الرؤية - أحمد الجهوري

على دندنة أغنية "أرحبوا"، وبعبارة "يا حي من جانا ويا زينه من جية"، كانت بداية دعوة قطر للسياحة لوفد من الإعلاميين للتعرُّف على مقومات هذه الدولة الفتية سياحيًّا وترفيهيًّا، ومعايشة مرحلة العاصمة العالمية بعد نجاح استضافتها لبطولة كأس العالم في نوفمبر الماضي.

بدأت الرحلة عبر فخامة تجربة السفر على مقاعد الدرجة الأولى على متن الخطوط الجوية القطرية، وعندما بدأ قائد الطائرة بالإشارة لربط الأحزمة استعدادا للهبوط بمطار حمد الدولي، تراءت ملامح العاصمة القطرية الدوحة المتناسقة بمبانيها الشاهقة، زاهيةً بألوانها المختلفة وترتيبات تفاصيلها الصغيرة.

كانتْ الإقامة في فندق لو رويال مريديان الدوحة، الذي يقع في قلب مدينة لوسيل، بترجمات فنيَّة للتراث القطري بما يمنح المقيمين فرصة الغوص على اللؤلؤ تحت الثريَّات الكريستالية البوهيمية التي تزيِّن اللوبي، بتصوُّرات فنيَّة بارعة للشعاب المرجانية البحريَّة، واتصال مباشر بالمجمع التجاري "بلاس فانودم قطر"، الذي استوحى تصميمه من الطراز الباريسي الفخم، ليوفر فرصة راقية للتسوق، وأيضا مشاهدة النوافير الراقصة وعروض الليزر.

المواقع السياحية في قطر تتعدَّد لضمان قضاء أجمل الأوقات في مختلف مواقعها السياحية والتراثية والترفيهية، والعيش بين الماضي التليد والحاضر المجيد، الأمر الذي جعل جدول الزيارة مزحومًا خلال الـ3 أيام التي قضيناها في قطر، والتي تضمَّنت زيارة مجموعة واسعة من المعالم السياحية وتجربة المطاعم المختلفة والشهية بأطباقها التقليدية والعالمية.

جزيرة اللؤلؤة

انطلقت الجولة السياحية في الدوحة من جزيرة اللؤلؤة، وهي جزيرة اصطناعية تقع بالقرب من منطقة الخليج الغربي، وتحتوي على مراسٍ من الطراز المتوسط تصطف على جانبيها اليخوت، وتضم أبراجاً سكنية وفلل وفنادق، كما توفر تجربة تسوق فاخرة في أروع المتاجر والمعارض الراقية، كما تشتمل الجزيرة على مطاعم عصرية، وتتميز بميادينها وساحاتها الملائمة للتجول سيراً على الأقدام إلى جانب مجموعة واسعة من الحدائق ذات المناظر الطبيعية الرائعة.

مرَّت جولتنا السياحية على مدينة لوسيل، تلك المدينة الحديثة التي شُيِّدت شمال الدوحة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 38 كيلومتراً مربعاً، وتوجد بها 4 جزر و19 منطقة تجارية، متعددة الاستخدامات، تجعل منها مدينة متكاملة تستحق الزيارة، وبها أماكن للترفيه وأماكن سكنية ومرافق عامة، حيث تضم المدينة عدة مواقع مختلفة؛ منها: استاد لوسيل كأكبر استاد من حيث السعة مُستوحى تصميمه من فانوس الفنار التقليدي؛ إضافة لأبراج كتارا والذي تمَّ بتصميمها المعماري المستوحى من شعار دولة قطر.

وحي كتارا الثقافي أحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة، حيث نشأت فكرته من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح والآداب والفنون والموسيقى والمؤتمرات والمعارض، ويحتوي الحي على جامع كتارا، والمسجد الذهبي الذي تمت تغطيته ببلاط ذهبي يلمع تحت أشعة الشمس، ومطعم لوزار الذي يضمن المتعة الكاملة لتذوق ألذ واشهى الوجبات العربية والتركية والهندية في تصميم هندسي رائع وإطلالة رهيبة.

واحة الدوحة

تعدُّ واحة الدوحة بمثابة مشروع تطوير متعدد الاستخدامات وتتسم بتنويع هائل في مرافقها وخدماتها التي تلبي احتياجات عدة شرائح وفئات من سكان وزائرين وعاملين، تأسست في منطقة معمورة تبلغ 440000 متر مربع في قلب الدوحة، وتضم فندقًا من فئة الخمس نجوم، كما تضم مدينة كويست الدوحة، وهي أكبر مدينة ألعاب ترفيهية داخلية في قطر، وكذلك برنتيمبس كثاني أكبر متجر متعدد الأقسام على مستوى العالم.

سوق واقف

ويعد سوق واقف آخر المحطات السياحية التي تهم السائح ويحرص على زيارتها حيث بُني سوق واقف في موقع سوق الدوحة التجاري القديم الذي يعود إلى قرنٍ من الزمان على ضفاف وادي مشيرب، ويبدو وكأنه مفارقة تاريخية، لا سيما على خلفية أفق الدوحة العصري الدرامي، ونظراً للمباني المكسوة بالطين، يجسّد السوق حقبة قديمة، بينما يظل مركزاً للنشاط؛ حيث تلتقي التجارة والأحاديث الصاخبة، وتُجسد الأزقة المتعرجة لسوق واقف مشهداً ناطقاً بالحياة التقليدية في الشارع، وبجانب سوق واقف يوجد مشروع مشيرب لينقلك الى عالم من الحداثة والتطور العمراني المتمدن وهو يضم مباني عقارية تجارية وسكنية ومحلات ومنافذ ثقافية وترفيهية  وفنادق ومتاحف إضافة إلى براحة أخّاذة.

وتحتفل الدوحة هذا العام باختيارها عاصمة للسياحة العربية 2023 لما تحظى به من تكامل سياحي أسس بنجاح مع متطلبات استضافتها لكأس العالم في نسخته الأخيرة.