◄ قوة الزلزال بلغت 6.8 درجة على عمق 18.5 كيلومتر
◄ الزلزال يُسقط مئذنة المدينة القديمة بمراكش
◄ السكان فروا من منازلهم في العديد من المدن
◄ هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية وصفته بالأسوأ منذ 1960
أمزميز- رويترز
تكافح فرق الإنقاذ للعثور على ناجين وسط أنقاض المنازل المنهارة في القرى الجبلية النائية بالمغرب، في أعقاب أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود، والذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص.
وضرب الزلزال منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من مساء الجمعة، وألحق أضرارا بمبان تاريخية في مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال، في حين سقط معظم الضحايا في المناطق الجبلية الواقعة إلى الجنوب.
وقالت وزارة الداخلية إن 1037 لقوا حتفهم بينما أصيب 1204 في الزلزال الذي حددت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوته عند 6.8 درجة ومركزه على بعد نحو 72 كيلومترا جنوب غربي مراكش.
وذكرت وزارة الداخلية أمس أن "الحصيلة المؤقتة للفاجعة التي شهدتها بلادنا ليلة الجمعة قد عرفت، وإلى حدود الساعة الواحدة من زوال السبت شهدت ارتفاعا في عدد الوفيات حيث بلغت 1037 شخصا و1204 جرحى من بينهم 721 في حالة حرجة".
وأضافت "تم تسجيل 542 حالة وفاة بإقليم الحوز، و321 حالة بإقليم تارودانت، و103 حالات بإقليم شيشاوة، و38 حالة بإقليم ورزازات وحالة واحدة بتنغير".
وفي قرية أمزميز القريبة من مركز الزلزال، رفع عمال الإنقاذ الأنقاض بأياديهم العارية، وملأت الحجارة المتساقطة الشوارع الضيقة، وخارج أحد المستشفيات رقدت نحو 10 جثث مغطاة بالبطانيات بينما وقف أقارب الضحايا على مقربة.
وقال ساكن يدعى محمد "عندما شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي وبالمنزل يميل، أسرعت لإخراج أطفالي، لكن جيراني لم يتمكنوا من ذلك، وللأسف لم يُعثر على أحد على قيد الحياة في تلك العائلة، وتم العثور على الأب والابن ميتين ولا يزالون يبحثون عن الأم والابنة".
ووقف نحو 20 شخصا، بينهم رجال إطفاء وجنود يرتدون الزي العسكري، فوق أنقاض منزل في أمزميز، وحاولوا إزالة الأنقاض بينما برزت قطع السجاد والأثاث من فجوات بين الأرضيات الخرسانية المنهارة.
وتشكل صف طويل من السكان خارج المتجر الوحيد المفتوح للحصول على الإمدادات، وسدت صخور متساقطة طريقا يربط أمزميز بقرية مجاورة، مما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ.
وأثر الزلزال، الذي وقع حوالي الساعة الحادية عشرة مساء بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت جرينتش)، على مساحة كبيرة في منطقة جبال الأطلس الكبير، وشعر سكان في مدينتي ولبة وجيان في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا بالهزات.
وأظهرت مقاطع التقطتها كاميرات بالشوارع في مراكش اللحظة التي بدأت فيها الأرض تهتز حين نظر رجال فجأة حولهم وهبوا من أماكنهم، بينما ركض آخرون للاحتماء في أحد الأزقة ثم فروا بعد أن تساقط الغبار والحطام حولهم.
وفي مراكش حيث تأكد مقتل 13 شخصًا، أمضى السكان ليلتهم في العراء خائفين من العودة إلى منازلهم. وتدفق الجرحى إلى مراكش من المناطق المحيطة لتلقي العلاج.
وسقطت مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة مولاي إبراهيم، التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي مراكش، عشرات المنازل التي انهارت عند سفح جبل وسكان يحفرون قبورا بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع.
وقال منتصر إتري أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال، إن معظم المنازل هناك تضررت، مضيفا: "جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية".
وإلى الغرب، بالقرب من تارودانت، ذكر المدرس حميد أفكار إنه فر من منزله وشعر بهزات ارتدادية أعقبت الزلزال.، موضحا: "اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا، الأبواب فتحت وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي".
وفي مراكش، وصف السكان مشاهد مأساوية لفارين يبحثون عن ملاذ آمن. وقال جوهري محمد أحد سكان المدينة القديمة "ما زلت لا أستطيع النوم في المنزل بسبب الصدمة وأيضا لأن البلدة القديمة تتألف من منازل قديمة، إذا سقط أحدها فسيتسبب في انهيار غيره".
وعرض التلفزيون المحلي صورا لانتشار قوات للمساعدة في جهود الإنقاذ.
ووقع الزلزال على عمق 18.5 كيلومتر لذا فهو أكثر تدميرا من الزلازل التي تكون بالقوة نفسها لكن مركزها يكون على مسافة أكثر عمقا، كما يعد هذا الزلزال هو الأسوأ من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما وقع زلزال وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وعبرت حكومات حول العالم عن تضامنها وعرضت المساعدة، إذ أعلنت تركيا- التي تعرضت بدورها لزلزال قوي في فبراير الماضي وأودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص- أنها مستعدة لتقديم المساعدة.
وقالت الجزائر- التي قطعت علاقاتها مع المغرب العام الماضي- إنها ستفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية، في حين ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الرئيس محمود عباس وجه رئيس الوزراء محمد اشتية بإرسال فرق إنقاذ وإغاثة للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ وتقديم المساعدة لضحايا الزلزال.
وقالت وزارة الخارجية إنها بدأت، عبر الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي (بيكا)، تجهيز فريق للتدخل والاستجابة العاجلة كما حدث مع زلزال تركيا وسوريا.
وقال محمد كاشاني، الأستاذ المساعد في الهندسة الإنشائية وهندسة الزلازل بجامعة ساوثهامبتون "عادة ما تكون الزلازل السطحية أكثر تدميرا". وقارن مشاهد ما بعد الزلزال بالصور التي التُقطت في تركيا في فبراير قائلا "المنطقة مليئة بالمباني القديمة والتاريخية المبنية بالأساس من الحجارة، وهياكل الخرسانة المسلحة المنهارة التي رأيتها... كانت إما قديمة أو دون المعايير المطلوبة".
يشار إلى أنه من المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين مطلع أكتوبر المقبل.
الأضرار في مراكش
وفي مراكش انهارت بعض المنازل في المدينة القديمة المزدحمة، ويعمل السكان جاهدين لرفع الأنقاض بأيديهم بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة حسبما ذكر أحد السكان.
وفي الرباط، على بعد حوالي 350 كيلومترا شمالي إيغيل، وفي بلدة إمسوان الساحلية، على بعد حوالي 180 كيلومترا غربا، فر السكان من منازلهم أيضا خوفا من حدوث زلزال أقوى.
وفي الدار البيضاء التي تبعد نحو 250 كيلومترا إلى الشمال من إيغيل، كان الناس الذين أمضوا الليل في الشوارع خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم. وقال أحد السكان "المنزل اهتز بشدة وكان الجميع خائفين".