فاطمة هبيس الكثيرية
"هدف بدون خطة لا يزيد كونه مجرد أمنية" الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دو سانت إيكسوبيري.
من هذه المقولة يتضح لنا ضرورة وضع خطة لتحقيق أهدافنا المنشودة؛ فالخطة لا مفر منها في حياتنا للوصول لما نتمنى؛ فالتخطيط هو اختيار الوسائل الأنجع والأكثر كفاءة وفعالية للوصول لتحقيق الأهداف ويعطيك وضوحا للرؤية المستقبلية، وكلما كانت الخطة ذكية كان الهدف أسرع وأسهل.
وبما أن الطلبة وخاصة طلبة الدبلوم العام (الثاني عشر) مقبلون على فترة هي الأهم في حياتهم المستقبلية التي بها يتحدد مصير هذا الطالب أو ذاك، وبما أننا مررنا بهذه المرحلة، ونعي جيدًا أهميتها وكذلك مدى التوتر والقلق الذي يمر به طالب الثانوية العامة وكذلك جميع الطلبة في جميع المراحل الدراسية سواء المدرسية أو الجامعية أو غيرها من المراحل؛ لذا بالتأكيد سيساعدك هذا المقال، ويختصر عليك الكثير حتى لا يبقى هدفك مجرد أمنية.
أولًا: لتكون خطتك ناجحة وتحقق ما تصبو إليه عليك بوضع أهداف ذكية والتي تتمتع بخمس صفات.
- محددة؛ بمعنى تحدد عدد الصفحات التي تود استذكارها في يوم محدد لمادة محددة ولا تترك الأمور دون تحديد.
- قابلة للقياس؛ وتحديد الصفحات يجعلك تستطيع قياس العدد المطلوب مذاكرته.
- قابلة للتحقيق بتحديد جزء منطقي لمذاكرته أي لا يكون طويلا لا تقدر على مذاكرته.
- ذات صلة بالمرحلة الحالية؛ بمعنى أنك مقبل على فترة امتحانات، والتركيز سيكون على المذاكرة فقط لتحقيق هدف النجاح والتفوق في هذه المرحلة. أليس كذلك؟
- تخصيص أوقات محددة. الزم نفسك بوقت محدد لإنجاز المهمة مثلاً مذاكرة الكيمياء من الساعة الرابعة إلى السادسة وهكذا.
بعد أن تعرفنا على مواصفات الأهداف الذكية أعتقد أنك عزيزي الطالب ستطرح السؤال التالي: كيف أذاكر بذكاء؟!
حسنًا.. سأجيبك: أعرف مشكلتك مع بعض المواد أو طريقة المذاكرة. واسأل نفسك السؤال التالي لماذا؟ وبعد الإجابة كرر السؤال خمس مرات إلى أن تصل للإجابة النابعة من أعماقك. مثلا لماذا تواجهني صعوبة في هذه المادة؟ لأني لم أذاكرها من بداية العام؟ لماذا لم أذاكرها من قبل؟ وهكذا إلى أن تصل للسؤال الخامس عندها ستصل للسبب الحقيقي، ربما لأنك لم تنظم وقتك جيدًا.
لكن لا تزد في طرح السؤال لماذا أكثر من 5 مرات، ولا أقل من ذلك؛ لأن المختصين أثبتوا أن خمسة أسباب كافية جدًا لتوصلك لسبب المشكلة الذي سيوصلك للحل بالطبع، بينما أقل من خمسة أسباب لن تكون كافية للوصول للحل، وأكثر من خمسة ستبعدك عن المنطق وتوصلك لأسباب بعيدة عن المشكلة الأساسية.
والآن إليك بعض الطرق العلمية المثبتة أنها تجعلك تحتفظ بالمعلومات أكبر قدر ممكن:
* طريقة البومودورو /pomodoro
وهي طريقة الإيطالي فرانشيسكو سيريلو وذلك عن طريق تقسيم وقت العمل إلى 5 دقائق ويفصل بينها فترات راحة قصيرة وهذه الطريقة تحسن سرعة البديهة والتركيز.
فإذا ذاكرت أربع مرات لمدة 25 دقيقة كل مرة، ثم استراحة 5 دقائق، تكون ذاكرت 100 دقيقة دون عناء وبتركيز عالٍ. ثم تعيد الدورة نفسها بنفس الطريقة للمادة وعدد الصفحات أو عدد التمارين والمسائل التي تهدف لمذاكرتها واستيعابها.
* الشرح للغير ممن هم أقل منك في التحصيل الدراسي والإجابة على الأسئلة التي يطرحها عليك وإذا كنت ممن يفضلون المذاكرة لوحدك تخيل طالبا آخر يطرح عليك أسئلة عن المادة وأشرح له وهذا يساعدك على فهم المادة بسرعة وفي وقت أقل ويثبت المعلومة في دماغك.
* لا تقرأ ثم تعيد قراءة نفس الدرس وتحدد الفقرات المهمة هذه الطريقة قديمة ومملة بل اكتف بالقراءة مرة واحدة ثم حل الأسئلة على ذلك الدرس هذا يعرفك مدى استيعابك للموضوع ومدى قدرتك على الحل.
● اعمل بروفة لاختبارات الأعوام السابقة وضع المنبه على نفس الساعات المحددة للاختبارات وعند صوت المنبه ضع القلم، وكأن المراقب أمرك بتسليم ورقتك وأعلن انتهاء الوقت ميزة هذه الطريقة أنها تعرفك بالأسئلة التي تأخذ منك وقتا أطول وتدرك المواضيع التي تحتاج منك إلى مجهود أكبر وتدخلك جو الاختبار وتزيل عنك التوتر ورهبة الاختبار.
* نم جيدًا وبعمق؛ لأنه أثناء النوم يتم الدمج بين المعلومات بمعنى أنت اتبعت كل ما ذكرناه في المقال من القراءة وحل الأسئلة والشرح لغيرك والتدريب على الاختبارات في حالة النوم بعمق ستدمج كل هذه المعلومات وتحفظ في الذاكرة طويلة الأمد عندك مما يسهل عليك استدعاء المعلومة أثناء الحاجة في الاختبار بينما سيحصل العكس إذا لم تنم جيدًا وسيضيع مجهودك الذي بذلته سدى.
وإليك نصائح قيمة بالتأكيد ستساعدك على النجاح.
1. صل كل يوم بعد المذاكرة ركعتين صلاة الحاجة وادع ربك بتحقيق هدفك.
2. شرب الماء بكثرة أثناء المذاكرة لأنه يسهل عمل الدماغ ويزيد التركيز والفهم.
3. إبعاد المُشتتات الهاتف الضوضاء غيرها أثناء المذاكرة.
4. الاهتمام بحالتك النفسية، فلا تتأثر بكلام الأشخاص السلبيين الذين يثبطون عزيمتك فيجب أن تحافظ على هدوئك واستقرار نفسيتك.
وأخيرًا اعلم- أيها الطالب النجيب- أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. وأتمنى التوفيق لجميع الطلبة وكل من له هدف سامٍ يسعى لتحقيقه.
