التكامل الثقافي الخليجي

 

حمد بن وهب الملحم العنزي **

 

تشترك دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعدة نقاط التقاء منها الدين واللغة والعادات والتقاليد والتراث والثقافة، وتتعاون في شتى المجالات ليكون هناك تكامل اقتصادي وصحي وعلمي وغير ذلك من التكاملات المُهمة.

في هذه المساحة، سأتحدَّث عن تكامل مُهم وجوهري وله دور كبير في نشر ثقافتنا الأصيلة المُمتدة جذورها عبر التاريخ، ألا وهو التكامل الثقافي، فرغم تشابه الثقافات في منطقة الخليج إلّا أنها ذات غنى وتنوع، وكثير من تراثها مسجلٌ ضمن التراث العالمي، ويحتاج إلى تسليط الضوء عليه ونقله للعالم بأبهى صورة تليق بإمكانيات وقدرات المثقف الخليجي الذي وضع بصمته على المستوى العالمي؛ سواءً في التراث المادي أو المعنوي، فمد جسور التعاون مطلب في هذا الوقت الذي أصبح عصر التكتلات والحروب الفكرية؛ حيث إنها نجحت وبفعالية عالية جدًا -الدبلوماسية الناعمة- في نشر السلم والمحبة اللتين؛ هما حجر الأساس في مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقنا العربية الكريمة.

ولو تكلمنا بشكل أدق عن مفهوم الثقافة وتعرفنا على تعريفها (Culture) لاتضحت لنا الصورة؛ فهي لغة: ضبط النفس، وسرعة التعلم، والحذاقة.

واصطلاحًا: تُعرف بأنها مجموعة من العادات والأفكار التي يكتسبها الفرد من مجتمعه، وتختلف ثقافة كل مجتمع عن الآخر، وتعرف أيضًا بأنها الكل المركب الذي يحتوي على الفنون، والعقائد، والأخلاق، والمعارف، والقوانين، والعادات، التي يرثها الأفراد من المجتمع.

فنحن نحتاج إلى تبادل الخبرات والمعارف والأفكار لنساهم في رقي مجتمعاتنا الخليجية ونستفيد من بعضنا البعض في نشر هذه الثقافة المميزة لتعم الفائدة على الإنسانية جمعاء، نحتاج إلى تغيير الصورة النمطية عن العربي والمسلم لدى الغرب مؤكدين على هويتنا التي يؤطرها التسامح وتملؤها المحبة.

مؤلمٌ جدًا أن نذهب بعيدًا للبحث عن ثقافات بعضها ضحلة، مهملين ثقافتنا العميقة الشاملة بشتى المجالات كالأدب والفنون والعلوم والطب، فلكل دولة خليجية هامات وقامات بكل علم وثقافة، ولكن نحتاج لإبراز ثقافتنا والتعريف بها وزيادة التعاون في هذه المجالات ليكون هناك تكامل ثقافي لا يقل أهمية عن أنواع التكاملات الأخرى.

** كاتب سعودي

تعليق عبر الفيس بوك