احتفاء غير مسبوق.. ماذا قالت الصحف المصرية عن زيارة جلالة السلطان لمصر؟

 

مسقط - الرؤية

أبرزت الصحف المصرية الصادرة أمس واليوم  الزيارة التي يقوم بها صاحب حضرة الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى جمهورية مصر العربية، وقد أجمعت كل وسائل الإعلام المصرية إن الزيارة التاريخية تعكس الرغبة في تفعيل الدور العربى لحل القضايا العربية وخاصة أن العلاقات المصرية العمانية تعد من أكثر العلاقات العربية استقرارا ووضوحا.

وقالت صحيفة اليوم السابع إن زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان الي مصر واستقبال أخيه الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه المرة، لها صدى كبير ومختلف على كافة الأصعدة، فقد تصدر الرئيس السيسي والسلطان هيثم الترند في اليوم الأول، من الزيارة.

 وأضافت بأن هذه الزيارة الرسمية الأولى للسلطان هيثم بن طارق لمصر وفي هذا التوقيت والاعداد المسبق لبرنامج الزيارة وجدول اعمالها مهمة للغاية، خصوصا ان البلدين الشقيقين لهما دور محوري في عملية السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز العلاقات بين كافة الدول ، وسيكون لهذه الزيارة أثر كبير ودفعة قوية لرفع مستويات التعاون بين البلدين في كافة المجالات، خاصة التبادل التجاري بين السلطنة ومصر الذي شهد ارتفاعًا ما يقارب 393 مليونًا و628 ألف ريال عُماني.

 وأشارت إلى أن العلاقات بين مصر وسلطنة عمان متجذرة عبر العصور فقد بدأت منذ عهد الملكة حتشبسوت فقد كانت الرحلات المتكررة إلى منطقة ظفار التي تعد  مصدر إنتاج اللبان في هذا العصر، تمثل رصيدا تاريخيا لم يمح من الذاكرة نظرا للعمق الحضاري المشترك والمدون في الآثار القديمة، وقد سجلت النصوص الفرعونية إحدى عشرة رحلة بين مصر وظفار أولها في 2590 ق.م في زمن خوفو الأكبر وآخرها في 1160 ق.م زمن رمسيس الثالث، كما ظهرت صور لأشخاص ‏من ظفار بين آثار مصر تعود إلى 3400 ق.م، مضيفة أن هذا التواصل استمر بين مصر وسلطنة عُمان على مر التاريخ لتعزيز العلاقة الوطيدة والتعاون الوثيق والتنسيق الدائم بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ودعم كل ما من شأنه أن يعود بالمنفعة  الملموسة و النّماء المستدام لأبناء البلدين الشقيقين.

 وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب خلال المباحثات بشقيقه السلطان هيثم بن طارق ضيفاً مُكرَّماً على مصر، معرباً عن أطيب التمنيات بالتوفيق لاستكمال مسيرة التنمية الشاملة والنجاح في تحقيق رؤية "عمان 2040"، ومشيداً في هذا الإطار بالعلاقات الودية التاريخية التي تربط بين مصر وسلطنة عمان، والتي تشكلت عبر عقود ممتدة من التضامن والتكاتف والوقوف صفاً واحداً ضد الأزمات والتحديات، مع تأكيد حرص مصر على الارتقاء بتلك العلاقات المتميزة بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين والأمة العربية بأسرها.

وكشف خبراء السياسة في مصر دلالات زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى مصر، حيث قال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان إلى مصر تؤكد على قوة وصلابة العلاقات التاريخية بين مصر وعمان.

وأضاف رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أنه خلال فترة المقاطعة العربية لمصر خلال حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات لم تتخذ عمان قرارها بقطع العلاقات مع مصر مثلما فعلت العديد من الدول العربية فى تلك الفترة وكانت مواقفها مثل السودان والصومال هى الدول التى حافظ على علاقتها مع مصر.

وأوضح الدكتور محمد عز العرب، أن العلاقات المصرية العمانية ممتدة، حيث أن هناك 5 عقود على علاقات مصرية عمانية متواصلة ومستقرة، كما أن منطلقات السياسة الخارجية العمانية بالحفاظ على علاقاتها مع الدول العربية وعدم انحياز لأى طرف على أخر هى نفس سياسة مصر تجاه الدول العربية، وهناك قواسم مشتركة بين البلدين بشأن التسوية السياسية للصراعات العربية المسلحة وتقوية العلاقات مع الدول العربية.

وقال الدكتور عبد المنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن زيارة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان إلى مصر ستؤسس لاستراتيجية اقتصادية بين مصر وسلطة عمان بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.

وأضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن الدولتين سيحتاجان لمزيد من التعاون الاقتصادى بين البلدين لأن حجم العلاقات السياسية والاقتصادية متميزة.

وأوضح الدكتور عبد المنعم السيد، أن حجم التبادل التجارى بين البلدين يصل إلى 1,1 مليار دولار وهو رقم يتطلب زيادته بشكل، كما أن حجم الاستثمارات العمانية فى مصر منخفضة، وتعد هذه الزيارة فرصة سانحة أمام الدولتين لزيادة الاستثمارات المتبادلة.

وقال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن السلطان هيثم بن طارق يسير على نفس نهج السلطان قابوس بن سعيد بشأن التقارب مع مصر، موضحا أن سلطنة عمان ومصر ترتبطان معا بعلاقات وعى استراتيجى نظرا لمكانة البلدين فى المنطقة العربية.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن عمان دائما لها مكانة مشهودة تجاه مصر، كما أن عمان كانت من الدول الأولى التى وقفت ضد مقاطعة الدول العربية لمصر بعد اتفاقية كامب ديفيد.

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن سلطنة عمان أحد ركائز الاستقرار وأحد ضوابط العلاقات الخليجية مع إيران وساهمت بدبلوماسية إيران فى استعاد أواصر هذه العلاقات ولعب دور الوساطة والتهدئة حتى عادت العلاقات الخليجية الإيرانية مما ممهد لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وأكدت صحيفة الوطن المصرية أن العلاقات بين البلدين متأصلة وقديمة، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، وأن هناك زيادة فى المعدلات السنوية فى الميزان التجارى بين البلدين، فوفق الإحصائيات الرسمية صدّرت مصر منتجات إلى سلطنة عمان بحوالى 163.3 مليون دولار خلال عام 2021، فيما كانت الواردات المصرية من سلطنة عمان 422.9 مليون دولار خلال نفس العام.

وأضافت أن وجود السلطان هيثم فى زيارة رسمية لمدة يومين يفتح الآفاق ويزيد من احتمالات توقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين البلدين، ما سيزيد من قوة العلاقات الاقتصادية، حيث وصلت قيمة التبادل التجارى بين البلدين إلى 546.4 مليون دولار فى العام الماضى.

تعليق عبر الفيس بوك