة عليها، فحتى اليوم لا تزال المقاومة سيدة الموقف وتسيطر على المناطق التي احتلتها ويتم الوصول إلى أفرادها ودعمهم لوجستيا والنجاح في نقل الأسرى، إن قادة وجنرالات إسرائيل تحت هول الصدمة إذ لم يستوعبوا المشاهد التي يرونها من أسر جنودهم ومشاهد الإذلال وهروب الجنود الأمر الذي عكس الصورة الحقيقية لجيش الاحتلال الذي يزعم أنه لا يقهر.

إن تفجر الأوضاع إلى الصدام تتحمل إسرائيل المسؤولية عنه نتيجة الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة في دخول المقدسات الإسلامية والمسيحية لمرات عديدة في استفزاز صارخ وعنجهية، والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين والقتل بدم بارد، فإسرائيل لا تستجيب ولا تعرف سوى لغة القوة وهذا ما قامت به المقاومة، هناك تسارع في وتيرة الأحداث منذ بداية عملية طوفان الأقصى حيث هناك تمدد للتوتر في كل الأراضي الفلسطينية ووصل ذلك إلى جنوب لبنان وأدى إلى سقوط قتلى بين حزب الله وإسرائيل وإعطاب آليات عسكرية إسرائيلية.

الأمر الآخر وهو تحرك حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" ووصولها الى المنطقة وإصدار الأوامر الى حاملة الطائرات الأمريكية الأخرى "آيزنهاور" بالتوجه الى المنطقة، فهل يعني ذلك أن المنطقة مقبلة على حرب إقليمية كبيرة؟ أم هي لبعث رسائل إلى جهات أخرى مثل إيران وأذرعها وروسيا في حالة تقديم أي دعم للفلسطينيين في الحرب بأي طريقة وبات ذلك يهدد بقاء إسرائيل فإن أمريكا لن تترك حليفتها؟

المؤشرات توضح أن الأيام القادمة ستكون حُبلى بكثير من الأحداث نتيجة تسارع المتغيرات على الأرض.

تعليق عبر الفيس بوك