"أغدًا ألقاك"

 

 

شعر/ أسماء بوسعدان

 

أينعَ القلبُ بهواك كأنَّما لو

ديمة لقلبي سقته يُمناك

 

هذا القلب الذي غياهبه

 صحراء كانت قبل لقياك

 

الشمس من نور مُحيَّاك تقتبس

والبدر ليلة اكتماله قد جاراك

 

وناصية كشعاع البرق تضيء

وعينان جل المعبود كأنهما أفلاكا

 

الشعر في وصفك قد صاح أواه

والحسن منك يغار فجل من سواك

 

فأعرض عن حسود بالقبح رماك

ولا تطع بغيضًا حاقدًا قد قلاك

 

أراك صرت علي أقسى الناس

من ذا جفاك عني ومن أغواك؟

 

قد سمع الله قول كل ذي غواية

حسبيه، ولا يفلح من كان أفَّاكا

 

فواعجبًا لقلب بداخلي يساءلني

وقلبك كجلمود صخر يأبى حراكا

 

وأنا التي أقسمت حين جفيتها

وتركتها في وداد الهوى تتجرع الهلاكا

 

أني وإن بي رياحك قد عصفت،

ما أنا بمزحزح أو راد عن سلواك

 

فتراني أحنث مرة بقسمي

وإن لي لكفارة يمين إمساكا

 

أأدعي أن لي من هواك توبة

تا الله ما تاب الفؤاد ولا ودَّعك

 

هنا صورته في زاويتي أنشدها

تارة غنوة كلثوم، أغدًا ألقاك؟

 

وتارة أناديك مخاطبًا أني مشتاق

فتالله قل لي ما السبيل إلى رضاك

 

عهدتك لا تطيق عني سلا برهة

ولي فرائض العشق تؤديها حناياك

 

فما بالك نسيت أياما كنت بها

على عرش هذا القلب البتول ملكا

 

ونسيت حين تخالجني نشوة أناملك

وحين تلتف حول جسدي ذراعاك

 

رعى الله أياما بها رويتني

حبا جميلا من عظيم عطاك

 

 

فما ظنك بقلب يخالك إلاهه

وفي عصيان ربه يخاف إشراكا

 

أدخلتني جنتك ثم أخرجتني

 منها، ويحك.. ما الرب بفاعلٍ ذاك

 

غدًا قلبي يعقوبي البصيرة

وأقسم أني زُليخةٌ في هواك

 

عُدْ إليَّ كي أعود قرير الفؤاد، وإنه

قد طال صبري فألق عليَّ رداك

 

لستُ أدري غير أني عاشقة

تخط أشعارًا لا ترتجي منها إلَّاك

 

أواهٍ لو تدري بما أُصارِعُهُ في

الفؤاد حتى تباكى منه ما قد تباكى

 

والواشون حولي بحُبِك عيَّرُوني

صامدون كالطود يبغون انفكاكا

 

لئن ناءت بنا الأجساد سنونا

فاعلم أن في قرار الروح سكناكَ

 

وأني في حروف دعائي أذكرك

بطرف دامع أدعوه أن يرعاك

 

ولئن بلغ الهوى من الكبر عتيا

وأتانا من خطب الأجساد هلاكا

 

فإني رافع بكفوف الدعاء خيرا

وحقًا إنه عن حبي جزاك

تعليق عبر الفيس بوك