أهمية التواصل بين المدرسة والمنزل

 

أحمد العامري

اليد الواحدة لا تجيد التصفيق والعلاقة بين المدرسة والمنزل علاقة تكاملية وهدفها الرقي بمستوى الطلبة، وتواصل ولي الأمر ومتابعته لابنه عن كثب سعيٌ مشكورٌ؛ فالمدرسة لا تستطيع أن تؤدي واجباتها كاملة بمعزل عن المنزل.

ولا شك أن للبيوت أسرارًا؛ ففيها الكثير من الأسر غير مستقرة بسبب حالات الطلاق التي تزداد يوما بعد يوم، أو الظروف اليومية التي تحل بنا جميعا وتجعلنا من المقصرين في متابعة الأبناء، ولكن علينا أن نبذل قصارى جهدنا في تنشئة الأبناء.

لو تمعنا في مسمى الوزارة "وزارة التربية والتعليم" في البدء جاءت كلمة التربية وأردفتها كلمة التعليم وهذا دليل على أهمية التربية فدون التربية يصعب على المعلم تقديم التعليم لطلبته.

من هذا المنطلق يجب على ولي الأمر أن يحرص كل الحرص حتى يعوّد النشء على السلوك المستقيم منذ نعومة أظفاره، يقول أبو العلاء المعري:

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا // عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ

الأخلاق في غاية الأهمية وآيات الأخلاق في منزل التحكيم تفوق آيات العبادات بكثير وهذا دليل قاطع على أهميتها، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "إنَّ الرجلَ لَيُدرِكُ بحُسنِ خُلُقِه، درجاتِ قائمِ الليلِ صائمِ النَّهار".

فنحن كمُعلمين نبذل الجهد الجهيد لتقويم سلوك الطالب وإرشاده لدرب الهدى ولكن دور ولي الأمر عظيم في هذا الباب.

ونذكر المثل العربي الذي يقول "العلم في الصغر كالنقش في الحجر"، نعم، ليس العلم مقصورًا على القراء والكتابة فحسب؛ بل يتعدى إلى الأخلاق الحميدة، والآداب الشريفة، والصفات العظيمة الجليلة، حتى ينشأ الأبناء التنشئة التي تؤهله ليكون عضوًا فاعلًا يُسهم في بناء وصلاح المجتمع.

أبناؤنا فلذات أكبادنا ويجب أن نعمل وفق ذلك ولا نتوانى في العطاء، ونتأكد أن صلاح الأسرة من صلاح أفرادها، ويصلح المجتمع وينهض عندما تصلح الأسر.

تعليق عبر الفيس بوك