أفيقوا.. قرآننا يُحرق!!

علي بن بدر البوسعيدي
أستغرب هذا الصمت من الدول العربية والإسلامية تجاه الممارسات المستفزة والعنصرية من البعض حيال مقدسات الإسلام، لتتكرَّر مشاهد حرق القرآن الكريم على مرأى ومسمع من الجميع، وبمباركة من الدول الأجنبية، هذه المباركة التي جرأت عددا من المتشددين وآخرهم الشاب عراقي الأصل الذي منحته السلطات السويدية تصريحا بحرق القرآن أمام القنوات والمنصات الإعلامية.
مثل هذه الممارسات الغاشمة، تجعلنا نتساءل: إلى متى سيستمر هذا المسلسل الهزلي الذي يثير غضب المسلمين حول العالم، دون أن تتحرك دولنا العربية والإسلامية والمنظمات التي تدعي حرصها على محاربة كافة أشكال التطرف؟ إلى متى سنشاهد كتابنا المقدس يحرق أمام أعيننا دون اتخاذ موقف حازم وواضح يلزم الدول التي تساعد هؤلاء المتطرفين باحترام ديننا الحنيف وقرآننا الشريف؟
إنَّ حبنا لهذا الدين وإيماننا به، يجعلنا ندعو حكوماتنا العربية والإسلامية للتصعيد ضد أي دولة تسمح أو تمنح ترخيصًا لمن يريد حرق القرآن حتى ولو استلزم الأمر طرد سفرائهم، ووقف التبادل التجاري معه؛ لأن هذا الأمر تكرر كثيرا وجعلهم يتجرؤون علينا وعلى ديننا وعلى مقدساتنا، وإذا لم نتخذ الموقف الحاسم والحازم ستزيد جرأتهم علينا يوما بعد يوم.
لم تسجل دولنا العربية والإسلامية موقفا قويا بحجم هذا الاعتداء السافر على مقدساتنا باستثناء المغرب والعراق، فقد استدعت المغرب القائم بالأعمال السويدي في الرباط، واستدعاء السفير المغربي في السويد إلى المملكة للتشاور؛ وذلك إلى أجل غير مسمى، إدانة لهذا التطرف العدائي ورفضا لهذا الفعل غير المقبول وغير المسؤول الذي يضرب الحائط بمشاعر أكثر من مليار مسلم.
كما أنَّ العراق استدعى السفيرة السويدية لدى بغداد وأبلغها الاحتجاج الشديد على السماح لهذا المتطرف بحرق القرآن الكريم وسط العاصمة ستوكهولم.
إن مثل هذه الدول التي تسمح بالتعدي على مقدسات المسلمين تحتاج إلى موقف عربي إسلامي موحد يجعلها ترى قوتنا الحقيقية إذا ما أوقفنا التمثيل الدبلوماسي وأوقفنا التبادلات التجارية معها، فحينها لن يجرؤوا على إثارة غضب المسلمين والعرب مرة أخرى وسيحترمون شعائرنا ومقدساتنا ومصحفنا الشريف.
ومن نافلة القول كذلك، ذاك الصوت غير المسموع والاكتفاء بلغة التنديد والاستنكار فقط أمام فظائع يرتكبها الكيان المحتل وغطرسته على أراضي فلسطين الأبية، صمت مخزي لما يحدث في مخيم جنين وغيره من المناطق التي يعربد فيها العدو المحتل بطائراته ودباباته، مقابل أعداد تتزايد لشهداء وإصابات في صفوف هذا الشعب الأبي الأعزل.
إنها بمثابة صرخة في وجه العالم العربي والإسلامي: أفيقوا لعروبتكم ودينكم.. أفيقوا أرجوكم.

تعليق عبر الفيس بوك