الحمدلله على نعمه

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

halifaalmashayiki@gmail.com

منذ مدة بسيطة، توقفت عن الكتابة لظرف صحي ألمَّ بي، ولأني إنسان فلستُ بمنأى عن أقدار الله تعالى، وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أشكر الله تعالى على ما منَّ به علينا من نعم كثيرة منها نعمة محبة الناس لنا، وأنه حبب خلقه لنا وحببنا إلى خلقه، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله تعالى.

فالشكر موصول لكل من زارنا ووصل إلينا من الأهل والأقارب والأصدقاء، ولكل من سأل عنَّا وتواصل معنا من الجيران والإخوة والأخوات والخواص من بعيد أو من قريب، مستفسرا عن صحتنا ووضعنا وما آل إليه، وعن سبب توقفنا عن الكتابة، واطمئنانه على أحوالنا عامة.

وحقيقة وأنا في خضم فترة تطبيق تعليمات الطبيب المعالج لي بالاسترخاء والراحة وضرورة الابتعاد عن كل ما يقلق ويوتر ويضاعف من تأخر الشفاء، كنت أسمع ما يدور في الساحة المحلية وغيرها من أحداث وقصص وأفعال وأعمال وتحركات ومناسبات مختلفة، وكان يُقال لي ذلك وعمَّا كان ويكون هنا وهناك، من الأهل والأقارب والأصدقاء وكل من زارني وتعنى لي.

ففي الشأن المحلي، استبشر المواطنون بصدور مراسيم سلطانية عديدة تناولت كل ما من شأنه تحسين مستوى معيشة الفرد والمجتمع،  ورفاهيته وتطوره؛ فمرسوم إصدار نظام صندوق الحماية الاجتماعية ومنافعه، ودمج كافة صناديق التقاعد بالسلطنة وكل ما كان ينطوي تحت ذلك، سيسهم بلا شك في حدوث نقلة نوعية وتغيير مقبول في حال عامة الناس وخاصتهم، كالفقراء والبسطاء.

ومع التسليم بأنَّ رحلة الألف ميل كما يُقال تبدأ بخطوة، وكل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر ويتنامى، فإن تخصيص عشرة ريالات لكل طفل نعتقد إن شاء الله تعالى أنها لن تبقى على حالها سنوات طويلة، ففي الوقت القادم نتطلع إلى أن يكون المبلغ المخصص أكبر من ذلك، بسبب غلاء المعيشة وتغير الأوضاع الاقتصادية، وكثرة المطالب الأسرية والحاجات الأساسية والطارئة والثابتة والمتغيرة لكل منا؛ فالمناسبات الوطنية والأعياد وبدء العام الدراسي، كفيلة بأن يتم فيها مراعاة الناس خاصة أصحاب الدخل المحدود والمعسرين ومن هم من هذه الفئات، وذلك بأن تُزاد هذه المنفعة، لتصل أربعين ريالاً لكل طفل؛ فالعشم فيما ستحمله الأيام المقبلة من خير مُرتجى كبير، والأمل لا شك موجود، فلسنا بجاحدين ولا ناكرين أو غير مقتدرين.

إنَّ عُمان وهي تشهد متابعات وإصلاحات مجتمعية مستمرة، فإنَّ النظر في حل قضايا عدة ومنها قضية فواتير الكهرباء والماء والشركات العاملة في هذا المجال، يجب أن يتم سريعا، فبقاء تلك الشركات على حالها وما هي عليه في أخذ وتسجيل ووضع قراءات وتسعيرات وحسابات وأرقام بمبالغ تقديرية رغم المطالبات والمناشدات العلنية في وسائل التواصل الاجتماعي بأن ذلك الأمر بعث، ويبعث على تذمر الناس وضيقهم وسخطهم من هذا النظام وهذا الإجراء الذي يرى كثيرون أنه يشوبه النقص وعليه ملاحظات وشكاوى وانتقادات كثيرة، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ويكون ذلك موضوعا تحت المجهر والمراقبة والمتابعة والمساءلة.

إنَّ المرحلة المقبلة من مراحل العمل والبناء في السلطنة، وجعل إنسان هذه الأرض في عزة وخير ونماء وتطور ويسر، لهو محط اهتمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم -حفظه الله ورعاه ووفقه وسدده ونصره وأعانه- الذي يمضي بنا في مسار الخير والرخاء والراحة والازدهار.

فشكرًا لكم مولاي السلطان هيثم على ما تركزون وتعملون عليه وتقومون به، من أجل عُمان وشعبها الوفي المحب لكم؛ فالقناعة منا والرضا بما تم تقديمه وفعله وعمله منذ تولي جلالتكم مقاليد الحكم في البلاد، يعتبر من الثقافة والصلاح والتقوى والورع والفهم وتقدير الجهود والإمكانيات واحترام المساعي المبذولة، وعدم بخس الناس أشياءهم أو تجاهل أدوارهم وجهودهم وحقوقهم.

إنَّ العام المقبل الذي سيتم فيه إن شاء الله تفعيل منافع الحماية الاجتماعية، تفصلنا عنه أشهر معدودات، وفي هذه المدة هنالك استحقاقات ومناسبات وطنية ستشهدها البلاد، ومن ثم فالتفاؤل مطلب ملح، ومواصلة الإصلاح والانضباط والعمل بروح الفريق الواحد سيجلب البركة وسيأتي بالخير واليسر.

حفظ الله بلادنا وسلطاننا المفدى، وأهلنا من كل سوء وشر ومكروه، ووفق حكومتنا الرشيدة لما نرجوه منها من عمل من أجل الوطن والمواطن على حد سواء.

تعليق عبر الفيس بوك