مسقط- العُمانية
نجح فريقٌ طبيٌّ متخصّصٌ بالمستشفى السُّلطاني في إجراء عملية جراحية هي الأولى من نوعها على مستوى سلطنة عُمان لإنقاص الوزن، لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات يُعاني من متلازمة "برادر ويلي" التي تؤدي لمشاكل متعددة منها السمنة وتتسبب في انقطاع النفس الانسدادي والمركزي أثناء النوم.
وأوضح الدكتور محمد بن سعيد العبري استشاري جراحة السمنة والجهاز الهضمي العلوي بالمستشفى السُّلطاني أنّ قرار إجراء العملية جاء بعد عدة اجتماعات من قِبل فريق متعدد التخصصات للوصول إلى المسار الأمثل لحالة الطفل، والذي يشمل ممثلين من أقسام الجراحة في التخدير، وطب الغدد الصماء، والجهاز التنفسي، والأطفال في الصحة النفسية والتغذية، والعناية المركزة. وبين أنّ التدرج في علاج السمنة للأطفال يبدأ بحلول غير جراحية مثل الأدوية وتنظيم الأنماط الحياتية، على أن يتمُّ اللجوء للحل الجراحي في حالة عدم فاعلية بقية الحلول الأخرى لإنقاص الوزن. وقال إنّ اتخاذ قرار العمليّة الجراحية يكون مصحوبًا بتأهيل المريض من كافة الجوانب النفسية والصحية، وتأهيل الأسرة، وتوضيح المسار العلاجي وفترة التعافي وآلية المتابعة بعد العملية الجراحية، مضيفًا أنّ العملية تكللت بالنجاح ولله الحمد، وتمت متابعة المريض بعد العملية الجراحية وهو بصحة وعافية.
وأشار إلى أنّ التقارير تُظهر ارتفاع نسب زيادة الوزن والسمنة بين الذكور والإناث في سلطنة عُمان بشكل ملحوظ ففي عام 1975، كان 7.2 بالمائة فقط من الذكور و7.4 بالمائة من الإناث، وكانت النسبة المئوية لمن يعانون من سمنة ضئيلة عند 4.0 بالمائة خلال السنة العمرية من 5 إلى 19 عامًا. وذكر أنّ الوضع تغير حاليًّا في نفس تلك الفئة العمرية إذ يُعاني 34.2 بالمائة من الذكور و30.2 بالمائة من الإناث من زيادة في الوزن، حيث تنتشر السمنة بين 16.1 بالمائة من الذكور و13.3 بالمائة من الإناث.
ولفت إلى أنّ التقديرات العالمية تُشير إلى أنّ حوالي 40 مليون طفل دون سن الخامسة يُعاني من فرط الوزن أو السمنة، مُشيرًا إلى أنّه في سلطنةِ عُمان على سبيل المثال تزيد معدلات السمنة لدى الأطفال في المراحل الدراسية الأولى مع تسجيل الزيادة الأكبر خلال الفترة من الصف الأول إلى السابع؛ الأمر الذي يقتضي اهتمامًا خاصًا من جميع القطاعات الصحية والمجتمعية.
وأكّد العبري أهمية ممارسة الأطفال للنشاط البدني معتدل الشدة لمدة 60 دقيقة على الأقل في معظم أيام الأسبوع، مثل المشي السريع، وقفز الحبل، والسباحة، ولعب كرة القدم، كما يجب تذكر أنّ الأطفال يقلدون البالغين، لذا من الممكن البدء في إضافة النشاط البدني إلى الروتين اليومي، وتشجيع الطفل على ممارسته.