إزاحة الستار عن النصب التذكاري للرحال الصيني المسلم "تشنغ خه" في صلالة

صلالة- فيصل السعدي

رعى صاحب السُّمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، حفل تدشين النصب التذكاري للرحال الصيني المسلم "تشنغ خه"، الذي وُضِع حجر الأساس له في نوفمبر الماضي، وذلك بحضور كل من سعادة السفير يوسف بن عيسى الزدجالي رئيس دائرة آسيا والباسفيك بوزارة الخارجية، وسعادة السفيرة لي لينغ بينج سفيرة جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عمان، والدكتور خالد بن سالم السعيدي رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية الصينية، وعدد من الإعلاميين والمهتمين.

وأكدت سعادة السفيرة لي لينغ بينج، أهمية سلطنة عمان عبر التاريخ وخاصة موقعها الجغرافي، لافتة إلى أن عمان والصين تتمتعان بحضارة عريقة وثقافة زاهية، إلى جانب العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين، إذ يرجع تاريخ التبادلات التجارية بينهما إلى أكثر من 1200 سنة.

وقالت: "انطلق الملاح الشهير العماني أبو عبيد من ميناء صحار وأبحر بنجاح إلى قوانزو في الصين على متن مركب شراعي خشبي، وأصبح أول عربي مدون في كتب التاريخ الصيني يبدأ التبادلات التجارية بين الصين وعمان، وبين الحضارتين الصينية والعربية، كما أنه قبل أكثرمن 600 عام في عهد أسرة مينغ، قاد بطل النصب التذكاري والملاح العظيم الصيني تشنغ خه أسطولًا ضخمًا إلى غرب المحيط الهندي 7 مرات، ووصلت الأساطيل إلى منطقة ظفار جنوب عمان 4 مرات، وأصبحت ظفار وجهة متكررة لأسطول تشنغ خه باعتبارها من أهم المحطات التجارية في المحيط الهندي، ولقد ساهمت رحلات تشنغ خه في تعزيز العلاقات بين الصين القديمة والبلدان التي تقع على سواحل المحيط الهندي، كما أنها أرست أساسا متينا للصداقة بين الصين وباقي الدول، وغرست بذور السلام والصداقة بين الصين وعمان".

وأوضحت سعادة السفيرة: "أن النصب التذكاري للملاح الصيني في محافظة ظفار سيصبح معلمًا دائمًا، لأنه يروي القصة التاريخية لرحلات تشنغ خه والتبادلات الودية مع السكان المحليين، وسيكون أساسا لدفع العلاقات بين الشعبين إلى مستقبل مشرق جيلا بعد جيل، كما أن النصب التذكاري بمثابة مركز ثقافي يتميز بتصميم فنى وخيالي سيجذب الكثير من الزائرين سواء من المقيمين أو السائحين"، لافتة إلى أن هذا النصب جاءت فكرة تصميمه من الأمواج وقوس السفينة، في إسقاط فني لأسطول تشنغ خه البحري الذي ركب الأمواج، كما أن المسار في داخل النصب يرمز إلى رحلة تشنغ خه المتعرجة إلى غرب المحيط الهندي، وتوحي الخطوط الديناميكية على مجسم النصب التذكاري تحت الأضواء في الليل وكأنه أسطول البحار الصيني يفت الأشرعة ويقود السفن في وسط المحيط.

من جهته، أشار الدكتور خالد بن سالم السعيدي رئيس مجلس إدارة جمعية الصداقة العمانية الصينية، إلى أن الملاح الصيني المسلم تشنج خه جاب البحار والمحيطات قبل أكثر من 700 سنة، حاملا معه رسائل المحبة والسلام إلى الشعوب والدول التي زاراها، موضحا: "نجتمع اليوم لإزاحة الستار عن رمز من رموز الصداقة العمانية الصينية، ولقد سبق هذا الحدث قيام سلطنة عمان بتصميم وإنشاء نصب تذكاري في مقاطعة جوانزو لسفينة صحار التاريخية التي أبحرت من عمان إلى مدينة جوانزو قبل أكثر من 1300 سنة".

وبين السعيدي أن مثل هذه الشواهد التاريخية في كلا البلدين مهمة للأجيال القادمة،  وتدل دلالة واضحة على عمق وقدم العلاقات التي تربط بين البلدين والحضارتين الممتدة إلى ما قبل الميلاد، مضيفا: "ما أدل على ذلك أكثر مما تسطره كتب التاريخ عن رحلة السندباد البحري العُماني أبو عبيدة بن القاسم الذي سلك بسفنه طريق الحرير من عُمان إلى الصين، حاملا معه محبة الشعب العماني للشعب الصيني الصديق".

تعليق عبر الفيس بوك