بين "عادلة ومنصفة" وآخرون يرونها "تعجيزية"

تساؤلات لباحثين عن عمل حول معايير التقييم والرفض والقبول بـ"مقابلات التوظيف"

 

الحنشية: الأسئلة المطروحة بعيدة عن التخصص

◄ الشكيري: هي بمثابة اختبار مستوى للمتقدمين

المقحوصي: ماذا تفيد طريقة الجلوس والمظهر لشغل وظيفة "بائع تجزئة"؟

 

الرؤية - سالمة الشكيلية

تُسَابق حكومتنا الرشيدة الخُطى من أجل حلحلة ملف الباحثين عن عمل، وصحيح أن المسار قد يبدو طويلا إلا أنَّ الأمل يظل عنوان المرحلة في انفراجة أكبر لهذا الملف. وبينما يتم الإعلان على فترات متقاربة عن شواغر يُدعى إليها الباحثون عنها، يشكو عددٌ من المواطنين مِمَّن يتقدَّمون للتنافس على الفرص المطروحة، من صعوبة مقابلات التوظيف، والتي اشتكوا من صعوبة الأسئلة التي تُطرح عليهم خلال المقابلة، للحد الذي وصل ببعضهم لوصفها بـ"التعجيزية".

"الرؤية" استطلعت آراء بعض من الباحثين عن عمل ممن دعوا لمقابلات توظيف، ورصدت تباينًا في الآراء بين من يرى صعوبتها، ومن يقيِّم التجربة بـ"العادلة والمنصفة"، كون الأسئلة تكون مُقسَّمة حسب مراحل معينة لاختبار مدى امتلاك المتقدمين للمعرفة في عددٍ من الجوانب كالرياضيات واللغة الإنجليزية.

عائشة الحنشية، تقول: تقدَّمتُ لأداء اختبار توظيفي مع العديد من زميلاتي في نفس المجال، فوجدت أن أغلب الأسئلة كانت "تعجيزية"، كما أنها تفوق قدراتنا ومستوياتنا بصورة كبيرة. مضيفةً بأنها لا تجد أن الأسئلة الموضوعة تفي بمتطلبات سوق العمل، أو تقيس مدى إمكانيات الأشخاص الذين قد تقدَّموا لأداء الاختبار، كما أن الكثير من الأسئلة التي تم طرحها لم تكن لها علاقة في التخصص الذي قد درسته ولا يمت بأي صلة له على الإطلاق.

أما فيصل الشكيري، فيرى أنَّ الاختبارات التي خضع لها كانت مناسبة، ولم تكن مُعقدة، معتبرًا إياها خطوة لاستكمال متطلبات شغل الوظيفة، مشيدًا بسهولة التعامل عبر النظام الذي يتيح للمتقدم بإرسال رسالة نصية. ولفت الشكيري إلى نقطة وجود أكثر من تخصص في ذات الاختبار، موضحًا بأنَّ الغرض من ذلك هو قياس عدة جوانب ومهارات للمتقدم لشغل الوظيفة وليس فقط في نفس تخصصه. وأضاف: الاختبار كان معدًّا بأدق درجات التنظيم، وليس من الإنصاف القول بأن جميع الأسئلة تُصنَّف كأسئلة تعجيزية، لكنها تتكون من عدة مستويات لتختبر جميع مستويات المتقدمين. مُبررًا عدم قبول الكثير من المتقدمين لشغل وظيفة ما، بوجود أشخاص آخرين قد يكونون متميزين أكثر منهم؛ لذلك كان استحقاقهم لشغل هذه الوظيفة أكثر من غيرهم.

وعلى جانب آخر، يرى علي المقحوصي أن الأسئلة التي تُطرَح على الشخص المتقدم للمقابلة "غير موضوعية"؛ كنوعية السؤال عن الأعمال التي قام بها الباحث بعد التخرج، إضافة للتدقيق بشكل كبير على ما كُتِب في الملف الشخصي الخاص بالباحث. وأشار المقحوصي إلى أنَّ بعض الأسئلة التي تُطرح خلال المقابلة تكون أحيانًا مُحرجة للشخص المتقدم، ويتعمَّد المسؤول عن المقابلة لتكرارها مرارًا كي يختبر التوازن العصبي للباحث. متسائلاً: ماذا يُفيد التركيز على طريقة الجلوس أو المظهر والتصرفات لتكون معايير مُؤهِّلة لشغل وظيفة "بائع بالتجزئة"؟

ويوافقه الرأي، أحمد الجهضمي، والذي يرى أنَّ معظم المقابلات تعتمد على تقييم شخصية  المتقدِّم.. ويقول: إنَّ بعض الأسئلة تكون "مُخادعة" ويتم طرحها فقط للتركيز على ردة فعل المتقدِّم.

من جانبه، تساءل حمزة المسكري: ما جدوى عرض الشواغر أمام عدد كبير من الباحثين عن عمل، ثم يتمُّ الرد عليهم بالرفض لعدم استيفائهم الشروط المطلوبة أو عدم اجتيازهم للمقابلة التي خاضوها؟.. مضيفًا: تتكرر هذه المسألة دائماً، رغم أنَّ غالبية المتقدمين للوظيفة من فئة الشباب المثابرين وذوي المعدلات الجامعية العالية.

تعليق عبر الفيس بوك