مالك الحزين والحنين

 

لينا الموسوي

إنِّه طائر طويل رفيع رشيق، صوته عذب رقيق، كنت أراه متبخترا في ثقة وكبرياء بالقرب من بحيرات مدينة أمستردام، قيل لي إنه يسمى بمالك الحزين.

اسم غريب يطلق على طائر جميل مُتفرد مثله يعيش على ضفاف قنوات محاطة بزهور مدينة جميلة مثل أمستردام، إنه الطائر الذي يرتبط ويتملك بداخله، المكان الذي يعيش فيه ويشرب من مائه وإذا جفَّ، حزن عليه وقضى أوقاته مكتئبا، متناسيا جمال جناحيه اللذين يحملانه ليطير بهما إلى أماكن قد تكون أكثر جمالا من مكانه، وصوته الذي يسعد قلوب المحبين بشجونه.

مالك الحزين الذي يعيش بين البحيرات والزهور والأشجار وينعم بالحرية والرشاقة والجمال يطلق العنان للآلام والأوهام فتنسيه المستقبل والأحلام.

وهذا هو حال الإنسان إذا انطفأت شموع روحه وامتلأت بالأحزان ووقف باكيًا على ما مضى من أطلال متجاهلا ما حوله من جمال، زوده فيه الرحمن، غير مدرك أن هناك مستقبلا ورديا وأحلاما تنتظره إلى الأمام.

فنحن البشر إذا فقدنا ما نملك أو من نحب نحزن ونطفئ كل شموع الفرح والسعادة التي تُنير قلوبنا وننسى أننا ما زلنا نمتلك أملاكا وأشخاصا آخرين نحبهم، نحن لا نرى ما حولنا ومن حولنا لأننا أطفأنا أنوار نفوسنا،غير مدركين أننا نمتلك أجنحة الإرادة القوية التي بدورها ترفعنا مهما صعبت ظروفنا نحن نعمى أحيانا عن ما نملك ولا يملكه غيرنا من قدرات وإمكانيات قد ترفع من شأننا.

فما أود قوله أعزائي أنه مهما جار علينا الزمان وازدادت المشكلات أن لا نسمح للأحزان أن تطفئ نور قلوبنا وأن نساعد أنفسنا لنتنعم بما خلق الله لنا من نعم وأن لا نكون كهذا الطائر الحزين الذي يمتلك كل مقومات التغيير من أجنحة ورشاقة ويعيش على ضفاف بحيرات أحلى المدن لكنه يخشى التغيير فقرر أن يبقى حزيناً ليطلق عليه العرب الحزين.

تعليق عبر الفيس بوك