حتى شانتي علمت بالخبر!

 

عبدالعزيز درويش الزدجالي

 

الغواصة "تيتان" سلبت الأنظار خلال الفترة الماضية، الغواصة التي استلهم اسمها من السفينة الشهيرة "تيتانك"، وبطول 6.7 متر، كان من المفترض أن تصل بأباطرة المال الخمسة الذين كانوا في أحشائها، إلى حطام السفينة الأم "تايتانيك" في أعماق المحيط الأطلسي، إلا أنه بحسب تصريحات خفر السواحل الأمريكية، أن انفجارا داخليا تسبب في غرق تلك الكبسولة التي كان من المؤمل لها أن تصبح نواة مشروع تجاري، يتجسد في رحلة استكشاف بطون البحار لمن يملك تكلفتها المالية الباهظة.

ما قمت بسرده لكم ليس هو هدف كتابة هذا المقال؛ فالحديث هنا عن ما وصلت إليه قوة الإعلام الرقمي، وكيف تغلل خبر تلك الغواصة إلى جميع أصناف الأجيال Z,X,Y، وبمختلف لغات العالم،  فخبر أزمة الغواصة وصل لابنتي وهي من جيل الألفية، عبر أحد حسابات التواصل الاجتماعي؛ بل إن الخبر كان محور الحديث الصباحي بين زوجتي وعاملة المنزل وهي من الجنسية الآسيوية، فحدثت نفسي قائلًا: "حتى شانتي علمت بالخبر"!، فلقت لم لا يصلها فهي الأخرى ليست ببعيدة عن المنصات الإخبارية التي باتت أقرب إلينا من حبل الوريد بفضل الهواتف الذكية. ووفق الإحصائيات هناك 4.67 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، ومحليا في عمان بلغ العدد 4.39 مليون مستخدم حتى يناير 2022!

السؤال المطروح هنا: كيف لنا أن نستثمر هذه الهالة أو الطفرة الرقمية، التي فرضت نفسها علينا بإيجابياتها أو سلبياتها، في تعزيز قيمنا وتوسيع مداركنا والترويج دون المبالغة لما نمتلكه من طموحات آنية وتطلعات مستقبلية؟!

تعليق عبر الفيس بوك