مصيرة تحصل على الاعتراف الدولي كأول جزيرة صحية في إقليم شرق المتوسط

مصيرة- الرؤية

حصلت جزيرة مصيرة على شهادة الاعتراف الدولي من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية كأول جزيرة صحية على مستوى إقليم شرق المتوسط، ونظمت وزارة الصحة أمس احتفالية بنادي مصيرة الرياضي الثقافي، لتسلم شهادة الاعتراف الدولي، تحت رعاية معالي الدكتور هلال بن علي هلال السبتي وزير الصحة، بحضور سعادة الدكتورة فاطمة بنت محمد العجمية وكيلة وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية والتخطيط، وسعادة الدكتور يحيى بن بدر بن مالك المعولي محافظ جنوب الشرقية، وعدد من المسؤولين.

وقال عبدالحميد بن علي العبري نائب والي مصيرة رئيس المكتب التنفيذي للجزيرة الصحية: "إنه لشرف كبير وسعادة غامرة أن نرى مشروع جزيرة مصيرة الصحية وقد استكمل بناؤه، وحقق أهدافه، وبانت رؤيته، وأدى رسالته، وحيث إنه مشروع تفردت به سلطنة عمان ليكون نموذجا إقليميا وعالميا". وأضاف رئيس المكتب التنفيذي للجزيرة الصحية أنه رغم المصاعب التي تمثلت في مساحة الجزيرة ذات الأطراف المترامية، وعدد السكان، وتباعد تجمعاتهم السكنية، إضافة إلى كثرة معايير التقييم لمثل هذه المشاريع في منظمة الصحة العالمية، إلّا أن ذلك كان دافعًا قويًا لتحقيق الهدف وإنجاز المشروع، ولا شك أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها قائمة على الممارسة الصحية الشاملة من قبل سكان الجزيرة، لذا فإن هذا المشروع يعطي الصبغة الحقيقية الدافعة لأبناء الولاية لتبني هذا العمل فكرًا وسلوكًا، وهو ملحظ حضاري مطلوب".

وقال سعود بن عامر النظيري مدير عام الخدمات الصحية لمحافظة جنوب الشرقية إن إعلان منظمة الصحة العالمية في أن أكثر من نصف سكان العالم يقطنون في المناطق الحضرية، وأنه بحلول عام 2025 فإن 70% منهم سيكونون من سكان المدن؛ الأمر الذي يبشر بنمو مضطرد في المجتمعات الحضرية محققا بذلك عـدة مزايا، إلا أنه سوف يشكل تحديًا مهددًا للصحة.

وأضاف النظيري أن التحضر في حد ذاته ليس بقابل للقياس إيجابًا أو سلبًا، فهناك العديد من العوامل التي تعد ضربًا من ضروب الحضارة والحياة العصرية قد تشكل خطرا على الصحة العامة لأفـراد المجتمع بالرغم من وجودها خارج القطاع الصحي؛ حيث تشكل هذه العوامل الظروف الإقتصادية والإجتماعية والبيئية التي يعيش بها هؤلاء، وتتمثل بتوفر خدمات البنية التحتية، والعـدالة في توفير الخدمات الصحية والإجتماعية وإمكانية الوصول إليها، إضافة إلى الدخل المعقول والمقبول وتوفير فرص التعليم وغيرها.

وأشار إلى أن المخاطر البيئية بعناصرها المختلفة تعد أبرز التحديات التي تواجه الحياة المدنية، وكلما ارتفع عـدد السكان كانت تلك المخاطر أكبر، إضافة إلى إتباع أنماط حياة في المدن باتت تشكل خطرًا ذي بعدًا إضافيًا على صحة الأفراد، مما أدى إلى تغيرات في الخارطة الوبائية، منها على سبيل المثال الأمراض المزمنة غير المعدية؛ حيث يصل معدل انتشار السكري بهذه الجزيرة الى حوالي 29%، مضيفًا أن التصدي لهذه التحديات التي نطلق عليها المحددات الإجتماعية للصحة.

وأضاف أن جزيرة مصيرة الصحية تعد أبرز هذه البرامج المجتمعية الذي تهدف لتحسين البيئة المادية والاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على الصحة، كما يمكن لافراد المجتمع من تطوير إمكاناتهم بما يحقق الصحة للجميع من خلال كافة القطاعات الحكومية وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص بالتشارك مع أفراد المجتمع المحلي لمقاربة المحددات الاجتماعية للصحة؛ الأمر الذي يتجاوز الخدمات الصحية.

وأوضح أن حصول جزيرة مصيرة الصحية على الإعتراف الدولي من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية كأول جزيرة صحية على مستوى أقليم الشرق المتوسط، يعد هذا بحد ذاته إنجاز عظيم ودليل على وجود الإرادة السياسية وروح الإلتزام لتحسين الوضع الصحي والإجتماعي لسكانها، علاوة على رغبة صادقة في تحويل مسار مواردها واعتماد السياسات والهياكل التنظيمية اللازمة لجعلها واحدة من الجزر الصحية في العالم.

وألقى سعادة الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان كلمة المنظمة، قال فيها: "إنه لشرف عظيم بترحيبه للجميع باسم منظمة الصحة العالمية في هذه الاحتفالية الخاصة بالاعتراف الدولي بجزيرة مصيرة كأولى الجزر الصحية في إقليم شرق المتوسط ضمن شبكة المدن الصحية لمنظمة الصحة العالمية".

وأضاف سعادته أنه لمن حسن الطالع أن تتزامن إقامة هذا الحفل، وسلطنة عمان تشهد اهتماما غيرِ مسبوقٍ، بإنشاء وتخطيط مدن مستقبلية نموذجية تركز على معايير عالمية لجودة الحياة ورفاهية العيش، مثل مدينة السلطان هيثم التي تم الإعلان عنها مؤخرا، وأن الاهتمام هذا تواكب مع مبادئ وأهداف التنمية المستدامة، ويتسق مع استراتيجياتِ وخططِ منظمة الصحة العالمية. وأضاف سعادة جون جبور "لا يفوتني في هذا السياق أن أشير للأوامر السامية بإنشاء المركز الوطني للمرأة والطفل، الذي من شأنه أن يعزز الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة الحساسة التي تتطلب توفير الحماية والرعاية اللازمتين، مما يدل على الاهتمام الذي توليه حكومة صاحب الجلالة بكافة شرائح المجتمع.

وأشار سعادته أن منظمة الصحة العالمية ركزت على المحددات الاجتماعية للصحة، وعملت على إرساء مبدأ إشراك المجتمع والتنسيق بين القطاعات ذات العلاقة بالصحة، كأحد أهم مكونات النظم الصحية، ومن هذا المنطلق فقد أولت المنظمة عناية خاصة ببرنامج المدن الصحية، ووضعت دلائل العمل اللازمة، كما قامت بإنشاء الهياكل التنفيذية داخل المنظمة لمتابعة تطبيق هذه المبادرة وتقديم الدعم اللازم لها.

وقدم ممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان شكره لمعالي الدكتور وزير الصحة ولاصحاب السعادة الوكلاء على كل ما يولونه من اهتمام بالغ في دعم كافة المبادرات المجتمعية وتطوير دعائم اللامركزية في القطاع الصحي والارتقاء بالخدمات الصحية لتشمل كافة شرائح المجتمع، وعلى ما يبذلونه في سبيل تطوير العمل المشترك مع مكتب منظمة الصحة العالمية، وينطلعون إلى العمل معًا لتحقيق رؤية إقليم شرق المتوسط "الصحة للجميع وبالجميع" في سلطنة عمان.

وألقت الدكتورة مها العدوي مديرة ادارة تعزيز صحة السكان بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، كلمة، قالت فيها إن المدن الصحية ليست هي مجرد برنامج؛ بل عملية ديناميكية تشجع جميع القطاعات على التعاون والعمل على تعزيز الصحة، من خلال تحسين جميع دِّات والعوامل الصحية؛ سواء كانت عوامل بيئية أم تعليمية أم اجتماعية أم اقتصادي، ويتماشى ذلك مع رؤية إقليم شرق المتوسط 2023 وبرنامج العمل العام الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية "الصحة للجميع وبالجميع".

بعدها، قام معالي الدكتور هلال بن علي بن هلال السبتي وزير الصحة بتكريم الجهات والمؤسسات الحكومية والأهلية المشاركة والداعمة والمساهمة في حصول واختيار جزيرة ولاية مصيرة كأول جزيرة صحية على مستوى شرق المتوسط.

وحصلت جزيرة مصيرة على هذا اللقب بعد استيفائها لمعايير التقييم البالغ عددها ثمانون معياراً تندرج تحت تسعة محاور، وهي السياسات والتوجيهات، المحور البيئي، التنمية الصحية، التعليم ومحو الأمية، مركز المعلومات المجتمعي، اللجان المحلية والمتطوعون، الاستعداد للطوارئ، تنمية المهارات والتدريب المهني وأنشطة القروض الصغيرة، واليوم وبإعلان جزيرة مصيرة الصحية، فهذا يعني أنها ستعمل باستمرار على تحسين بيئتها المادية والاجتماعية وتوسيع مواردها المجتمعية، من خلال نهج تشاركي يمكِّن الناس مساندة بعضهم البعض في أداء كافة وظائف الحياة، وفي تطوير إمكاناتهم وبناء قدراتهم، الأمر الذي يقودهم في النهاية لتعزيز صحتهم.

تعليق عبر الفيس بوك