الموظفون ثلاثة أنواع

 

د. أحمد العمري

الوظيفة مُهمة يقوم بها شخص أو أشخاص اعتياديون مقابل أجر مُحدد يتقاضونه؛ سواءً في القطاع العام أو الخاص، وهي التزام ومسؤولية وأمانة وواجب وتضحية وفداء.. إنها تضحية بالوقت والجهد والعمل، وفداء لتأدية المهمة على أكمل وجه وبذل كل ما يُستطاع للوصول إلى الهدف المنشود.

لكن يبقى الأداء يختلف من شخص لآخر، وهذا يدخل فيه عدة عناصر منها الرغبة في العمل والمؤهل والكفاءة والخبرة والقدرة والإمكانيات والأمانة والصدق والإخلاص والنزاهة والحيادية والتجرد التام والالتزام. وعلى هذه الأسس والمعايير، يُمكن تصنيف الموظفين إلى ثلاثة أنواع وهم:

النوع الأول: يُحب عمله مخلص وفي صادق أمين متفانٍ، يبذل قصارى جهده لإنجاح مهمته ولا يتوانى في ذلك أبدًا وعندما يأتيه المراجع أو متلقي الخدمة، يستقبله ببشاشة ورحابة صدر وابتسامة، ويبذل كل ما في وسعه لتحقيق متطلبات المراجعين أو متلقي الخدمة؛ بل ويسعى بكل السبل لتحقيق مقاصد المراجع ونيل ما أتى من أجله وهذا يتطلب منه طبعًا جهدًا إضافيًا وعملًا دؤوبًا ومستمرًا لا يعرف الكلل ولا الملل لأنَّ الوظيفة عنده رسالة لابُد أن يؤديها بأمانة وإخلاص وصدق وبراءة ذمة على أكمل وجه. ولهؤلاء نقول كثّر الله من أمثالكم.

النوع الثاني: وهو الذي يمشي بجانب الحيط ينفذ القوانين والأوامر بدون زيادة أو نقصان، وكأنه سلك كهربائي يوصل الشحنة من طرف للطرف الآخر، دون أن يبذل أي مجهود من جانبه، أو أي محاولة لتقديم الخدمة بصورة أفضل أو تجويدها، وهؤلاء هم قوم "خذوه فغلوه" ويتكلمون بالقانون وحافظين بنوده، وإن كانت البنود تتجاوز الألف بند! ولهؤلاء نقول "تيتي تيتي محل ما سرتي جيتي".

النوع الثالث: هؤلاء هم قوم "عبوسًا قمطريرًا"، لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، مكفهرين دائمًا لا ابتسامة ولا حسن استقبال ولا تعامل منطقي مع المراجعين، وعندما يفتح أحدهم أي معاملة يبحث جاهدًا فيها ويقلب وينقب على النقاط السلبية حتى يُعيدها للمراجع بأي شكل وأسرع وسيلة ويعقدها.

هؤلاء من ينقلون مشاكلهم الأسرية وحتى خلافاتهم العائلية ليرموها بوجوه المراجعين ومتلقي الخدمة، وكأنَّ الناس عندما يأتون إليهم في مؤسساتهم ومقار عملهم كأنما يأتون إلى بيوتهم الخاصة ويدقون أبوابهم!

هؤلاء يتنمرون؛ بل ويتآمرون على المراجعين، ولهؤلاء نقول "يجعلها ما تنجب غيركم".

وعليه فإننا نقدر وبكل أريحية أن نستنتج التالي: النوع الأول به تترقى الأمم وتتطور الشعوب، أما النوع الثاني فهو من يحافظ على مستواه، لكن دون أي تقدم ولا أي تطور. بينما النوع الثالث- والعياذ بالله- فهو النوع الذي يقهقر الشعوب ويؤخرها، ويظلم نفسه ويظلم المجتمع.

وحيث إننا نحيا في كنف ربوع النهضة المتجددة ومنذ بزوغ فجرها في عام 2020، اتجهنا للكفاءات والقدرات والمواصفات الحميدة؛ فالله تعالى نسأل أن يكون جميع موظفينا سواءً في القطاع العام أو الخاص من النوع الأول، حتى تتطور عمان وتنمو وتتقدم، في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.