عمرو عبد العظيم
ربما يشعر الكثيرون منَّا بالتوتر أو بألم في المعدة عندما يُطلب منَّا التحدث في ميكروفون أمام الجمهور، وأحيانًا تتعرق راحة يدنا وتتسارع دقات قلوبنا، لكن لسنا وحدنا، حيث يُعاني الكثير من الناس فوبيا التحدث أمام الجمهور، وقد يكون التحدث في الميكروفون مزعجًا للأعصاب بشكل خاص.
ويمكن أن يسمى هذا الخوف باسم "فوبيا الميكروفون"، وربما يكون منهكًا ويمنعك من التعبير عن نفسك بشكلٍ مريح ويحرمك الوصول إلى إمكاناتك الكاملة، لكن المُفرح أن هناك طرقًا للتغلب على هذه الفوبيا.
أولًا: من المهم أن نفهم أن هذا الخوف استجابة طبيعية لتهديد محسوس، فعندما نتحدث أمام الآخرين فإننا نعرض أنفسنا وأفكارنا للنقد المحتمل والرفض، ونفسر ذلك على أنه تهديد لوجودنا، مما يؤدي إلى استجابة القتال أو الهروب من الموقف، والحل هو إعادة تدريب أدمغتنا للتكيف على أن التحدث في ميكروفون أمام الناس لا يمثل إلا نشاطًا طبيعيًا يمكن التعود عليه بسهولة.
ثانيًا: طريقة أخرى للتغلب على هذا الخوف من خلال العلاج بالتعرض، ابدأ عزيزي القارئ بالتحدث في ميكروفون أمام جمهور صغير يدعمك، وقم بزيادة حجم الجمهور تدريجيًا كلما أصبحت أكثر راحة، وهناك أسلوب آخر مفيد وهو ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس قبل التحدث، يمكن أن يساعد ذلك في تهدئة أعصابك وتحسين تركيزك.
ثالثًا: من المهم أيضًا أن تستعد جيدًا قبل التحدث، تدرب على حديثك أو عرضك التقديمي حتى تشعر بالثقة في محتواه، وتأكد من أنك تعرف كيفية استخدام الميكروفون وأنه تم إعداده بشكل صحيح، حيث يساعد ذلك في منع الصعوبات الفنية التي يمكن أن تزيد من قلقك ويظهر عليك الارتباك، حاول إعادة صياغة تفكيرك حول التحدث في ميكروفون بدلاً من التركيز على إمكانية النقد أو الرفض، ركز على فرصة مشاركة أفكارك والتواصل مع جمهورك، وتذكر أن كل شخص يشعر بالتوتر عند التحدث في الأماكن العامة، ولا بأس بذلك، فبالتعود تصبح الأمور طبيعية.
ختامًا.. تعد فوبيا الميكروفون خوفًا شائعًا بين الناس لكن لا يجب أن يعيقنا، فمن خلال الممارسة والتحضير الجيد والسلوك الإيجابي، يمكننا التغلب على الخوف من التحدث في الميكروفون أمام الجمهور وأن نصبح أكثر تواصلًا وثقةً وتفاعلًا.